◄يروى أن الشاعر الروماني أوفيد يجعل الإلاهة جونو {الإهة الحب والزواج} تؤكد أن تسمية هذا الشهر بهذا الإسم جرت تكريماً لها. ولكنه يشتقها كذلك من {إيونيوروس} كما إشتق {أيار ـ مايو} من ماريورس، مما يفسر تكريس هذين الشهرين للشبان والشيوخ. ويربط البعض التسمية باسم يونيوس الوثني، أو بمنصب القنصل الذي إحتله يونيوس بروتوس.

◄وفي التقويم اللاتيني القديم، كان شهر حزيران الشهر الرابع من السنة، ويقال أن عدد أيامه كان ثلاثين، ولكن في زمن الإصلاح اليوليوس للتقويم كانت أيامه تسعة وعشرين فحسب، فأضاف إليها القيصر اليوم الثلاثين. وكان الأنكلوسكسون يدعون حزيران {شهر الجفاف} أو {شهر منتصف الصيف} وذلك على سبيل التتميّز بالضد بينه وبين تموز الشهر المعتدل المبكر ....

01/06/1987

إغتيل في مثل هذا اليوم السياسي اللبناني ورئيس الوزراء رشيد كرامي، ولد في مدينة طرابلس عاصمة لبنان الشمالي في العام 1921م، أنهى دراسته الإبتدائيّة والثانويّة في كلية التربية والتعليم بطرابلس، نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1947م، وعمل في المحاماة، إنتخب نائباً عن طرابلس عام 1951م للمرة الأولى، في العام نفسه عُيّن وزيراً للعدل، في عام 1953م عُيّن وزيراً للإقتصاد والشؤون الإجتماعيّة.

ترأس الوزارة للمرة الأولى عام 1955م، إستقال من النيابة عام 1956م، ألّف الوزارة للمرة الثانية، ولعب دوراً رئيسيّاً في الثورة اللبنانيّة ضد رئيس الجمهوريّة آنذاك كميل نمر شمعون في ثورة عام 1958م، ترأس الوفد اللبناني للدورة الرابعة لهيئة الأمم المتحدة العام 1959م، وألّف وزارة للمرة الرابعة عام 1961م، ثم الخامسة عام 1986م.

إغتيل بإنفجار قنبلة في طائرة هيلوكبتر تابعة للجيش اللبناني كان يستقلها من طرابلس إلى بيروت، وعلى إثر هذا الحادث عيّن رئيس الجمهوريّة آنذاك أمين الجميّل السيد سليم الحص خلفاً له في رئاسة الوزارء.


02/06/1959

تمّ في مثل هذا اليوم إطلاق محطة تلفزيون لبنان القناة 7 في بيروت بمحلة تلة الخيّاط.

02/06/1969

توفي في مثل هذا اليوم الرسّام عمر الأنسي. هو من واليد بيروت عام 1901م، أراد له والده أن يدرس الطب في الجامعة الأميركيّة، لكن شاء القدر أن يتعرف إلى الرسّام خليل الصليبي من خلال مجلة {إتحاد الطلبة} التي أصدرها طلاب الجامعة ورسم الأنسي غلافها من عام 1922م إلى عام 1927م، أقام الأنسي في بلاط الملك عبد الله الهاشمي في الأردن، حيث كان يشغل عمّه منصباً رفيعاً، وهناك قام بأعمال فنيّة ودراسات متنوعة، من عام 1927م إلى عام 1930م أقام في باريس حيث درس في أكاديميّة جوليان، وقد عمل في {الغراند شوميير} حيث إلتقى فيه النحات اللبناني يُوسُف الحويك، عاد عمر الأنسي إلى بيروت عام 1930م، وتزوج للمرة الثانية عام 1939م .

04/06/1962

في مثل هذا اليوم بدء البث الإذاعي الموجّه إلى بلدان الإغتراب من الإذاعة اللبنانيّة في بيروت.

