أسرار المد والجزر تبوح بها ذاكرة الشمس والقمر...هورمونات الإنسان رهن بارتفاع حركة البحر وانخفاضها.

أهي لعبة حقاً، أم إنها من بنات أفكار أجدادنا وتقاليد رومانسية لا يجوز وصفها بمرتبة العلوم الحقيقية؟ وما علاقتنا بالشمس والقمر وما تأثيرهما علينا نحن بني البشر؟ وهل يمكن القيام بعمل ما من أجل تحسين هذا التأثير؟ أيمكننا العيش مع هذه الكواكب في انسجام كوني، أم إن تصور وجود كون حي لا يعدو أن يكون مادة للخياليين؟ ومع تزايد البحوث والاكتشافات تزداد أسرار العلاقة الغريبة بين الشمس والقمر. كان سراً عظيماً ذلك التغيير من الضوء إلى الظلام ومن النهار إلى الليل ومن النمو في الربيع إلى الفناء في الخريف ومن الحياة إلى الموت.

إن حركة الشمس والقمر كانت قد أيقظت في أذهان أجدادنا خيالات فريدة، فقد أثر القمر عليهم وكأنه فتاة خجولة قد مسها الحب، كانت قد هربت من الشمس مرة لتعود وتلاحقها مرة أخرى كما يبدو، ولتتمكن منها أخيراً عندما يكون القمر هلالاً، وفي وقت الاقتران تنجب الشمس والقمر حسب تصور أجدادنا أبناءهما، ففي معظم اللغات (عدا الألمانية واليابانية والعربية فهو مذكر) يسيطر القمر المؤنث علي التكوين والفناء، كما هو حاله عندما يختفي ليظهر هلالاً ثم يصبح بدراً كاملاً، فحينما يكون المطلوب هو نمو النباتات فانه يستوجب البذار عندما يكون القمر في طور النمو أي في المدة من 1 إلى 14 من الشهر القمري ويعد الوضع بعد اليوم 15 مولداً للشر.

لقد عبد الإنسان في مراحل تاريخية قديمة الشمس والقمر وقدم القرابين من اجل كسب رضاهما. ولا تزال في عصرنا هذا شعوب كثيرة تمنح الشمس والقمر جل اهتمامها.

وحديثاً يعمل الإنسان من اجل سبر أغوار هذين الجرمين من وجهة نظر العلوم الطبيعية. وكنت قد وضعت أسئلة عدة في محاولة لإيجاد التفسيرات العلمية لظواهر تشير إلى وجود مؤثرات خفية تنطلق من الشمس والقمر، وبغض النظر عن الزاوية التي يري المرء بها الموضوع فان المسألة الرئيسة باقية كما هي:

بأي قوي يمكن للشمس والقمر أن يؤثرا علي الإنسان أساسا، إن اكثر القوي الأساسية الأربع المعروفة غرابةً هي الجاذبية، وغرابتها تعود إلى كونها لا قيمة لها في البعد الذري ولكنها أيضا تزداد أهمية كلما ازداد البعد.

إن من أسباب نفور العقل البشري من ظاهرة الشمس والقمر (المعروفة لدي علم قياس الأرض) هو ارتفاع الأرض وانخفاضها مرتين في اليوم بحدود 28 سم، ولكننا لا نحس بذلك لان ذلك الارتفاع والانخفاض يحصلان في ذات الوقت علي مستوي القارات، وقد تم قياس هذه الحركة في منجم للملح في ألمانيا، حيث علق معهد بحوث قياس الأرض رقاصا طوله 30 مترا إذ يتم من خلال قياس زاوية ضربة الرقاص، كيف يتغير انحراف سطح الأرض ضمن إيقاع الفصول. إن هذا المد و الجزر لليابسة جري إثباته في هذه الأثناء بواسطة أشعة ليزر يجري عكسها من قمر صناعي خاص: ويؤشر الرقاص كما هو الحالة في الليزر إن الشمس والقمر بإمكانهما ليس من وضع السوائل فحسب وإنما المواد الصلبة في حالة اهتزاز أيضا فقد أضحى معروفاً إن حركة القمر تسيطر علي تغييرات فصول البحر حتى وان كان القمر لوحده غير قادر علي إنجاز هذا العمل وهو لا يقوم بجذب كتل الماء كما يشاع من خلال حركته وإنما يبقي هو وبمشاركة الشمس التي تعبد (390) مرة اكثر منه (نسبة القوة 7،2 إلى 1) البحار في العالم في حالة حركة.

