آل وهبي (وهبة)

متواجدون في مختلف الطوائف والمذاهب برزوا في الأدب والفنون والصحافة والتربية

من الأسر الإسلامية والمسيحية البيروتية والصيداوية واللبنانية والعربية، بما فيه بعض الأسر الشيعية والدرزية التي انتشرت في جنوب لبنان وجبل لبنان وشمال لبنان.

تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي والأندلس. وما تزال الأسرة منتشرة في مصر وفي سوريا لاسيما في إدلب وحلب.

وتشير بعض المصادر بأن الأسرة تعود بجذورها إلى عشيرة الوهبان العربية وإلى جدهم الأعلى السيد عبد الوهاب أبي القطب عز الدين أبي حمزة الكبير ابن السيد أحمد ابن السيد إسماعيل الصالح الأخضر شقيق القطب الشيخ أحمد الرفاعي الكبير ، ويستمر نسب الأسرة الشريفة إلى أن يصل إلى الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين السجّاد ابن الإمام الحسين رضي الله عنهم أجمعين (جامع الدرر البهية، ص 324).

وأشار ابن الأثير في كتابه «اللباب في تهذيب الأنساب، جـ3، ص 375-376» من أن أسرة وهبي (وهبه) تعود بجذورها إلى المحدث وَهْب المصري، وإلى المحدث أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن ابن وهب الوهبي المصري، وعمه المحدث عبد الله بن وهْب، والمحدث بِشر بن بكر وَهْب. كما أن الوهبي نسبة إلى أحد أسياد قبيلة كِندة العربية وَهَبت بن ربيعة بن معاوية، ومنها والي الجزيرة عُدي بن عدي بن عميرة بن فروة بن ندارة بن الأرقم بن النعمان بن عمرو بن وهب الكندي الوهبي (ابن الأثير، المصدر السابق، جـ3، ص 376).

وعرف من الأسرة المحدث أبو محمد عبد الله بن وهب المتوفى عام 197هـ-813م، وهو مفسر وفقيه مالكي، ولد وتوفي في مصر، صحب الإمام مالك عشرين سنة. من مصنفاته «الجامع في الحديث» كما عرف من الأسرة قديماً المؤرخ وهب بن منبِّه (ت 114هـ-732م) وهو مؤرخ من التابعين. اشتهر بمعرفة أخبار الأقدمين والأنبياء، ولد وتوفي في صنعاء اليمن. من مؤلفاته «التيجان في ملوك حمير» (المنجد، ص 744).

عرف من الأسرة في العهد العثماني وهبي المعروف باسم أبي بكر الذي عاصر الأمراء الشهابيين واللمعيين، كما عرف في الفترة ذاتها وهبه آغا. هذا، وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في منتصف القرن التاسع عشر لاسيما السجل (1259هـ) إلى أسرة وهبي المصري المتوطنة في باطن بيروت قرب كنيسة الروم الأرثوذكس وهي من أصول عربية مصرية، وقد عرف منها في تلك الفترة السادة: إبراهيم بن محمد وهبي ونجله محمد وهبي من ذوي الأملاك في منطقة عين الباشورة في بيروت المحروسة. وفي وثيقة أخرى من السجل نفسه عُرّف بالسيد إبراهيم المصري بن محمد وهبي بن خالد الثرثار. كما عرف من الأسرة في الفترة ذاتها السيد محيي الدين ابن المرحوم علي وهبي الثرثار كما جاء في سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، وفي حين كان المرحوم علي وهبي يملك فرناً قرب مقهى المعلقة في باطن بيروت بالقرب من جامع الأمير منذر التنوخي، كان نجله السيد محيي الدين وهبي يملك داراً في باطن بيروت قرب زاروب العجّان بالقرب من فرن والده، وقد باع هذه الدار إلى عمدة التجار المعتبرين السيد الحاج أحمد بن المرحوم الحاج بكري العريس (حسان حلاق التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في بيروت- ص 102 وسواها من صفحات). كما أشار كتاب «أوقاف المسلمين في بيروت في العهد العثماني، ص 91، 105» إلى السيد إبراهيم وهبه المصري البيروتي هكذا، وإلى السيد محمد ابن الحاج وهبه الذي أعطي لقب «حمّال الربعة الشريفة» مما يشير إلى النسب الشريف لهذا الفرع من آل وهبي.