06/06/1982

في مثل هذا اليوم إندلعت الحرب الفلسطينيّة/الإسرائيليّة في لبنان، والتي بدأتها إسرائيل بقصف جوي وبري وبحري كثيف ضد الأهداف الفلسطينيّة، ومواقع القوات المشتركة الوطنيّة في لبنان، أدت إلى تدمير المدينة الرياضيّة، إسرائيل بررت عملها بأنه إنتقام لمحاولة إغتيال سفيرها في لندن شلومو أرغوف، وبعد خمسة أيام أعلنت إسرائيل إلتزامها بوقف إطلاق النار، لكن الموقف تطور وبدأت عملية غزو لبنان تحت إسم {عملية سلامة الجليل}، تطور الموقف عندما قامت إسرائيل بتطويق العاصمة بيروت بالإشتراك مع ميليشيا القوات اللبنانيّة، قطعت المياه والكهرباء عن الشطر الغربي من بيروت، ثم بدأت بعملية تجويع سكانها بحرمانها من إمدادات الغذاء والدواء، وتمكنت إسرائيل من إخراج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينيّة برئاسة ياسر عرفات من بيروت إلى تونس وبعض الدول العربيّة، بعد سلسلة مفاوضات قام بها المبعوث الأميركي فيليب حبيب، ودخلت إسرائيل الشطر الغربي من بيروت، لتكون أول عاصمة عربيّة تجتاحها القوات الإسرائيليّة، لتغوص بعدها في رمال لبنان المتحركة.

08/06/1941

في مثل هذا اليوم قاد الجنرال كاترو قوات فرنسا الحرّة الموالية للجنرال شارل ديغول وقوات أخرى مشتركة بريطانية وأوستراليّة وهنديّة، إتجهت من فلسطين إلى سوريا ولبنان، خشية وقوعهما تحت سيطرة القوات الألمانيّة، ودخلت بعد ذلك القوات البريطانيّة سوريا قادمة من العراق، الذي إنقسم فيه المواطنون بين مؤيد للمحور ومؤيد للحلفاء، مما دفع البريطانيين إلى إزالة الوطنيين الذين كان يقودهم رشيد عالي الكيلاني، وإعادة الأمير عبد الإله إلى العرش.

في سوريا خرجت قوات حكومة فيشي الموالية للألمان، أما في لبنان فقد قصفت طائرات الحلفاء بيروت، فأصابوها بأضرار فادحة، فأعلنها الرئيس اللبناني آنذاك ألفريد نقّاش عندئذ {مدينة مفتوحة}، وجرت مفاوضات مكثفة بين الطرفين، إنتهت بتوقيع هدنة في مدينة عكا بفلسطين، وأخذ الجنرال كاترو يمارس صلاحياته كمفوض سامي فرنسي، وعاد وكرّر وعده السابق بمنح لبنان وسوريا إستقلالهما.

10/06/1949

في مثل هذا اليوم جرت مواجهات دامية بين عناصر من حزب الكتائب اللبنانيّة وعناصر من الحزب السوري القومي الإجتماعي في حي الجمّيزة ببيروت، أسفرت عن وقوع عشرات الجرحى، قررت الحكومة اللبنانيّة على إثر تلك المواجهات سحب ترخيص الحزب القومي وحظره وملاحقة قياداته بتهمة {تنظيم مؤامرة مسلحة لقلب النظام}.

 

11/06/1958

في مثل هذا اليوم الرئيس اللبناني السابق كميل شمعون يتقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولي ضد الجمهورية العربيّة المتحدة بشخص رئيسها الزعيم جمال عبد الناصر، ويتهمها بالتدخل في شؤون لبنان الداخليّة، وإثارة الإضطرابات، ومجلس الأمن الدولي يقرر إرسال مراقبين دوليين إلى الحدود اللبنانيّة/السوريّة، ونقاط تماس داخليّة في العاصمة بيروت.

