كمال الدين بن يونس

  (551-639هـ / 1156 -1242م)

أبو عمران كمال الدين بن موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك العقيلي الشهير بكمال الدين بن يونس، عالم رياضي وفلكي اشتهر في القرنين الخامس والسادس الهجريين / الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين. ولد في مدينة الموصل حيث ترعرع في بيت علم، ودرس العلوم الشرعية على والده حتى أتقنها وصار علَّامة فيها.

زار كمال الدين بغداد وبقي فيها مدة من الزمن، لتلقي العلم على كبار علماء العلوم التجريبية. وعندما تفنن في علم الفلك والعلوم الرياضية عاد إلى مسقط رأسه. وفي الموصل أنشأ كمال الدين بن يونس المدرسة الكمالية، وصار يدرس فيها العلوم الشرعية واللغوية والعلوم التجريبية، حتى رحل إلى جوار ربه.

 كان كمال الدين يدرس طلابه كلا من علم الحساب وعلم الجبر والمقابلة في المدرسة الكمالية بالموصل حيث كان يرى أن العلوم الرياضية ضرورية لدراسة العلوم التجريبية والفلسفة، بل كان يعتقد أن العلوم الرياضية العمود الفقري لجميع العلوم. وقد اشتهر كمال الدين بن يونس بأخلاقه وعلمه، فكان متفرغا للتدريس والبحث العلمي والإجابة على الأسئلة التي ترد إليه من بغداد ومن جميع بلاد العالم، إذ كان يرى أن العلم يزكو بالإنفاق.

وجد كمال الدين بن يونس في البحث والاستقصاء لذة، فذهب يبحث عنها في شتى المعارف والعلوم فاهتم بهندسة إقليدس، لصلتها الوثيقة بالعلوم التجريبية وخاصة علم الفلك. وألف كتابا في الهندسة يحتوي على المخروطات والمتوسطات وحل المسألة التي تتعلق بإنشاء مربع يكافئ قطعة من دائرة.

كما درس كمال الدين بن يونس علم الكيمياء عن قرب، لارتباطها بعلم الطب، وألف كتابا يجمع فيه بين الكيمياء والطب سماه كتاب لغز في الحكمة نال به استحسان معاصريه.

وفي علم الفلك قطع شوطا بعيدا، فشرح كتاب المجسطي لبطليموس شرحا وافيا، وألف كتابه الأسرار السلطانية في النجوم، فذاع صيته في المعمورة وصار طلاب العلم يأتون من كل فج للتتلمذ عليه، حيث كان حجة في هذا الميدان. كما قام برصد الكواكب والأجرام السماوية في الموصل مما دعاه إلى تأليف كتاب عن الأسطرلاب ، لكي يستخدمه في إرصاده هناك. وعمل كمال الدين بن يونس آلة سماها البركار التام لرسم أنوا ع المخروطات الهندسية التي كان يعتمد عليها في علم الفلك، وقد استفاد علماء العرب والمسلمين من هذه الآلة فائدة عظيمة عبر التاريخ.
 

كما تعددت مواهب كمال الدين فكان له صولة وجولة في الأدب، والشعر. وكان من المغرمين بقراءة قصص الوقائع التاريخية، فكان ينقلها لطلابه، كي يرفه عنهم خلال المحاضرة، لذا كانت دائما دروسه مزدحمة بالطلاب. وبسبب شهرة تلك لم يترك سبيله الحساد، والمقصرون والحاقدون، بل لفقوا له تهما بعيدة كل البعد عن الصواب، وصاروا يتحينون الفرصة لإيقاعه عند ولاة الأمر آنذاك.

 ترك كمال الدين بن يونس عددا كبيرا من المؤلفات في شتى فروع المعرفة من أشهرها بالإضافة لما ذكر:

* كتاب  كشف المشكلات وإيضاح المعضلات في تفسير القرآن 

* كتاب شرح كتاب التنبيه في الفقه

* كتاب مفردات ألفاظ القانون

* كتاب عيون المنطق 

* رسالة في المخروطات

* رسالة في المربعات السحرية.