باب السراي

كان هذا الباب يقع عند رأس شارع فوش الحالي، في مكان بناية دعبول حيث كانت وزارة الإقنصار تجاه جامع الأمير منصور عساف، الذي أشتهر هو الآخر سابقاً باسم (جامع السراي) أو (جامع دار الولاية) ، والمقصود بالسراي ودار الولاية القصر الذي كان مركزاً لحاكم لمدينة وأعوانه من الموظفين، وكان هذا القصر قائماً في الأرض التي شغلها سوق سرسق فيما بعد، وبعضهم ينسب القصر إلى الأمير فخر الدين المعني الثاني حاكم بيروت وجبل لبنان في الثلث الأول من القرن السابع عشر الميلادي، وآخرون ينسبونه لمعاصره الأمير عساف منصور الذي بنى الجامع المعروف بجامع (النوفرة).

صورتان نادرتان لباب السراي

هذا الباب أشتهر باسم (باب السراي) وذلك لوقوعه بالقرب من السراي المذكور كما أشتهر أيضاً، في مطلع القرن العشرين، أيام أجدادنا باسم (باب المصلى) لوقعه بالقرب من (ساحة المصلى) إحدى ثلاث ساحات في بيروت القديمة والاثنتان الأخريان هما (ساحة الدركه) و (محلة الثكنات).

كان ضمن هذه الساحة (المصلى) وكانت تقام عنده الصلوات وعلى الأخصّّ صلاة العيدين في هذه الساحة كان اجتماع أولاد المحلات المجاورة لجامع الأمير عساف، وأولاد الزواريب الكائنة في سوق الفشخة (الشارع الجديد) و(ويغان) لاحقاً. وقد هدمت أكثر تلك الأماكن توسيعاً للطرق العامة.

إن باب السراي بقي قائماً بحالة جيّدة إلى أن تمّ هدمه سنة 1927م عندما بوشر بتخطيط الشوارع في المدينة القديمة، وبقرب هذا الباب كان يوجد شجرة جميّز كبيرة يستظل بها (حلاق بلدي) يتألف صالونه من كرسي يجلس عليه الزبون ومرآة ليس لها إطار يحملها الزبون بيده أثناء عملية الحلاقة التي يدفع مقابلها للحلاق رغيفاً وبصلة.