آل هاني

برزوا في العهد العثماني سياسياً وإجتماعياً وإقتصادياً

من الأسر المسيحية والإسلامية والدرزية البيروتية واللبنانية والعربية. تعود بجذورها إلى قبائل هانئ العربية في دول الخليج العربي لا سيما في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وممن سمي باسم هانئ عند العرب قديماً هانئ بن قبيسة (قبيصة) أحد أشراف العرب، وهاني والد الشاعر أبو نواس، كما أنها اسم لعشيرة عربية حجازية أسهمت في فتوحات بلاد الشام ومن بينها فلسطين وشرقي الأردن، لهذا فإن الأسرة انتشرت في لبنان وفلسطين والأردن (عجلون) وسوريا.

وممن برز من الأسرة، ابن هاني (937-973م) الشاعر الأندلسي، ولد باشبيلية، وكان المغاربة يلقبونه «بمتنبي العرب». نفي من اشبيلية لأخذه بمذهب الفلاسفة. وقتل ببرقة أثناء محاولته السفر إلى مصر قاصداً المعز الفاطمي. له «ديوان شعر» (المنجد، ص 725).

ومما يلاحظ أن قبيلة الهاني انتقلت من البلاد السورية الداخلية بعد أن اعتنق أحد أجدادها عقيدة الموحدين الدروز، كما أن فرعاً من الأسرة اعتنق الدين المسيحي، واستمر فرعٌ على العقيدة الإسلامية السنية.

هذا، وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر، لا سيما السجل (1259هـ، ص 26-27، 29-30) إلى السيدين جرجس الهاني وشاهين الهاني، وكانا من بين البيارتة المتوطنين في باطن بيروت. وبرز في العهد العثماني جبرايل الهاني (1862-1910) الذي عمل ترجماناً لسفير فرنسا في البرازيل.

 

كما برز من الأسرة في بيروت في العهد العثماني بشاره الهاني ونجلاه يوسف الهاني ونجيب الهاني. ومن الملاحظ أن أسرة الهاني برزت بروزاً سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في العهد العثماني لا سيما في أوائل القرن العشرين، وقد ارتبط اسم الأسرة باسم أحد الوجهاء الموارنة يوسف الهاني (     - 1916) الذي كان عضواً بارزاً في جمعية بيروت الإصلاحية عام 1913، وأحد ممثلي الطائفة المارونية فيها، وأحد المساهمين في تنظيم عقد المؤتمر العربي الأول في باريس عام 1913، كما انتخب في الفترة ذاتها عضواً في «لجنة وضع لائحة بالإصلاحات لولاية بيروت». ويشير سليم علي سلام (أبو علي) في مذكراته من أن يوسف الهاني كان من جملة بعض الأعضاء الإصلاحيين الذين أرسلوا مذكرة سرية في 18 آذار 1913 إلى قنصل فرنسا في بيروت الموسيو «قوجه» تضمنت شكوى من أوضاع المسيحيين في بلاد الشام في ظل الحكم العثماني، وطالب مع آخرين أن تعمل فرنسا على احتلال بلاد الشام للتخلص من الحكم العثماني، وقد وقعت تلك المذكرة من قبل السادة: ميشال تويني، يوسف الهاني، بترو طراد، أيوب ثابت، رزق الله ارقش، خليل زينية (أنظر كتاب: مذكرات سليم علي سلام، ص 22، 92، 136-137، 160، 179، 192، 244، 248).

بين عامي 1915-1916 اعتقل أحمد جمال باشا قائد الفيلق التركي الرابع الكثير من الشبان البيارتة واللبنانيين والسوريين والعرب دون تمييز في مناطقهم أو طوائفهم. وقد أعدم الكثير منهم، ومن بينهم يوسف الهاني، وذلك في نيسان من عام 1916، بعد أن رفض القائد التركي جميع تدخلات رجال الدين والوجهاء، وجميع توسلات والدة يوسف الهاني التي توسلت الباشا العفو عن ابنها مقابل كل شيء وأي شيء، غير أن الباشا رفض التماسها، واتخذ القرار بإعدامه رغم أنه كان ما يزال فتى يافعاً. أطلقت بلدية بيروت اسمه على أحد شوارع الأشرفية.

عرف من أسرة الهاني: إلياس، بطرس، سمير، شفيق، طانيوس، عبد الرحمن، عبد الله، فريد، فؤاد، كمال، مارون، مصطفى، منصور، منيف، ميشال، ناجي، نبيل، نبيه، نعيم، نقولا، يوسف جريس الهاني، يوسف حليم، يوسف منصور والمطربة سارة الهاني وسواهم.

وهاني لغة أطلقها العرب الأوائل بمعنى عطية، وقد أطلق الساميون والفينيقيون اسم هانيبعل بمعنى «عطية الله» كما أن هانئ من الهناء بمعنى الشخص المتمتع بالسعادة والهناء.