19/06/1999

توفي في مثل هذا اليوم المعجمي والمترجم والموسوعي اللبناني منير البعلبكي، الذي غيبه الموت عن واحد وثمانين عاماً قضاها في البحث والتنقيب والتدقيق، واهباً نفسه للكتاب تأليفاً وترجمة ونشراً، فبعد أن تخرّج من الجامعة الأميركيّة في بيروت متخصصاً في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي، عُيّن أستاذاً في الجامعة الأميركيّة، ومن ثم في جامعات أخرى في غير بلد عربي. ترك التدريس عام 1954م ليؤسس مع بهيج عثمان {دار العلم للملايين} وترأس مجلة {العلوم} عام 1958م، وشارك في تأسيس {إتحاد الكتّاب اللبنانيين} مع سهيل أدريس وأدونيس وقسطنطين زريق وجوزيف مغيزل وحسين مروة، إنتخب عضواً في مجمع اللغة العربيّة في القاهرة عام 1982م، لكن الرجل برز أكثر ما برز في قاموسه الشهير {المورد} الإنكليزي/العربي الذي ما يزال واحداً من ألمع القواميس في مجاله، ووضع {موسوعة المورد} في أحد عشر مجلداً، كما عُرف البعلبكي كمترجم فذ في تعريبه لروائع الأدب العربي، مثل {البؤساء} ليفكتور هيغو، و{قصة مدينتين} لشارلز ديكنز، و{كوخ العم توم} لهيرييت ستاو، و{الشيخ والبحر} لأرنست همنغواي، كما أنه ترجم {تاريخ الشعوب الإسلاميّة} لكارل بروكلمان، وغيرها الكثير.

منير البعلبكي قدّم لبيروت ما تزدهي به وتفاخر من كرامة السمعة العلميّة العالية بمشاركته في المجامع اللغويّة وما إليها من المحافل والهيئات العاملة في حقول الفكر العربي على اختلاف فنونه وألوانه ومفاهيمه.


21/06/1943

طالب مؤتمر في بيروت حضره ممثلون عن مختلف الطوائف الإسلاميّة، بتعديل قانون الإنتخابات، الذي أعدته حكومة أيوب ثابت، والقاضي بتوزيع المقاعد النيابيّة على الطوائف، أخذ في الإعتبار المغتربين اللبنانيين ومعظمهم من المسيحيين، وبمزيد من المقاعد النيابيّة للطوائف الإسلاميّة، في الحادي والعشرين من شهر تموز، وتفادياَ للأزمة أقال المندوب السامي الفرنسي الجنرال كاترو حكومة أيوب ثابت وعيّن حكومة جديدة برئاسة بترو طراد، وتمّ التوصل إلى تسوية تقضي بأن يكون في المجلس خمسة نواب مسلمين مقابل ستة مسيحيين، وإستمر العمل وفق هذه الصبغة إلى أن ألغيت في الوثيقة الدستوريّة عام 1976م في عهد الرئيس سليمان فرنجيّة، التي لم تطّبق بسبب الحرب الأهليّة، ثم في إتفاق الطائف عام 1989م.

21/06/1976

في مثل هذا اليوم قوات الأمن العربيّة تصل إلى لبنان وتتمركز في مطار بيروت، وقوامها خمسمائة سوري وخمسمائة ليبي.

موفد دمشق العقيد محمد الخولي يصل إلى بيروت ويجتمع إلى الرئيس اللبناني آنذاك سليمان فرنجيّة، ويقدم إيضاحات حول القوات العربيّة، التي ستتألف من قوات سورية ـ ليبيّة ـ سعوديّة ـ وسودانيّة، وقوامها ستة آلاف رجل.

