متاعب الترامواي الدائمة

  بالرغم من التدابير الفنيّة والاجتماعية التي كانت الشركة تتخذها لحسن سير الترامواي وحمايته، فإن ذلك لم يحل دون تعرض منشآت هذه الشركة للمتاعب الجمّة، فلقد كان التيار الكهربائي ينقطع أحياناً فتتوقف حافلة الترامـواي فـي وسـط الطريق، فكان المسؤولون يستعينون على دفعها بواسطة الدواب أو بواسطة أصحاب الزنود القوية من نفس ركابها الذين يستفيدون لقاء خدمتهم هذه بالتخلص من دفع ثمن التذكـــرة المقررة.

على أن فريقاً من أهل بيروت، كانوا يرفض دفع ثمن تذكرة الركوب في الحافلة ولو لم يشاركوا في دفعها عند الحاجة، فقالت شركة الترامواي أنها ستوقف خط البسطة نظراً لتمنُّع بعض الأفراد عن دفع الأجور، وبما أن هؤلاء الأفراد هم الذين يجب على الحكومة( تربيتهم) ترغب الشركة أن تطلب من الحكومة مجازاتهم ... .

من  متاعب الترامواي، فإن هذه الحافلة كانت تضطر في كثير من الأحيان للتوقف عندما تمّر بالقرب من بيت أحد القبضايات، أو أي زعيم شعبي نافذ، الذي يأمر السّوّاق بالوقوف وانتظاره حتى ينزل من بيته ويستقله، والويل للترامواي وسائقه وركابه إذا لا يمتثلوا لإرادته، ويتوقف الترامواي إذا رأى وجيهاً يسير بحصانه وسط القضبان الحديدية المعدة لسير الحافلة، لأنه لا يجوز إزعاج الفارس بتحويله عن وسط الطريق.