سوق الصاغة - رعد وهاني

 

شجع تجميل سوق أياس لسوقهم وإقبال التجّار على محلاتهم، على إنشاء أسواق جديدة. فشرع أسعد رعد وبشارة الهاني سنة 1883م في إنشاء سوق جديد للصاغة والجوهرجيّة غربي منتزه البرج يخترق غربي ساحة البرج حتى كنيسة النوريّة أنجزاه سنة 1886م. وكان الصاغة وتجّار المجوهرات يتخذون من خان الصاغة الواقع في منتصف الثغر مكاناً لعملهم.

 

وكانت الأرض التي أقيم عليها السوق مغروسة توتاً فُتح إلى الجنوب منها سوق أبي النص. وكان السيدان رعد وهاني من كبار تجار بيروت إشتريا موضع السوق كما إشتريا فيما بعد مساحة كبيرة في ميناء الحسن أقاما عليها حمام سويسرا. وقد إعتنى أصحاب السوق بتبليطه وترتيبه، فغدا بهجة للناظرين استأجره منهم جميع الصاغة وتجّار المجوهرات الثمينة وغدا السوق في حينه من أجمل أسواق بيروت.

 

وكان يُوسُف جدي شيخاً للجوهرجيّة حتى سنة 1892م وقد فرضت السلطات سنة 1905م أخذ (الششنة) على الذهب بمعرفة الجوهرجيين بشارة جدي وخليل بركات.

 

ومن سوق رعد وهاني، لبست العرائس في معاصمهن الأساور الذهبيّة المعروفة بدقة الماس (الألماز) والمبرومة رأس الحيّة أو عرق الدالية، ولبسن في أصابعهن الخواتم الذهبيّة المطّعمة بالماس البرلنت والفلمنك وخواتم الشختورة، وعلقن في جيدهن العقود والسلاسل وفي آذانهن الأقراط المختلفة الأشكال.

 

وكان هذا السوق مقصد البيروتيين وبعض اللبنانيين، علماً أنه أنشئ في بيروت فيما بعد سوق للصاغة قرب سوق الخضار واللحوم والأسماك، أما خان الصاغة فقد كان بعيداً عن سوق البازركان، على شاطئ البحر قرب ميناء الحسن، أما العائلات أو الأشخاص القاطنون والعاملون فيه فمنهم : آل العجوز، محمد الحلبي، عبد الله الجمل .