21/06/1982

في مثل هذا اليوم فرضت القوات الإسرائيليّة الغازية على الأراضي اللبنانيّة حصاراً تاماً على العاصمة بيروت، وذلك بعد أسبوع من بدء تطويقها وقطع الماء والكهرباء عنها، تمهيداً لدخولها، لكن بيروت التي هجرها أغلب سكانها، تحولت إلى قلعة حصينة للمدافعين عنها من قوات المقاومة الوطنيّة اللبنانيّة والفدائيين الفلسطينيين، وقد أدى الوضع السيئ الذي عاشته المدينة إلى هزّة سياسيّة أودت بالحكومة اللبنانيّة التي كان يرأسها آنذاك شفيق الوزّان، والتي قدمت إستقالتها. وشهدت الضواحي المحيطة ببيروت أعملاً بطوليّة متواصلة، التي أرغمت العدو على الخروج من المستنقع اللبناني.

25/06/1921

في مثل هذا اليوم جرت محاولة لإغتيال الجنرال غورو {المفوض السامي الفرنسي في المشرق} على الطريق إلى العاصمة السورية دمشق، لكنه نجا منها بأعجوبة. والجنرال الفرنسي هذا، الذي إشتهر في الحرب العالميّة الأولى، أصبح قائداً في تشرين الثاني عام 1919م للقوات الفرنسيّة، التي حلّت محل البريطانيين في سوريا وفي كليكيا، وكان الأمير فيصل بن الحسين العاشمي، يحتل دمشق منذ شهر أيلول عام 1918م وفي شهر نيسان ثبت مؤتمر {سان ريمو} الإنتداب الفرسي على المشرق، أي سوريا ولبنان، وإحتل غورو دمشق، فرحل عنها الأمير فيصل بن الحسين في الرابع والعشرين عام 1920م وفي الأول من أيلول عام 1921م أعلن الجنرال غورو من قصر الصنوبر في بيروت {دولة لبنان الكبير}.

01/01/1878

29/06/1941

رحل في بيروت في مثل هذا اليوم الشيخ عبد الرحمن سلام، كان الشيخ عبد الرحمن سلام واحداً ممن ملأوا زمانهم وشغلوا أهل ذلك الزمان بنشاطه الأدبي واللغوي ومشاركته المثيرة للحياة العامة في أواخر العهد العُثماني وطوال عهد الإنتداب الفرنسي الذي تلا العهد السابق.

كانت ولادة الشيخ عبد الرحمن سلام في بيروت، وقد اختلفت الأقوال في تعيين ولادته وذلك لعدم التدقيق في هذا الموضوع آنذاك فمنهم من جعل ولادته سنة 1284هـ 1867م ومنهم من جعلها سنة 1288هـ 1871م والقول الثاني هو الراجح.

وبقي الشيخ عبد الرحمن سلام في عهدته حتى بلغ الثانية عشرة من عمره فانقطع عن هذا الشيخ ولم يلتحق بأي مدرسة أخرى بل أطلق العنان لسجيته الفكريّة وميوله النفسيّة وراح يلازم حلقات الشيوخ في المساجد ويتابع رواد اللغة العربيّة وآدابه .

ولقد كانت لهذه اللغة جاذبيّة خاصة استحوذت عليه فما لبث أن وقف عليها مواهبه وشّد رحال هواه إليها وشّد عقله وهمته وبصره إلى الكتب والمراجع في هذه اللغة من الآجروميّة لمحمد بن محمد بن داوود الصنهاجي، وأطلع على كتاب (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) لإبن هشام النحوي، و(مختصر القدوري في فروع الحنفيّة) و(الفرائد السراجيّة) في أحكام الإرث للإمام سراج الدين أبي طاهر محمد بن محمد عبد الرشيط السجاوندي الحنفيّ، من علماء القرن السابع للهجرة، وكتاب (المفتاح في المعاني) للشيخ عبد القاهر بن عبد الله الجرجاني.

وألح الشيخ عبد الرحمن سلام على دواوين الشعراء في الجاهليّة والإسلام وحفظ الكثير منها ولم تخل مطالعاته من كتب التصوف التي تأثر بما فيها من حكم وإشارات لأهل الطريق. وبالإضافة إلى ذلك فإنه تعلّم اللسان التركي وأتقن الكلام بهذه اللغة.

