كارن

في سنة 1832م قدم إلى بيروت من فرنسا زائران، أحدهما صرف همه لتقصي ما فيها من آثار وحصون واستحكامت عسكريّة وهو السائح كارن (Carne)، والثاني هو ذلك الشاعر الفرنسي الشهير لامارتين، الذي تفنن بوصف بيروت من خلال عاطفته الشعريّة وجعل من هذه المدينة لوحة منظومة بما أثر عن أسلوبه من رقيق الكلام وبديع المعاني وجميل الصور.

أما كارن فقد اعتبر بيوت بيروت من أبدع الأبنيّة التركيّة، وقد كرر غير مرة ارتياحه إلى منظر الحصون المشرفة على المدينة، لكنه كان يأخذ العجب من إهمال الترك لترميمها، فإن النباتات المتطفلة والحشائش المتنوعة، وأشجار التين البري (الصبيّر) كانت بارزة من شقوقها وتغطي جدرانها. وبخاصة، وصف شرفت أسوار المدينة البيضويّة الشكل .