برز من الاسرة فنانون وسيدات خير وعطاء وأدباء وصحافيون، ومن هؤلاء:

الفنان التشكيلي رشيد وهبي (1917-1993)

1- مواليد بيروت المحروسة عام 1917.

2- تلقى علومه منذ الصغر في مدارس جمعية المقاصد.

3- تلقى دراسة الفن التشكيلي والرسم في معاهد بيروت وباريس.

4- برز من خلال رسومه اللافتة في بيروت ولبنان والعالم العربي.

5- تولى رئاسة قسم الرسم والتصوير في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية.

6- قام بالتدريس في كلية الهندسة المعمارية في جامعة بيروت العربية.

7- هو أحد مؤسسي جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت عام 1975.

8- هو من مشاهير الرسامين اللبنانيين والعرب.

9- نال عام 1971 جائزة الدولة اللبنانية التقديرية.

10- منحه الشاعر سعيد عقل جائزته عن شهر أيار عام 1972.

11- نال وسام المعارف من الدرجة الأولى عام 1955.

12- منح وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 1990.

13- وفي العام ذاته أطلقت بلدية بيروت تكريماً له ولانجازاته اسمه على الشارع الممتد أمام منزله في شارع الإمام الأوزاعي في بيروت.

 كما عرفت من الأسرة الفاضلة السيدة خديجة وهبي سيدة الخير والعطاء. لها إسهامات إنسانية وخيرية عديدة، ومن بينها إسهامات في دار الأيتام الإسلامية ودار العجزة الإسلامية. وقد أشار الأستاذ محمد بركات المدير العام السابق لمؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية ودار العجزة الإسلامية، إلى إسهامات السيدة خديجة وهبي بقوله: «في يوم من أيام عام 1967 أصرّ رجل على مدير الدار ليذهب معه إلى بيت الحاجة التي تريد أن توصي بثلث أملاكها لدار الأيتام الإسلامية. فذهب المدير برفقة هذا الرجل الذي عرفنا فيما بعد أنه زوجها الحاج محمد الحاج أبو صالح حيث كان اللقاء مع الحاجة خديجة وهبي رحمها الله.

امرأة تقارب السبعين من عمرها مقعدة في السرير، مهابة المحيا، قوية التعبير، تتحدث بلكنة صيداوية محببة، ومن ذاك السرير أعلنت للمدير بأنها تريد أن توصي بثلث مالها بمعدل 6 قراريط لدار الأيتام وقيراطين لدار العجزة. معددة ممتلكاتها في بيروت والجنوب، وقالت أنها ترغب بإنهاء هذا الموضوع بأقرب وقت وأنها تتابع هذا الأمر مع زوجها الحاج محمد الحاج أبو صالح، وبالفعل تمت كتابة وصية بهذا المعنى.

بعدها طعن بعض الورثة المحتملين بالوصية أمام القضاء الشرعي، وتطورت المسألة وصولاً إلى المحكمة العليا، حيث توجهت الحاجة خديجة محمولة لتمثل بشخصها أمام المحكمة. ويومها كانت لها حجة ومنطق نادران.

وبعدما أصدرت المحكمة حكمها بتثبيت الوصية، كانت سعيدة قريرة العين بتحقيق إرادتها. وبعد وفاتها حرص الزوج على متابعة تنفيذ وصية زوجته بكل إرادة حسنة، رحمه الله...

الحاجة خديجة هي مثال المرأة المسلمة المؤمنة صاحبة العزم الذي لا يلين». (انتهى كلام الأستاذ محمد بركات).

