كلمة الحجامة مشتقة من حَجَمَ وحَجَّمَ، نقول: حجَّم فلانٌ الأمر أي: أعاده إلى حجمه الطبيعي، وأحجم ضد تقدم، فمن احتجم تحجُم الأمراض من التعرُّض له فزيادة الدمعملية الحجامة - التحجيم الفاسد في الأبدان يجعله يتراكد في أركد منطقة فيها ألا وهي الظهر، ومع تقدم العمر تسبب هذه التراكمات عرقلة عامة لسريان الدم العمومي في الجسم مما يؤدي إلى ما يشبه الشلل في عمل كريات الدم الفتية وبالتالي يصبح الجسم بضعفه عرضة لمختلف الأمراض، فإذا احتجم عاد الدم إلى نصابه وذهب الفاسد منه (أي الحاوي على نسبة عظمى من الكريات الحمر الهرمة وأشباحها وأشكالها الشاذة ومن الشوائب الدموية الأخرى) وزال الضغط عن الجسم فاندفع الدم النقي العامل من الكريات الحمر الفتية ليغذي الخلايا والأعضاء كلها ويخلِّصها من الرواسب الضارة والأذى والفضلات.

HOUJAMA01 

◄عملية الحجامة

هي عملية سحب الدم من سطح الجلد باستخدام كؤوس الهواء بدون إحداث أو بعد إحداث خدوش سطحية بمشرط معقم على سطح الجلد في مواضع معينة لكل مرض.

◄الحَجّم لغة:

المص، وسمي به فعل الحاجم لما فيه من المص للدم في موضوع الشرط.

◄الحِجَامَة:

هي فعل الحاجم وحرفته.

◄المِحجَم:

الآلة التي يحجم بها أي يمص بها الدم وهي أيضاً مشرط الحجام.

تاريخ الحجامة

بدايات استخدام القرون في الحجامة قديماً

تاريخ الحجامة موغلٌ في القدم لكن لا يُعرف على وجه الدقة كيف ومن بدأ الحجامة لأول مرة، لكن يُقال بأن الحجامة قديمة قدم الإنسان نفسه ويزعم البعض بأن أبو البشر أدم علية السلام هو أول من عرف الحجامة، ومن التاريخ المدون الواصل إلينا نستطيع القول بأن تاريخ الحجامة يمتد إلى أكثر من خمسة آلاف عام مارسها أهل الشرق وأهل الغرب وكانت تنتقل من جيل إلى آخر حيث كانت أحد أهم الوسائل العلاجية لكثير من حضارات العالم، فقد عرفها الصينيون والفراعنة والهنود والإغريق والرومان والبابليون والعرب قبل الإسلام، ودلت الآثار والصور المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج الكثير من الأمراض، وكانوا في السابق يستخدمون الكثير من الوسائل مثل الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذا الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكؤوس الزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.

1- الحجامة عند الفراعنة (3200) ق. م

يُقال بأن أول من استخدم الحجامة في العلاج هم الفراعنة وقد ظهر ذلك جلياً في رسومات مقبرة (توت عنخ آمون) وكذلك النقوش في معبد (كوم أمبو), الذي كان يمثل أكبر مستشفى في ذلك العصر، كما وجد أيضا في سراديب الفراعنة كؤوس معدنية وأخرى مصنوعة من أشجار البامبو, إضافة إلى قرون الحيوانات التي حفر في الطرف المدبب منها ثقب لمص الدم من خلاله بوساطة الفم, ويسجل للمصريين أيضا أول استخدام للكؤوس الزجاجية التي كان يفرغ الهواء منها بحرق قطعة من القطن بداخلها، ويعتقد أن الحجامة انتقلت من الفراعنة إلى (المنونين) سكان جزيرة كريت وأيضا إلى السومريين الذين أجروها وفق طقوس خاصة في حماماتهم ومعابدهم.

2- الحجامة في الصين (4000) ق. م

في سنة 1973م اكتشف كتاب طبي مصنوع من الحرير في مقبرة الأسرة الملكية (هان) ورد فيه أن الحجامة كانت توصف لمرض الدرن الرئوي, وورد أيضا في كتاب (الإمبراطور الأصفر للأمراض الداخلية) وعمر هذا الكتاب 4آلاف سنة وصف لعملية الحجامة وتفصيل لصرف وفضّ الدمامل والتقرحات الجلدية وكانت تدعى (طريقة القرن) نسبة إلي قرن الحيوان, وتطورت الحجامة وتوسعت على يد الطبيب (رو هو فانج) حيث ألف كتاب (أنواع الكاسات العلاجية) وقد توسع في هذا الكتاب وأضاف إليه الطبيب (زهاو سيمن) في عهد أسرة (كوينج الحاكم) حيث وضع فيه وصفاً تفصيلياً لطرق عمل الحجامة ومواضعها المرتبطة بآلام المفاصل والأمراض الناتجة عن البرد وهو أول من استخدم (كاسات النار) الزجاجية, كما هو الحال عند الفراعنة.

