الاهتمام بالغابة وتأهيلها       

بقية غابة بيروت متروكة على طبيعتها بعيدة عـن اهتمـام المسؤولين بهـا، ومعرضة لفؤوس الطامعين بأخشاب أشجارها للأغراض العسكرية أثناء الحرب، وللوقود في السلم حتى إذا آل أمر بيروت في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن الذي تلاه إلى فخر الدين المعني الثاني، بادر هذا الحاكم إلى نقل ما رآه ي بلاد أوروبا من تطور حضاري وعمراني إلى وطنه لبنان، وذلك بواسطة الكفاءات الفنية التي إستقدمها من توسكانى الإيطالية، فشكل بعثات متعددة الاختصاصات في مختلف الحقول والمجالات، فكانت لديه بعثات فنية هندسيّة، وبعض مزارعين للفلاحة وغرس الحدائق، وقرر الرواتب ونفقات السفر قدوماً وإياباً بواسطة قنصلهم في بيروت Da Vrazzano .

رئيس هذه البعثة المهندس شيولي بادر إلى تجديد غابة بيروت وتنظيـم أشــجارها وتنسيقـها، فأصبحت أشجاره صفوفاً منتظمة تراها خطوطاً مستقيمة من أي جهة أتيتها، وحوَّل الأراضي المحيطة بالحرش إلى حقول.