مساحة الغابة بين الماضي والحاضر

     

جميع المصادر الجغرافية والتاريخية القديمة أشارت إلى أن غابة بيروت كانت تغطي مساحة واسعة من الأرض، وأن أشجار الصنوبر التي تتألف منها هذه الغابة كانت متصلة ما بين شاطئ البحر وبين سفح جبل لبنان، ومما يؤكد هذا القول أنه عندما توفي الإمام عبد الرحمن الأوزاعي سنة 773م دُفن خارج مدينة بيروت على شاطئ البحر في الصنوبر بأرض قرية حنتوس.

وهذا يعني أن غابة بيروت الصنوبرية كانت في أيام الأوزاعي حيث يوجد قبره الحالي الذي دُفن عند وفاته، وجدير بالذكر أن بعض أشجار الصنوبر ما تزال موجودة بالقرب من مقام الإمام المذكور. 

وعندما ألف الإدريسي كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) في أواسط القرن السادس الهجري والثاني عشر الميلادي، ذكر في هذا الكتاب، أن هذه الغابة سعتها 12 ميلاً مربعاً تتصل إلى تحت لبنان.

وهكذا تكون غابة بيروت، حافظت على كثافتها ومساحتها، بالرغم من العدوان الذي تعرضت له خلال تلك الأيام على يد الجيوش الصليبيّة التي استخدمت أخشابها لصناعة بعض معداتها العسكريّة.