إن ما يطلق عليه قوي التباين التي تنطلق سوية من الجرمين السماويين وتؤثر بشكل مختلف علي الأرض وينتج عن ذلك جبل الطوفان، يحصل اكثر ما يكون جراء التدافع من جميع الجهات، اكثر من كونه سحبا من الأعلى . وتحت جبل الطوفان هذا تواصل الأرض دورانها ويحصل المد والجزر مرتين في اليوم.

تولد هذه الظاهرة احتكاكاً هائلاً يقدر بــ(4،1) مليون ميغاواط وهو ما يعادل إنتاج (1000) محطة طاقة كهربائية كبيرة وبذلك يقع تدريجيا إبطاء دوران الأرض وبعملية حسابية نجد إن اليوم سيكون بعد مليون سنة اقصر بست عشرة ثانية.

المهم في موضوعنا هو ظاهرة اصطفاف الجرمين في اتجاه واحد (الهلال) أو الواحد مقابل الآخر (العمر) فعند ذاك تجتمع القوتان مكونتين مدا.

وأهمية مفعول المد والجزر هي هل بإمكان القمر أن يؤدي إلى حصول مد طوفاني ذهني في أحشائنا ، لقد اعتقد البابليون بذلك كما آمن مستوطنو نيوزيلندا القدماء (الما اوري) بان القمر الذي يستطيع أن يهيج المحيطات ويمكنه بتلك القوة كذلك أن يسحب الدم من جسد المرأة عند الطمث. وفي عصرنا هذا فقد وصف الطبيب النفسي الأمريكي ارنولد ليبر في كتابه (مفعول القمر) ارتفاع أعداد الجرائم وحوادث الطرق عند اكتمال البدر، مما دفع بالسؤال آلاتي إلى واجهة مراكز البحوث: هل يحرك البدر المجرمين؟ وهل يتصرف حقاً اناس كثيرون بشكل غير معقول عندما يكتمل القمر؟ وكانت مدينة (لدفكسهافن) الألمانية قد أصدرت تعليمات تلزم عددا أكبر من الشرطة بالقيام بالواجب عندما يكون القمر بدراً إذ أن ما لا يقل عن 50 حادثة اكثر تحصل في الليالي المقمرة إن نظام السوائل أي الإنسان يتكون بنسبة 66% من الماء واستنادا لذلك فانه يمكن التكهن إن أجسادنا كذلك تخضع لحركة المد والجزر.

فمن خلال مد عال في نظام الهرمونات يمكن أن يحصل وضع استثنائي لدي أناس شديدي الحساسية. من المعلوم إن 12 مليون شخص ممن (يعشقون القمر) في ألمانيا يتقلبون في أسرهم عندما يكتمل البدر. ولا اقل من ذلك العدد يبدأ بالسير في نومه. والسؤال هو كيف يمكن للقمر فعل هذا المفعول لسكان الأرض حقا؟ لقد قام العلماء باحتساب التغيير الذي يصبب مجمع الماء الصغير أي الإنسان مقارنة بالمحيطات تحت تأثير المد القمري بأنه لا يزيد عن واحد من المليار. إن جاذبية التابع الأرضي بوزنه البالغ 5،73 ترليون طن يحمل الإنسان حقيقة بما يوازي وزن قطرة عرق واحدة أو وزن ذبابة.

