دمشـق

 

أقدم عاصمة في التاريخ

دمشق هي عاصمة الجمهورية العربية السورية وأكثر مدنها سكاناً، وقاعدة محافظة دمشق التي تضم أقضية دوما، والزبداني، والقطيفة، والنبك.

تقع في الجهة الجنوبية الغربية من البلاد إلى الشمال الشرقي من جبل الشيخ في سهل فسيح ومنبسط ويمر خلالها نهر بردى الذي يسقي بساتينها وجنائنها ويطل عليها لجهة الشمال جبل قاسيون.

هي مركز محافظة دمشق ومركز مهم من مراكز التجارة والصناعة والزراعة والثقافة. تشتهر دمشق بالصناعات الكيماوية والمعدنية والكهربائية وصناعة السكاكر والحلويات والمربيات، وصناعة الغزل والنسيج بسبب انتشار زراعة القطن فيها، ومطاحن الحبوب والصناعات البلاستيكية، وصناعة الجلود والأحذية وغيرها كثير. مما يدل على أن الصناعة تمثل قطاعاً متطوراً ونشيطاً في الجمهورية العربية السورية حيث تعتمد على صناعاتها المحلية.

أسواق دمشق عامرة دائماً بالمنتجات والسلع، حيث تعرض أصنافاً متنوعة من السلع. ويقصدها التجار من جميع البلدان العربية والأجنبية وأهمها سوق الحميدية وهو من أهم الأسواق الشعبية وسوق مدحت باشا اللذان ما زالا يحافظان على طابعهما القديم.

وفي دمشق جامعة علمية عريقة تضم مختلف أنواع التخصص. وفيها قصر آل العظم والمتحف الحربي، والمتحف الوطني، ومسجد بني أمية التاريخي، والعديد من الآثار البيزنطية والعربية وعدد كبير من المساجد التاريخية والمقامات وأهمها مقام السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنهما إلى الجهة الجنوبية، وهو يستقطب العديد من الزوار الذين يقصدونه من أماكن مختلفة، ومقام القائد صلاح الدين الأيوبي والعديد من العلماء والأولياء.

وفي دمشق معرض تجاري مشهور يفتح على ضفاف نهر بردى مرة كل عام. وفيها مطاران: الأول مطار المزّة وهو مطار قديم يقع إلى الغرب منها والثاني مطار حديث متطور يقع إلى الجنوب الشرقي ويبعد عنها حوالي30 كلم. كما شيّد في دمشق العديد من الفنادق الفخمة الكبيرة. وصروح فارعة كقصر الضيافة الجديد والقصر الجمهوري الضخم ومكتبة الأسد الكبيرة، وعلى طريق المطار يتم إنشاء مركز للمؤتمرات وكذلك مدينة السينما والكلية العسكرية للبنات ومشروع ومجمع دار الأوبرا.

تعتبر دمشق من أقدم العواصم وأعرقها، سميت بدمشق من الدمشقة وهي السرعة لأنهم دمشقوا في بنائها أي أسرعوا. وقيل سميت بدمشق على اسم دماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشذ بن سام بن نوح. وقيل أول من بنى دمشق بيوراسف وقيل جيرون بن سعد بن عاد بن إرم بن سام بن نوح. بناها بعد مولد إبراهيم عليه السلام بخمس سنين. وقيل إن بانيها عازر غلام إبراهيم وكان اسمه دمشق فسميت باسمه. وقالوا إن أول حائط وضع في الأرض بعد الطوفان هو حائط دمشق وحرّان. وفي بعض التفاسير أن دمشق هي الربوة في قوله تعالى: « وآويناها إلى ربوة ذات قرار ومعين» (سورة التين، الآية: 1).

كانت دمشق قاعدة الآراميين سنة940 ق.م. افتتحها العرب في أولى سنواتهم، ثم صارت عاصمة الخلافة الأموية. وتوالى عليها العباسيون فصارت مركزاً للشعراء يفدون إليها يمدحون الخلفاء فيها سعياً وراء التكسب المادي. ثم توالى عليها الطولونيون والإخشيديون والفاطميون والأيوبيون والمماليك. دخلها تيمورلنك سنة1400 م. وأحرقها. واحتلها العثمانيون سنة1516، والمصريون سنة1832 بقيادة إبراهيم بن محمد علي باشا.

 وتشتهر دمشق بحسن عمارتها ونزاهة رقعتها وكثرة فاكهتها وكثرة مياهها. وأجمل ما فيها غوطتها التي لم ير في الدنيا مثلها. نسب إلى الأحمصي قوله: « جنات الدنيا ثلاث: الغُوطة دمشق ونهر بلخ ونهر الأبلّة».

من أهم مساجد دمشق مسجد إبراهيم، وهما مسجدان أحدهما في الأشعرين والآخر في برزة، ومسجد باب الشرقي، ويقال إن عيسى عليه السلام ينزل فيه، والمسجد الصغير، ويقال إن يحيى عليه السلام قتل هناك والحائط القبلي من هذا المسجد يقال إن هوداً عليه السلام هو الذي بناه.

على أن أهم مساجد دمشق هو مسجد بني أمية أو المسجد الأموي، ويعد مثالاً رائعاً من الحسن والصنعة في العمارة. بدأ عمارته الوليد بن عبد الملك سنة 87 هـ. واستمر العمل فيه تسع سنين. وللمسجد أربعة أبواب: باب شرقي هو باب جيرون، وباب غربي يسمى باب البريد، وباب الزيادة في القبلة وباب الناطفانيين. وقالوا إن سقفه كان من الرصاص الخالص وإنه كان يتضمن سلسلة تعد بستمائة سلسلة من الذهب.

وقد قال عنه أحد علماء الآثار الغربيين: " إن لم يكن أعظم الأبنية التي قامت في أرض الإسلام حتى ذلك الوقت فحسب، بل أحد ابتكارات فن البناء العالمي في كل الأزمان وفي البلاد".

وفي دمشق من الآثار كنيسة "حنانيا" القديمة، وهي تحتفظ بطابعها البسيط في قلب كهف حجري. وقريبا من دمشق دير أثري شيد على تلة صخرية، في صيدنايا، وهو مزار ديني.

وفي دمشق أسواق شرقية، تعرض فيها البضائع المحلية الصنع، ذات الطابع الشرقي، وخاصة الدمشقية كالموزاييك الدقيق الصنع، ونسيج البروكار المصنوع على الأنوال اليدوية، وصناعات الخشب المطعم بالصدف والزخرف، والمطرزات وأشغال الإبرة، والآنية النحاسية المنقوشة. وأشهر هذه الأسواق: " سوق الحميدية"، وفيه يقع الجامع الأموي، وقد بنى السوق السلطان عبد الحميد قبل أكثر من مئة عام، فسميت باسمه.

أما متحف دمشق فهو من أجمل متاحف المنطقة، وأغناها، وتشمل آثاره العهود اليونانية والرومانية والبيزنطية والعهد الإسلامي. وأهم ما في فرع الآثار السابقة للفتح اليوناني مجموعة آثار ماري من تماثيل الألباستر وقطع الصدف ولوحات الفخار وآثار راس شمرا ( أوغاريت )، ومن ضمنها حجر الألفباء الفينيقية، وبه مجموعة برونزية ثمينة. 

وفي دمشق الآثار العثمانية، التكية السليمانية، وقصر العظم، وهو نموذج جميل للفن المعماري في منتصف القرن 18، وقد حول إلى متحف للتقاليد الشعبية.