عائلات بيروت وعاداتها وتقاليدها من خلال الرحالة المصري

       محمد علي باشا 

محمد علي باشا - حفيد محمد باشا الكبير والي مصر - زار بيروت سنة 1908م ودوّن مشاهداته في كتابه (الرحلة الشاميّة) وإنطباعاته عن الحياة الثقافيّة والإجتماعيّة والإقتصاديّة والسياسيّة، ومما قاله عن أهل بيروت : (... وكان سروري يتجدد كلما كنت أرى أولئك الناس متشبثين بالعوائد الشرقيّة ومتمسكين بالملابس القديمة والأزياء الفطريّة، ثم مدح أخلاق بيروت وعادتهم وتقاليدهم. وتحدث عم زياراته لبعض الرسميين مثل متصرف جبل لبنان وزيارته للمدرسة الحربيّة وبعض المدارس الأخرى، وزيارته بعض العلماء والمطابع والمجلس البلدي.

كما تحدّث نبذة عن جغرافية وتاريخ بيروت ووصف مناظرها وطبيعتها الجميلة ولما تحدث عن تجار بيروت قال : (وأما تجارتها فتدور في الغالب على مزورعاتها ومصنوعاتها التي أكثرها من الحرير وزيت الزيتون والصابون. وفي المدينة عدة معامل لحل الحرير الأفرنكي والصابون والدباغة والفخار).

وعن مطابعها وأثرها العلمي، فقد أشار محمد علي باشا إلى المطبعة الأميركيّة والمطبعة اليسوعيّة، ومطبعة حديقة الأخبار وسواها (وقد سمعت أن ما يُطبع في تلك المطابع من الكتب العلميّة والفنيّة شيء فوق الحصر، كما أن يُطبع فيها عدة جرائد يوميّة وأسبوعيّة وشهريّة سياسيّة وتجاريّة وطبيّة. ومما امتازت به هذه المدينة عن سائر مدن الشام أنها تصدّر كثيراً من مطبوعاتها إلى البلاد االشاميّة وغيرها من البلاد الأجنبيّة) .

وأضاف أن اللغة المتداولة في بيروت العُثمانيّة هي اللغة العربيّة، مع العلم أن بعض السكان يتكلمون اللغة الفرنسيّة، ومنهم كان يتكلم اللغة الإيطاليّة.