أبراج بيروت

كان يتخلل سور بيروت بعض الأبراج العسكريّة العاملة في حماية بيروت، كما كان يوجد خارج السور بعض الأسوار العاملة للغاية ذاتها، علماً أن بيروت شهدت وجود بعض الأبراج المدنيّة التي سُميّت بأسماء العائلات، ولا بد قبل الحديث عن أبراج بيروت من التحدث عن قلعتها الشهيرة.

كانت قلعة بيروت مقراً للحاميات العسكرية العُثمانيّة، وكان موقعها في الجنوب الشرقي من مدخل مرفأ بيروت فوق محلة ومقبرة الخارجة، وقد اشتهرت هذه القلعة بمناعتها وأهميتها الإستراتيجيّة نظراً لموقعها المباشر على البحر، وهي بذلك تشبه قلعة قايتباي في الإسكندرية، وقد توالت بعض الأسر البيروتيّة التي تميّز أفرادها بالقوة والشجاعة، والأشغال بالأعمال العسكريّة منصب (القلعجي) أو حاكم القلعة والمعروف باسم (دز دار قلعة بيروت)، ومن بين هذه الأسر:

1.   أسرة القوتلي

2.   أسرة الجندي ديّه

3.   أسرة القلعجي

ومن هنا نرى بأن لفظ القوتلي مشتق من القوة، فأصبح بصيغة تركيّة قوتلي، أي صاحب القوة، على غرار قدورة المشتق إسمها من القدرة والقوة أيضاً، وروت السيّدة المرحومة سعود صالح طبارة، قبل وفاتها، وهي زوجة قاسم القوتلي، بأن بعض قرصان البحر الأوروبيين هاجموا قلعة بيروت فجأة، فتصدى لهم جيش القلعة، ووقعت بين الفريقين موقعة شديدة، شارك فيها نساء بيروت إلى جانب الرجال دفاعاً عن بيروت وقلعتها، وانتهت المعركة بانتصار البيروتيين، وقد احتفظت السيِّدة سعود في حينه بسيف كان يتقلده أحد القرصان، وأحتفظ حفيدها إبراهيم قاسم القوتلي الموظف في بلدية بيروت في العام 1957م بهذا السيف الأثري.

 

وكان قد تولى مسؤولية قلعة بيروت في القرن الثامن عشر الميلادي الأمير الشيخ عبد السلام العماد، والشيخ حسين تلحوق، ولكن عندما وقعت بعض الحوادث عام 1772م، وإستتب الأمر في بيروت للأمير يوسف الشهابي، قام هذا الأمير بعزل العماد وتلحوق عن مسؤولية القلعة لميلهما لأحمد باشا الجزار، وأصدر قراراً عيّن بموجبه أحد وجوه بيروت صادق ديّه، ولما خضعت بيروت للحكم المصري، عيّن إبراهيم باشا عام 1840م عبد الله أبو ديّه متسلماً على بيروت الذي كان في عهد الجزار (دز دار قلعة بيروت).

 

هذا وقد ظلت قلعة بيروت قائمة بجدرانها القديمة إلى أن دمرتها الأساطيل المتحالفة الإنجليزية، الروسيّة، النمساويّة، عام 1840م، في قصفها على الجيش المصري لإخراجه من بيروت بالقوة، ويرى بعض المؤرخين بأن جامع المجيديّة كانت قلعة قبل تحويله إلى جامع في عهد السلطان عبد المجيد، ولهذا سُمّي بالمجيديّة، وموقعه في محلة ميناء الخشب إزاء البحر.

 

ومن الأهميّة القول بأن بيروت على الدوام كانت تذخر بالقلاع والأبراج والحصون، وكانت الاتصالات تتم بين الخليفة الإسلامي وحكّام الأقاليم من خلال هذه القلاع والأبراج التي تشعل في أحد أبراجها أو في أعلى جبل النيران المدخنة، كإشارة إلى أخطار قادمة من الخارج، وكان في باطن بيروت وخارجها بعض الأبراج الهامة، منها:

البرج الجديد، وموقعه على ربوة إزاء الكنيسة الإنجيلية في محلة بوابة يعقوب عند طلعة الأميركيان، أما البرج القديم فكان موقعه في مزرعة القنطاري.

برج شعبان في محطة الديك في محلة عين المريسة بموضع عيادة الدكتور عبد الرحمن سنو.

برج سيّور المبني عام 1851م.

برج البراجنة.

 

وكان يوجد في بيروت خمسة أبراج عسكريّة هامة:

1.   برج القلعة.  

2.   برج علّيني.  

3.   برج السنطيّة.  

4.   البرج البرّاني.  

5.   برج الشيخ.

وقد ضمّت هذه الأبراج عام 1566م أثنين وخمسين جندياً من طائفة المستحفظان وهم الإنكشاريّة، ويُسمّون أحياناً باسم (الينكجريّة)، وهذه الطائفة العسكريّة اشتركت في فتح مصر، ومن مهامهم الحربيّة أيضاً مهمة الدفاع عن القلاع.

وهناك أبراج أخرى منها:

برج الشلفون.  

برج الغلغول.  

برج الفنار.  

أما برج الحمرا ، فموقعه في المنطقة المعروفة باسم الحمراء، وقد سُمّي نسبة إلى أمراء بني الحمرا أمراء البقاع، وهم أول ما سكنوا هذه المنطقة بعد نزاعهم مع بني تلحوق، ومن أشهرهم الشيخ محمد الحمرا .

 

ومن أبراج رأس بيروت:

برج قدورة.  

برج البواب.  

برج الشيخ دعبول، وكان موقعه شمالي سراي الحكومة في منطقة الصنائع، وكان موقعه تحديداً حيث البنك المركزي اليوم.

برج ربيز حيث شارع عمر بن عبد العزيز في شارع الحمرا حيث مقهى مودكا سابقاُ، التي أزيلت.

برج اللبّان في شارع الحمرا خلف المحلات التجاريّة المعروفة باسم ABC

برج شهاب قرب برج اللبّان في شارع الكومودور.

برج شاتيلا في منطقة ساقية الجنزير بالقرب من الحرج القديم الذي كان يتوسط هذه المنطقة.

برج عرمان في شارع المعماري قرب آل الأرقش خلف مبنى جفينور.

 

من الملاحظ أن هذه الأبراج من الأبراج المدنيّة التي سُميّت بأسماء العائلات البيروتيّة .