إن تغيير جاذبية الأرض بسبب التغيرات القمرية والشمسية لا يشكل إلا المرتبة السادسة بعد الفاصلة حسابياً وتجري مراقبة هذه التغيرات بواسطة أدق جهاز لقياس الجاذبية في العالم الموجود في معهد قياس الكرة الأرضية التطبيقي التابع لمحطة مراقبة الأقمار الصناعية في مدينة فيتسل في ألمانيا. وطريقة القياس تكمن في وضع كرة جوفاء داخل جهاز قياس مملوء بالهبليوم السائل في حالة تحليق بواسطة مغناطيس علي التوصيل وهذه الكرة تتحرك صعودا وهبوطا حسب وضع القمر والشمس كان هذا التغيير البسيط جدا في جاذبية الأرض كافيا لافتعال تقلبات في جاذبية المادة. فمن خلال رفع أو تنزيل للأفق المفترض في جهاز القياس فان النيوترونات تصبح أخف أو اثقل، أفليس من الممكن أن يحصل المفعول ذاته في الخلايا الحية؟ وبعض الباحثين يري انه بتأثير مفعول المد الطوفاني فان الشيء ذاته يحصل في النفس البشرية فتطفو بذلك حالات خوف وعداء قديمة.

التأثير علي الهورمونات

السؤال هو: هل هناك رد فعل علي مؤثرات التغييرات البسيطة هذه لنظام الهرمونات الحساس لدي البشر؟ الكثير من الكائنات الحية يكون رد فعلها حساسا جدا علي اصغر قوي الطبيعة.

حيث ينشط ضوء الغروب ــ عندما يكون القمر بدرا ــ البعوض وبعض أنواع الجرذان.

ويقوم ضوء القمر الطالع المخلوط بضوء الشمس الغاربة بتنسيق رحيل بعض أنواع الطيور في وقت معين من السنة؟ كما يحرض نوعا من الطحالب علي التكاثر ويدعو انواعا كثيرة من الاسماك للغوص الي الاعماق. بالضبط هذا الضوء المزدوج علي الحد بين النهار والليل لا اكثر ولا اقل يؤدي إلى حصول تلك النتائج. آذن فان قوي ضعيفة تكون لها مؤثرات كبيرة بشكل غير متناسب، فعند مقارنة ضوء الشمس الذي يعكسه القمر مع قوة الإشعاع المباشر للشمس نجد إن البدر لا يعطي من الضوء اكثر من 25،0 إلى 50،0 لوكس (اقل من ضوء شمعة عن بعد متر) بينما ضوء الشمس يصل إلى اكثر من (000،100) لوكس وحتى في الأيام الغائمة فان الشمس التي تبعد مليوناً ونصف مليون كيلومتر تعطي في شمال أوروبا 10 آلاف لوكس. لقد عمد أحد الأطباء إلى مساعدة سيدة كانت تعاني من عدم انتظام طمثها بان ثبت عند نهاية سريرها مصدرا ضوئيا ذا (100) واط وقام بإشعاله وإطفائه ثلاث ليالٍ متتالية وكأنه القمر يبزغ أو ينحدر فكانت النتيجة المدهشة بأن انتظمت دورة هذه السيدة علي 29 يوما. إن أحدا لم يستطع لحد الآن تفسير الكيفية التي يمكن فيها للضوء مهما كان ضعيفا من التأثير المباشر علي الأعضاء البشرية إذ انه لا ضوء السكن الاعتيادي ولا ضوء القمر الخافت من القوة ليؤدي إلى تنشيط نظام الجسم الوحيد الذي يرد مباشرة بإفرازات هرمونية علي معلومات ضوئية ذهل هو Glandula Pinealis حيث يصل الضوء عبر العين إلى الغدة الصنوبرية.

وفي عشرينيات هذا القرن جرت في ألمانيا اختبارات دقيقة وجادة حول مقدار صحة التقليد الفلاح القديم القائل إن النباتات التي يؤكل جزؤها الظاهر يجب أن تتم زراعتها عندما يكون الهلال في طريقه ليكون بدراً. أي في طور النمو بينما النباتات التي يعول علي أكل جذرها يستحسن زراعتها بعد اكتمال البدر أي في طور نقصان البدر. وقد تمت زراعة الحنطة والذرة والخس وثلاثة أنواع من اللهانة (الملفوف) ونوعين من الفاصوليا والبازلاء والطماطم والخيار وباستعمال بذور من الدرجة الأولى والتي لم تتم معاملتها بالسماد الكيماوي بتاتا كانت الزراعة تتم في كل مرة بيومين قبل اكتمال البدر كلما تكون النباتات في التيار الرئيس لقوة القمر الصاعدة وفي حالة الاستنبات بعد اكتمال البدر فان ذلك سيكون ضمن قوة القمر النازلة ، وعلي الرغم من الانطباع اللامعقول الذي يتولد لدينا من ذلك إلا إن النتيجة تعطي أجدادنا الحق.