وعندما أصبح في الخامسة والعشرين من عمره دُعي لتولي القضاء الشرعي في مدينة قلقيلية بفلسطين، فقصد هذه المدينة، وأثناء عمله فيها إتخذ خادمة لخدمته حيث كان وحيداً من دون أهله، فراقت هذه الخادمة له وكانت ذات صبا وجمال مما جعله يتزوجها وكانت هذه الخادمة تدعى سعدى البدويّة من قرية عرعرة وهي أولى زوجاته وهن كثيرات.

وقد دامت إقامته في قلقيلية خمس سنوات إنتقل بعدها إلى رئاسة الكتّاب في المحكمة الشرعيّة ببيروت، بيد أن عمله في هذه المحكمة لم يدم طويلاً، وذلك أنه استقال منه على أثر مشادة كلاميّة بينه وبين القاضي التركي.

في سنة 1912م شّد الشيخ عبد الرحمن سلام رحاله منتقلاً من بيروت إلى دمشق ومعه زوجتاه سعدى البدويّة وبنت النحاس وأولاده، وفي دمشق فتح دكاناً لبيع الكتب المخطوط منها والمطبوع وكانت هذه الدكان في سوق الخجا مقابل القلعة الغرب .

في هذا الدكان تعرف الشيخ عبد الرحمن إلى طبقة من العلماء الدمشقيين الذين رأوا فيه شخصيّة علميّة يمكن الإفادة منه في العمل المدرسي فعرضوا عليه أن يكون معلماً للغة العربيّة في الكليّة الوطنيّة في مدينة حمص التي كانت بإدارة مجموعة التملِّي، فإنتقل الشيخ عبد الرحمن إلى عمله في حمص ومعه زوجته بنت النحاس، أم محيي الدين، بينما بقيت سعدى البدويّة في دمشق إلى حين وفاتها.

في سنة 1915م، والعالم يصطلي أتون الحرب العالميّة الأولى أمر أحمد جمال باشا قائد الجيش العُثماني باستعادة المدرسة الصلاحيّة في القدس التي كان الأتراك تنازلوا عنها في القرن التاسع عشر الميلادي للآباء الفرنسيين مقابل وقوف فرنسا إلى جانبهم في حرب القرم، وكانت هذه المدرسة في الأساس تحمل اسم كنيسة القديسة حنّة، ولما حرر صلاح الدين الأيوبي القدس سنة 583هـ وجعلها مدرسة لعلماء المذهب الشافعي.

ولقد أعاد إليها أحمد جمال باشا اسمها القديم ، أي المدرسة الصلاحيّة ، وجعلها لتعليم العلوم الدينيّة الإسلاميّة. ولما إحتل الإنكليز سنة 1917م سلموا هذه المدرسة إلى الآباء البيض، الذين جعلوها مدرسة لاهوتيّة نصرانيّة وجعلوا منها متحفاً وكنيسة لهم.

ولقد إختار أحمد باشا الجزار الشيخ عبد الرحمن سلام ليكون من بين أساتذتها فلبى الشيخ أمر القائد العُثماني للتعليم في المدرسة المذكورة وكان ذلك سنة 1335هـ 1916م.

بقي الشيخ عبد الرحمن في المدرسة الصلاحيّة إلى ما قبل احتلال الإنكليز للقدس سنة 1917م، وفي حينها رأى القائد العُثماني جمال باشا الصغير الذي خلف أحمد جمال باشا منصبه أن يغلق هذه المدرسة ويسفِّر أساتذتها وطلابها إلى خارج فلسطين. وحدث أن إشتبه القائد جمال باشا الصغير بأن الشيخ عبد الرحمن نظم مع بعض تلاميذه جمعية تدعو لقيام دولة عربيّة، فأمر بأن يُبعد إلى دمشق ماشياً على قدميه مخفوراً وموثوق اليدين ، فسيق الشيخ على نحو ما طلب ذلك القائد حتى إذا ما وصل إلى قرية العفولة رآه القائمقام فيها فعرفه، وأمر بفك القيد عن يديه وأكمل تسفيره إلى دمشق حيث وُضع سجيناً في قلعتها ، وسرعان ما توالت الأحداث العسكريّة التي أدت إلى إنسحاب القوات العُثمانيّة من دمشق وسائر المناطق السوريّة.

