مقبرة الغرباء والمغاربة

مقبرة الغرباء هكذا كان يلفظها أجدادونا وآباؤنا، بألف ممدودة دون همزة في آخرها، وموقعها كان بجوار مقبرة الخارجة، وكانت مخصصة لدفن الغرباء من المسلمين الذين كانوا يأتون إلى بيروت أو يمرون فيها وهم في طريقهم إلى الحج أو بقصد التجارة، وكان في كل مدينة إسلاميّة مقبرة مماثلة للغرباء، هكذا كان الأمر في الماضي.

 وبجانب الغرباء كان يخصص جزء لدفن المغاربة النازلين في بيروت، ويُقصد بهؤلاء أبناء ليبيا وتونس والمغرب والجزائر، فإن أبناء شمال أفريقيا قد اجتزأوا رقعة من المقبرة لأنفسهم وحصروا فيها حق الدفن لعائلاتهم التي اختارت الإقامة في هذه المدينة لسبب أو لآخر، ومن الممكن اعتبار مقابر الغرباء والمغاربة مقبرة واحدة يتمم بعضها بعضاً.

 وقد تحولت رقعة هذه المقابر إلى منطقة تجارية استحالت أرضها المليئة برفات الموتى إلى أبنية وصالات سينما.