فالنباتات تنمو بشكل رائع عندما يتم بذارها قبل يومين من اكتمال البدر مقابل نباتات ضعيفة لان بذارها قد جري قبل يومين من بزوغ الهلال الجديد، أما تلك التي يؤكل جذرها. فقد تجاوز نموها كل التوقعات لأنها قد زرعت عندما بدأ البدر بالتناقص.

ويجدر بالذكر إن الفلاحين الذين يتبعون الآن طريقة الزراعة البابولوجية (أي بدون أسمدة كيماوية أو مكافحة) قد تمكنوا من رفع إنتاجهم الزراعي كثيرا باتباع طريقة القمر تلك. ومن المعروف إن كمية الضوء الساقط علي الأرض من الشمس في مراحل القمر المختلفة متباينة ويعاني الباحثون من صعوبات عن مؤثرات الشمس والقمر علي مصائر البشر. والفلكين يدعون أصلا إن أوضاعاً معينة أثناء لحظة الولادة لها علاقة بحياة ذلك الإنسان اللاحقة. وقد اكتشف باحثو أحد المعاهد المتخصصة في ألمانيا علاقة ربط فلكية بين ترتيب الأجرام السماوية ومعلومات الحوادث التي تعرض لها البعض.

وكانت هذه العلاقة إحصائيا ذات شأن في عملية اختبار في مختبر بحوث معروف في نيومكسيكو وقد ثبتت مجلة (تايم) الأمريكية بخصوص ذلك إن حالة تعرض لخطر الحوادث تزداد لكل فرد منا عندما يكون القمر موجودا في الموضع نفسه الذي كان فيه القمر أثناء ولادتنا أو في الموضع المقابل لذلك الموضع. إن هذا التأثير الغامض لا يصدر فقط من القمر والكواكب الأخرى وإنما كذلك من الشمس ففي الغالب تختلف النتائج المنتظرة بمقدار تلك الدقائق الثمانية التي يحتاجها الضوء للوصول من الشمس إلى الأرض وفي هذه الدقائق الثمانية فان النظام الفلكي بكامله يتغير قليلا وتبعا لذلك تتغير مواضع الأجرام السماوية في الأبراج . انه غموض جديد ومؤشر آخر عن علاقة الشمس بالقمر. إذ كيف يتمكن ضوء الشمس من الوصول إلى أرواحنا؟ ان العلم لم يستطع شرح الميكانيكية التي يتم بها التأثير بشكل كاف.

إن الغدة الصنوبرية التي ترقد عميقا في المخ والتي تطلق في حالة الظلام كمية اكبر من الهرمون (Melatonin) في الدم وبالعكس تقلل الكمية من حالة الضياء حيث يعد هذا موجهاً ينظم الكثير من العمليات المهمة مثل دورة النوم واليقظة ولكن كيف يمكن للضوء القيام بهذا التأثير عن الغدة ولم يتم لحد الآن اكتشاف الطريق الذي يسلكه الضوء من الشبكة وحتى الغدة الصنوبرية. إننا نعلم إن هذه الغدة تقع في موضع أساسي من الجسم، إن أعصاب الرؤية تتقاطع في طريقها من الشبكية إلى خلايا الرؤية في الغدة وهي من أهم نقاط السيطرة لمجمل مشاعرنا.

وبذلك تعود الأهمية للغدة الصنوبرية التي أهملت لمدة طويلة تلك الأهمية السحرية التي كان أجدادنا يخمنونها لا شعورياً.

ففي كتاب السنسكريت القديم يجري الحديث عن عين ثالثة (عين الشبوا) علي اعتبار إنها (المركز الفكري الأعلى) أو (النافذة إلى الكون) واعتبر الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت إن الروح تسكن هناك. لقد اهتم العلم بالعين الإنسانية كمستلم ليس للضوء فقط وإنما أيضا لإشعاعات كهر ومغناطيسية غير منظورة.

