من الأُسر المسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها للقبائل العربيّة التي توطنت في بلاد الشام، وهي تعود بنسبها لقبيلة بني غسان التي انتشرت في بلاد حوران ودمشق، وقد انتشرت الأسرة عبر التاريخ، لا سيما في العهدين المملوكي والعثماني في بعلبك وبشري وجزين وصيدا وبيروت.

وجاء في «معجم قبائل العرب» بأن جبران من الطوارنة إحدى عشائر الكرنك بشرقي الأردن، يقطنون أُم حماد ويتبعهم عشيرتا المجامعية في المزار والحجوج في رجم الصخري، كما أن جبران قبيلة يمانية.

برز من أسرة جبران العديد من رجال الدن والعلماء والمفكرين والأدباء، يأتي في مقدمتهم الأديب المهجري الشهير جبران خليل جبران {1883/191م}هاجر صبيا رفقة عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وحاصل على جنسيتها، ولد في 6 يناير 1883 في بلدة بشري شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية. توفي في نيويورك 10 ابريل 1931 بداء السل. ويعرف أيضاً بخليل جبران، وهو من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني. هاجر وهو صغير مع أمه إلى أمريكا عام 1895 حيث درس الفن وبدأ مشواره الأدبي. اشتهر عند العالم الغربي بكتابه الذي تم نشره سنة 1923 وهو كتاب النبي. أيضاً عرف جبران بالشاعر الأكثر مبيعًا بعد شكسبير ولاوزي.

ولد جبران لعائلة مارونية. أمه كاميليا رحمة (واسمها الأصلي كاملة) كان عمرها 30 عندما ولدته وهي من عائلة محترمة ومتدينة. وأبوه خليل هو الزوج الثالث لها بعد وفاة زوجها الأول وبطلان زواجها الثاني. كانت أسرته فقيرة بسبب كسل والده وانصرافه إلى السكر والقمار، لذلك لم يستطع الذهاب للمدرسة، بدلاً من ذلك كان كاهن القرية، الأب جرمانوس، يأتي لمنزل جبران ويعلمه الإنجيل والعربية والسريانية تعلم مبادئ القراءة والكتابة من الطبيب الشاعر سليم الضاهر مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب. في سنة 1891 تقريبًا، سجن والده بتهمة اختلاس وصودرت أملاكة، وأطلق سراحه في 1894. في 25 يونيو 1895، قررت والدته الهجرة مع أخيها إلى أمريكا وتحديداً نيويورك مصطحبة معها كلاً من جبران وأختيه، ماريانا وسلطانة، وأخيه بطرس.

سكنت عائلة جبران في بوسطن. بالخطأ تم تسجيل اسمه في المدرسة خليل جبران. هناك، بدأت أمه العمل خياطة متجولة، كما فتح أخوه بطرس متجراً صغيراً، أما جبران فبدأ بالذهاب للمدرسة في 30 سبتمبر 1895. وضعه مسؤولون المدرسة في فصل خاص للمهاجرين لتعلم الإنجليزية. التحق جبران أيضاً في مدرسة فنون قريبة من منزلهم. ونمّت مواهبه الفنية وشجعتها (فلورنس بيرس) معلمة الرسم في المدرسة، وكان من أعضاء هذه المدرسة الآنسة (دغيسي بيل) التي كتبت إلى صديقها المثقف الغني فريد هولاند داي، وهو الذي شجع جبران ودعمه لما رأى محاولاته الإبداعية، كان يعيره الكتب التي أثرت في توجيهه الفكري والروحي والفني وقد استخدم فريد بعض رسومات جبران لأغلفة الكتب التي نشرتها دار (كويلا اند داي).

في عمر الخامسة عشر، عاد جبران مع عائلته إلى بيروت ودرس في مدرسة إعدادية مارونية ومعهد تعليم عال يدعى الحكمة. بدأ مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم انتخب شاعر الكلية، كان يقضي العطلة الصيفية في بلدته بشرّي ولكنه نفر من والده الذي تجاهل مواهبه، فأقام مع ابن عمه نقولا.

وجد جبران عزاءه في الطبيعة، وصداقة أستاذ طفولته سليم الضاهر. ومن علاقة الحب بينه وبين حلا الضاهر التي استوحى قصته (الأجنحة المتكسرة) بعد عشر سنوات. بقي في بيروت سنوات عدة قبل أن يعود إلى بوسطن في 10 مايو 1902. قبل عودته بأسبوعين توفيت أخته سلطانة بالسل. بعد سنة، توفي بطرس بنفس المرض وتوفيت أمه بسبب السرطان. أما ماريانا، أخت جبران، فهي الوحيدة التي بقيت معه، واضطرت للعمل في محل خياطة.

وبرز القاضي والوزير السابق يوسف جبران، والطبيب الدكتور يوسف جبران، والمهندس نقولا جبران.

ومن مشاهير الأسرة في بيروت النائب السابق فريد يوسف جبران ــ 1912/1995م ــ، من مواليد قبرص، تلقى تعليمه في الأسكندرية وبيروت، في عام 1932م شغل وظيفة رئيس محاسبة في أحد المصارف، وفي عام 1946م ترأس جبهة العمل الوطني النقابي، وناضل من أجل إنجاز قانون العمل.

شارك فريد جبران في عام 1949 مع الزعيم الراحل في تأسيس الحزب التقدمي الإشتراكي، وقد تولى مناصب مهمة في الحزب، بما فيه تنظيم فرع الحزب في بيروت. وفي عام 1960 انتُخب نائباً عن الأقليات المسيحيّة، ثم أنتُخب نائباً عن بيروت للدورات ــ 1964،1968،1972م ــ واستمر نائباُ حتى العام 1992م بحكم قوانين التمديد للمجلس النيابي بسبب الأحداث اللبنانيّة ــ 1975 / 1990م ــ، وقد شارك طيلة سنوات نيابته بأعمال اللجان النيابيّة، كما كان مقرراً للجنة العمل والشؤون الإجتماعيّة لعدة سنوات.

توفي فريد جبران في بيروت في 12 كانون الأول عام 1995م، ووُري الثرى في مدافن اللاتين في منطقة الفنار.

عُرف من الأسرة السادة: الياس، أندره، أنطوان، توفيق، جان، جبران، جرجس، جميل، جورج، الطبيب الدكتور جورد وديع جبران، الأستاذة الجامعيّة مي جبران، الطبيب الدكتور يوسف سليمان جبران وسواهم.

وجبران لغة واصطلاحاً من السامية القديمة «جبرا». أما اللاحقة «ان»  فهي صيغة من صيغ اللغة العربيّة واللهجة اللبنانيّة، مثل : نعس ـ نعسان، عطش ـ عطشان، تعب ـ تعبان، طفر ـ طفران... وهكذا مئات الكلمات والأمثلة على هذا النوع من الصيغ الساميّة.

 

جبران خليل جبران