3- الحجامة في الهند (3000) ق. م

عرفت الحجامة منذ زمن بعيد في شبه القارة الهندية فلقد فصلت أدوات الحجامة بطرقها المختلفة في كتاب (الأيوربدا), الذي كتب باللغة السنسيكريتية القديمة ويعد هذا المرجع من أقدم الكتب في تاريخ الطب الهندي، ويعد الطبيب (ساشرتا) أحد أكبر علماء الهند (100 قبل الميلاد) وهو الذي نسبت إليه أول العمليات التجميلية والبلاستيكية وقد أعتبر (ساشرتا) الحجامة أحد أهم العلاجات للأمراض الدموية.

4- الحجامة عند الإغريق

كان المعتقد الشائع عند الإغريق أن المرض يحدث نتيجة دخول أرواح شريرة في الجسم, وعلية يجب أن تزال هذه الأرواح وتخرج, إما بعملية التربنة (عمل ثقب في الجمجمة) أو بعملية الحجامة، إلا أن الحجامة تطورت في ما بعد, لتطبق وفق نظرية الأخلاط والأمزجة التي لقيت رواجا كبيرا في تلك الحقبة وما تلاها من أزمنة, وأضيف للحجامة (علاجياً), عمليتي الفصد والكي, ليبرع في هذا الفن العلاجي الطبيب الشهير (جالينيوس)، إلا أن (ابقراط) فصّل نظرية التوازن بين سوائل الجسم وهي الدم والبلغم (البصاق) والعصارة المرارية الصفراء والعصارة المرارية السوداء لكن ابقراط فضّل وبرع في الفصد أكثر من الحجامة وسار على دربه الطبيب الشهير (جالن).

5- الحجامة عند الرومان

أهتم الرومان بالحجامة وكان يوجد (900) حمام عام في طول الإمبراطورية وعرضها, حيث كان يتخلص المستحم من الفضلات السمية والدم الزائد في جسمه بعد عملية الاستحمام, وقد كانت هذه الحمامات تقدم المطهرات القوية قبل إجراء الحجامة وبعدها, وقد برع الجراح البيزنطي (انيليوس) في إجراء التشطيب على المناطق القذالية الخلفية والأذينية الأمامية والصدغية لمعالجة الحمى, وما تزال هذه الطريقة متبعة شعبياً في بعض مناطق فلسطين.

6- الحجامة في أوروبا

أما في أوروبا فما قبل عصر النهضة كان الطب والحلاقة مهنة واحده وتراجعت الحجامة لتراجع دور الحمامات التي كانت منتشرة في الحقبة الرومانية, وارتباط الحجامة بالشعوذة لذلك نفّر الرهبان منها, أما في عصر النهضة فقد ارتبطت الحجامة بعلم التنجيم الذي بدوره ربط كل عضو بشري بموضع نجم, وعليه صار المرض يرتبط بمواقع الأبراج, فكان المريض يُحجم وفق جداول زمنية محددة بغض النظر عن مرضه لهذا نبذها الأطباء فيما بعد واصفين إياها بهدر مجنون للدم.

7- الحجامة لدى الهنود الحمر

هنالك بعض المكتشفات الحديثة التي تصور استخدام الهنود الحمر الأوائل للحجامة, بل وبراعتهم فيها, كما في حضارة الإنكا العريقة, ولو كانت لهم لغة مكتوبة لعرفنا عن أسرار الحجامة لديهم الشيء الكثير.

8- الحجامة عند العرب قبل الإسلام

عرف العرب الحجامة قبل الإسلام، ربما تأثراً بالمجتمعات المجاورة، بل واستعملوا في الحجامة طريقةً لعلهم لم يسبقوا إليها، كانت تعرف بـ "حجامة دودة العلق Blood-Sucking Leech"، وهى دويدة حمراء تكون بالماء، تعلَّق بالبدن لتمص الدم المحتقن في أماكن الورم كالحلق، فكانوا يجمعون ذلك الدود، ويحبسونه يوما أو يومين بلا طعام، ويستخرجون جميع ما بأجسامها لتشتد وتجوع، ثم يعلِّقونها على مواضع الورم، لتمصه مصاً قوياً.

الحجامة في العصر الإسلامي

جاء الإسلام وأقر ممارسة الحجامة؛ كان ذلك قبل الهجرة في حادثة الإسراء والمعراج؛ أخرج الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: حدَّث رسول الله صلى الله عليه وسلم عنْ ليلة أُسْري به أنَّه: ﴿لم يمرَّ بملأ من الملائكة إلا أمروه: أنْ مُرْ أمَّتكَ بالحجامة﴾، وتداوى الرسول صلى الله عليه وسلم بالحجامة وأثنى عليها وحث وأوصى المسلمين بها فقال كما ورد في الصحيحين عن أنس بن مالك: (خير ما تداويتم به الحجامة)، وغيرها الكثير من الأحاديث النبوية التي وردت في كُتبِ الأحاديث، كما حُدِدت المواضع التي احتجم عليها النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأصبحت علماً يُنتفعُ به ودونت في كتب الطب النبوي تحت مسمى الحجامة النبوية.. وهكذا نجد أن الرسول قد أحيا الحجامة وطبَّقها بأصولها وله الفضل في سنِّها للمسلمين وللعالمين أجمعين.