ولفهم العلاقة بين الشمس والقمر والمغناطيسية الكهربائية فان من المعلوم إن كوكب الأرض يعمل كمغناطيس عظيم وبين قطبية تنبض بأقواس لطاقة هائلة تصل إلى مسافات بعيدة في الكون. وعلى ارتفاع 110 كيلومترات فوق الأرض، توجد عاصفتان كهربائيتان عملاقتان أوجدهما الشمس، وتبعا لوضع الشمس فان المجال المغناطيسي الأرضي يتغير بواحد من الألف. وكذلك القمر يتأثر بالمؤثر نفسه ولكن بعشر ما تستطيعه الشمس. والخلاصة إن المجال المغناطيسي للأرض وعلي الرغم من ضعفه يتأثر بالشمس والقمر.

وفي ما يخص الإنسان فقد أظهرت التجارب تغييراً واضحاً لمقاومة البشرة نتيجة مؤثرات كهر ومغناطيسية.

وفي الاختبارات التي أجريت على أشخاص عاشوا في مختبرات تحت الأرض بدون ساعة أو ضوء فقد أمكن قياس انه في اللحظة التي يتم فيها استبعاد المؤثر الكهرومغناطيسي من دون علمهم فان الوقع الداخلي لهم ينقلب رأساً علي عقب.

الضوء واكتشاف الحاسة السادسة

وعليه فقد نسب الباحثون للمجالات الضعيفة دور (مؤشر الزمن) وقبل سنوات قلائل اكتشف كيف تتسلم الكائنات الحية المعلومات الكهرومغناطيسية، حيث وجد أن الكثير من خلايا الأعصاب بين (Ratina) والغدة الصنوبرية يكون رد فعلها علي المجالات المغناطيسية بتغير نشاطها الكهربائي، كما وجد إن كل تدفق لمجالات كهرومغناطيسية أرضية يتم استلامه عبر عقد تقوية علي خطوط الأعصاب. فهل بذلك اكتشفت الحاسة السادسة؟ وكذلك ما يدعي بتأثير مراحل القمر؟ فعندما تتغير قابلية التوصيل الكهربائية للأعصاب فان حدود التهيج لانطلاق مؤثرات الأعصاب تتغير هي الأخرى وعندما تبدأ تفاعلات كيماوية تنتقل إلى ميزان السوائل في جسم الإنسان وبذلك يحدث اكثر حساسية علي المعلومات الكهرومغناطيسية، فالحمام يمتلك حساً مغناطيسياً اكثر وتوجد حتى بكتيريا يمكنها التحرك علي خطوط حيز مغناطيسي. إن ما يؤثر علي الإنسان والحيوان يؤثر علي النبات. إذ أن تردد وقوة مجالات كهرومغناطيسية ضعيفة يمكنها عرقلة أو تحفيز نمو البذور المستنبتة. فهل هذا سر المحصول الأحسن عندما يكون القمر في طريقه للاكتمال؟ وكما يقول احد الفيزيائيين ان العمليات الكهربائية والمغناطيسية والكهرومغناطيسية وغيرها من العمليات الكهربائية الهوائية مسؤولة ايضا عن تفاعلات بيلوجية معينة . وهنا تكتمل الحلقة: فإذا كان صحيحا إننا نحن البشر أبناء هذا الكون فانه سيكون مثيرا للعجب إننا لم نطور بمرور الزمن هوائيات لاستلام القوي الكونية الموجودة في كل مكان. فالقوي الكونية بمجملها نفعل سوية كنبض للعالم.

ولكن ما يخص إثبات مفعولها الفردي فانه سيتحتم علينا مواصلة العيش في توتر داخلي. إذ أننا في محاولة الإثبات العملية نصل إلى حدود غير قابلة للتجاوز ذلك إن الإيقاعات الكونية الخفية تبدو للعيان دائما كعودة لمثيلاتها في مدد زمنية مشابهة فقط.

أي كنوع من التشابه، كان أجدادنا قد عرفوه أيضا بالفطرة وبدون طرق قياس حديثة؟.