أبي بن كعب

 

إبن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار .

سيد القراء .

 

أبو المنذر الخزرجي الأنصاري النجاري المدني المقرئ البدري، ويكنى أبا الطفيل.

 

شهد العقبة، وبدراً وما بعدها.
كان ربعة نحيفاً أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه .
جمع القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وعرض على النبي صلى الله عليه وسلم، وحفظ عنه علماً مباركاً .

 

قال ابن أبي خيثمة : هو أول من كتب الوحي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كان سيداً جليل القدر، ورأساً في العلم والعمل .
قال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب : ( إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن )، قال : الله سماني لك ؟ قال : ( نعم) ، قال : وذكرت عند رب العالمين ؟ قال : ( نعم ) ، فذرفت عيناه .
ولما سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبي بن كعب عن أي آية في القرآن أعظم ؟ فقال أبي : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وقال : ( ليهنك العلم أبا المنذر ).

 

قال أنس بن مالك : جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار : أبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد أحد عمومتي .
عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أقرأ أمتي أبي ).
عن عاصم بن زر قال : أتيت المدينة ، فأتيت أبياً فقلت : يرحمك الله ! اخفض لي جناحك، وكان امرءاً فيه شراسة ، فسألته عن ليلة القدر ، فقال : ليلة سبع وعشرين .
 
وأخرج أبو داود من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة ، فلبّس عليه ، فلما انصرف قال لأبي : ( أصليت معنا ؟ ) قال : نعم ، قال : ( فما منعك ؟ ).
عن الحسن، حدثني عتي بن ضمرة قال : رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم، فقلت: ما شأن هؤلاء ؟ فقال بعضهم : ما أنت من أهل البلد ؟ قلت : لا ، قال : فإنه قد مات سيد المسلمين أبي بن كعب .
عن أبي قال : إنا لنقرؤه في ثمان ليال ، يعني القرآن .
قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب : ما لك لا تستعملني ؟ قال : أكره أن يدنس دينك .
قال معمر : عامة علم ابن عباس من ثلاثة : عمر ، وعلي ، وأبي .

وكان عمر يجلّ أبياً ، ويتأدب معه ، ويتحاكم إليه .
عن الحسن أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب في قيام رمضان ، فكان يصلي بهم عشرين ركعة .
وقد كان أبي التقط صرة فيها مائة دينار ، فعرّفها حولاً وتملكها .


اختلف في وفاته فقيل سنة تسع عشرة ، وقيل سنة عشرين ، وقيل ثلاث وعشرين ، وقيل قبل مقتل عثمان بجمعة ، فالله أعلم .