ولما دخل الشريف فيصل بن الحسين العاصمة السوريّة دمشق سنة 1918م أطلق سراح الشيخ عبد الرحمن. وحدث آنذاك أن قدّمه ساطع الحصري أول وزير للمعارف أيام الشريف فيصل بن الحسين إلى الشريف المذكور الذي أُعجب بحماسته العربيّة ولهجته الخطابيّة، فسأله عن العمل الذي يريده فأجابه بأنه يرغب في تأسيس النادي العربي وأن يكون خطيباً فيه فاستجاب الشريف فيصل لطلبه هذا ، وما زال النادي العربي موجوداً في دمشق من ذلك الحين حتى اليوم، كما عيّنه مديراً للأوقاف في جميع البلاد السوريّة وإتخذه مستشاراً له، وعندما عُقد مؤتمر العلماء المسلمين بدمشق انتخب نائباً لرئيس هذا المؤتمر في سوريا ولبنان .

وفي سنة 1338هـ 1919م تعيّن الشيخ عبد الرحمن سلام أستاذاً للغة العربيّة وآدابها ولعلم البلاغة في مكتب عنبر وفي مدرسة التجهيز ودار المعلمين في دمشق وظل قائماً بتدريس هذه المواد حتى سنة 1343 هـ 1929م.

ولقد بقي في دمشق حتى سنة 1344هـ 1944م، ففي هذه السنة غادر العاصمة السوريّة عائداً إلى موطنه بيروت بسبب إلحاح زوجته بنت النحاس عليه لأنها كانت ترغب في الإقامة ببلدها الأم بين أهلها وذويها.

في بيروت لم يلق الشيخ عبد الرحمن سلام ما لقيه في دمشق من تقدير أهلها له وإفادتهم من علمه وأدبه فبقي حتى عام 1931م دون أي عمل يغطي نفقات حياته اليوميّة ومسؤولياته العائليّة. وقد ذكر الشيخ أحمد العجوز العالِم البيروتي أن الحرج المادي الذي عاشه الشيخ عبد الرحمن سلام ألجأه إلى تعاطي بيع الخضار في سوق الخضار في بيروت مما جعل جمعية المقاصد الخيريّة الإسلاميّة تلتفت إليه وتعيّنه مدرساً في مدرستها بالحرج لتخفف عنه من ضيق ذات يده.

في سنة 1349هـ 1930م عُيّن الشيخ عبد الرحمن سلام أميناً للفتوى في بيروت، وكان مكتبه في جامع النوفرة ثم إتخذ مكتباً له في الغرفة التي كانت موجودة في الجهة اليمنى من مدخل الجامع العمري الكبير في بيروت وعندما شغر منصب الإفتاء سنة 1351هـ 1932م بوفاة الشيخ مصطفى نجا رحمه الله، إتجهت الأنظار إليه ليخلف المفتي الراحل إلا أنه إعتذر عن الموافقة ورشح لهذا المنصب الشيخ محمد توفيق خالد رئيس كتبة المحكمة الشرعيّة آنذاك، وهذا ما تمّ الاتفاق عليه وبقي الشيخ عبد الرحمن في منصب أمين الفتوى إلى حين انتقاله إلى جوار أكرم الأكرمين في مثل هذا اليوم.

من مؤلفاته :

◄دفع الأوهام لابن سلام ، في بيان مغالطات الشيخ إبراهيم اليازجي اللغويّة.

◄خزانة الفوائد ، في الفقه.

◄النظم المفيد في علم التجويد.

◄الصافي في علميْ العروض والقوافي.

◄غاية الأماني في علم المعاني.

◄شرح ديوان النابغة الذبياني.

◄شرح ديوان الرصافي.