كلمة لا بّد منها عن حرج بيروت

نقدم في هذه الصفحات تاريخ غابة بيروت التي يسميها أبناء زماننا الحرش وما تقلب عليها من أحوال تراوحت بين الإقبال والإدبار، والازدهار والدمار، لعلنا نوفي ما لها في أعناقنا من ذمم الوفاء على ما أسبغته على مدينتنا من حلل البهاء والجمال، إذ كانت على مدى آلاف الأعوام القلادة السندسيّة الخضراء التي رصعت بالحُسن مدخلها الجنوبي وكانت المصفاة الطبيعيّة التي أوصلت إلى صدورنا النسيم العليل الذي أنعش أنفاسنا بعطره الخالي من أضرار التلوث والغبار، فإن غابة الصنوبر التي أعطت بيروت إسمها قد أعطت هذه المدينة في نفس الوقت خطرات هذا النسيم العليل ولكن من غير أن تجرح خدود العذارى من بناتها أو تدمي لهن بناتاً.