 كما عرف من الأسرة الأديب والكاتب محمد وهبي، كما عرف من الأسرة الأستاذة الجامعية ثريا وهبي أستاذة اللغة الفرنسية في جامعة بيروت العربية، وشقيقها المقدم في الأمن العام طلال وهبي المصري، والطبيبان الدكتور زياد وهبي والدكتور باسم وهبي، وأحد قادة الكشاف المسلم باسم وهبي، وقاضي الشرع الشريف الشيخ رشيد وهبي (من صيدا)، والأستاذ الجامعي الدكتور موسى وهبة وأصله من عكار، وعرف من الأسرتين الإسلامية والمسيحية السادة: الملحن فيلمون وهبة، وموسى بك وهبة (مؤسس صحيفة الحكمة عام 1909)، والصحافي توفيق وهبة (مؤسس صحيفتي «آسيا» عام 1941 و»الدنيا» عام 1945). كما برز من الطائفة الدرزية الصحافي رفيق وهبه (1910-1991) مؤسس مجلة «الأماني» ومدير تحرير مجلة «الأنباء» والطبيبان يوسف وهبه وخالد يوسف وهبه والمذيع التلفزيوني والإذاعي الراحل حكمت وهبي الشهير بـ«اميغو العرب». وممن عرف من الطائفة الشيعية الشاعر عبد الجليل وهبي، والإعلامي الشاعر زاهي وهبي، والعميد محمود وهبي، والعميد حيدر وهبي، والمهندس حبيب وهبه، والإعلامية رشا وهبي والفنانة هيفاء وهبي وسواهم. ومن أبرز من اشتهر في العالم العربي من آل وهبي الفنان القدير يوسف بك وهبي.

 ونظراً لإسهامات المربية السيدة ثريا وهبي، فإننا نشير إلى سيرتها الذاتية الموجزة:

1- مواليد بيروت المحروسة.

2- متزوجة من الدكتور عدنان الحصري – طبيب فيزيولوجي.

3- لهما ثلاثة أولاد هم: رامي، رمزي، ورسيل.

4- حائزة ماجستير في العلوم التربوية من جامعة ليون (2) في فرنسا.

5- مارست التعليم والإدارة في عدة مدارس في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت لسنوات عديدة.

6- مارست، وما تزال تمارس التعليم الجامعي في قسم اللغة الفرنسية في جامعة بيروت العربية.

7- تتقن اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية.

8- شاركت في عدة ندوات وورش عمل ومؤتمرات لبنانية وعربية ودولية حول التربية والتعليم.

9- لها إسهامات بارزة في ميادين جودة التعليم وآفاق المستقبل وتكنولوجيا التعليم.

10- لها إسهامات بارزة في موضوع التنمية الإدارية في الإدارة المدرسية.

11- لها إسهامات مهمة حول التعليم القائم على الجودة، وتكامل المهارات الاجتماعية والسلوكية في البرامج الصفية والمدرسية.

12- رئيسة وعضو في عدة مؤسسات تربوية وتعليمية.

13- لها العديد من البحوث والمؤلفات والكتب التربوية والتعليمية.

وعرف كذلك من أسرة وهبي (وهبه) الإسلامية والمسيحية السادة: إبراهيم، أحمد، الياس، اميل، أمين، أنطوان، بهاء الدين، بهيج، جان، جميل، جورج، جوزيف، حامد، حسن، حسين، خضر، خليل، خير الدين، رشيد، رفيق، رئيف، زهير، زياد، سامي، سعد الدين، سعيد، سليم، سليمان، سمير، سهيل، شريف، شوقي، صبحي، طانيوس، طوني وهبه. وعرف من الأسرة أيضاً السادة: طلال وهبي، عادل، عارف، عبد الرحمن، عبد المجيد، عدنان، عصام، علي، عماد، فؤاد، ورجل الأعمال كامل وكمال وهبه، مارون، نبيل، نديم، نسيب، نصوح، هادي، وسيم، وفيق، وهيب، يوسف وهبي وسواهم.

أما وهبي (وهبه) لغة فهي من وهب، بمعنى العطاء المرتبط بمعاني التضحية بدون أي مقابل. وقد أكثر العرب قبل الإسلام وفي ظل الإسلام من إطلاق اسم وهب على أولادهم.

RACHIDWEHBI

الفنان التشكيلي الشهير رشيد وهبي