في عصر الصحابة والتابعين والعصور اللاحقة استمر استخدام الحجامة في الوقاية والعلاج، وزادت مواضعها وتطورت بعض وسائلها على يد العلماء المسلمين مثل ابن سينا والزهراوي وابن القيم وابن القف وموفق الدين البغدادي وغيرهم الكثير، ودُوِنت منافعها واستطباباتها واستخداماتها في كتبهم الطبية، وانتقل العلاج بالحجامة إلى أوربا عن طريق المسلمين في مدارس الأندلس الطبية بالكيفية التي وضع أسسها معلم البشرية محمد صلى الله عليه وسلم، وظل العمل بها منتشراً حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، عندما بدئت تترك مكانها تدريجيا للطب الحديث في أوربا ثم العالم بعدها، ظناً انها لم تعد مجدية في عصر الأدوية الكيميائية والذي سيكون هو البديل الذي سيحل المشاكل الطبية بصورة أفضل كما كانوا يعتقدون.

 HOUJAMA04

أنواع الحـجـامة

في البداية عرف الإنسان نوعين رئيسين من الحجامة هما: الحجامة الجافة والحجامة الرطبة أو الدامية ثم ظهرت أنواع أخرى من الحجامة مثل الحجامة الإنزلاقية أو التزحلقية وتسمى أيضاً الحجامة التدليكية، وقد يخلط الكثير منا بين أنواع أخرى من التداوي مثل الفصد* فيعتبرها نوع من أنواع الحجامة وكذلك هناك طرق قديمة استخدم فيها أدوات غريبة للحجامة ويصنفها البعض كنوع مستقل من أنواع الحجامة القائم بذاته كما ذكرت من استخدام العرب لدودة العلق.

أولاً: الحجامة الجافة (Dry Cupping)

ويستعمل فيها الحجّام ما يعرف بكؤوس الهواء (Glass cupping) يضعها على موضع الألم في جسم المريض دون شرط جلده، وتفيد في نقل الأخلاط الرديئة من مواضع الألم إلى سطح الجلد وبذلك يختفي جزء كبير من الألم، وأكثر ما تستخدم الحجامة الجافة في الطب الصيني وبشكل واسع، وتطبق الكاسات على نفس مواضع الوخز بالإبر الصينية.

ثانياً: الحجامة الرطبة (Wet Cupping)

ويستخدم فيها المحجم بأشكاله المختلفة وتختلف عن الحجامة الجافة بتشريط الجلد تشريطاً خفيفاً ووضع المحجمة على مكان التشريط وتفريغها من الهواء عن طريق المص (سحب الهواء) فيندفع الدم والأخلاط الرديئة من الشعيرات والأوردة الصغيرة إلى سطح الجلد بسبب التفريغ الذي أحدثه المص، لذلك فأن الحجامة الرطبة تسمى أيضاً بالحجامة المُبزغة أو الحجامة الدامية، وبالطبع فهي تختلف عن فصد الدم.

ثالثاً: الحجامة المتزحلقة (Massage Cupping)

وتسمى كذلك بالحجامة الانزلاقية، وهي تشبه الحجامة الجافة ولكنها تكون متحركة عن طريق دهن الموضع بزيت (يستخدم زيت الزيتون أو زيت النعناع أو زيت الكافور المخفف) ثم وضع المحجم وتحريك الكأس بطريقة معينة في المكان المطلوب لجذب الدم وتجميعه في طبقة الجلد.. ونستطيع القول وببساطة أن الحجامة التزحلقية هي عمل تدليك للجسم بالحجامة لذلك تسمى أيضاً بالحجامة التدليكية، وهي نافعة جداً خصوصاً في أمراض العضلات مثل التيبس والشد وغيره، وفي الأغلب فأن هذه الطريقة تستخدم قبل أجراء الحجامة الرطبة وخصوصاً في حالات معينة من الأمراض المستعصية مثل الشلل والصرع، وتتلخص فوائد هذا النوع من الحجامة في نقل سموم الدورة الدموية تحت الجلد مباشرة، ويتم فيها أيضاً تحريك حمض البنيك المسبب في وجع و ألم العضلات و ذلك لأصحاب الأعمال الشاقة والرياضة.

ويجب الإشارة إلى أن هناك أشكال أخرى للحجامة تُصنف أحياناً كأنواع مستقلة للحجامة وهذه الأنواع والتنوع بطرق الحجامة لابد أنها ظهرت بسبب تعدد الشعوب التي استخدمت الحجامة، كما أن بعض هذه الأنواع قد ظهرت وتطورت حديثاً أو ارتبطت مع أنواع علاجية تكميلية أخرى.. ومن أشكال هذه الحجامة:

الحجامة الكهربائية – الحجامة المغناطيسية – الحجامة النارية – الحجامة المائية - الحجامة فوق الإبر الصينية – الحجامة فوق الإبر بالموسكا - الحجامة بالأعشاب – الحجامة الوميضية (السريعة).

أهـــداف الحجـامــة

يُقال بأن الحجامة استخدمت في بدايتها لعلاج الدمامل وسحب التقيح منها ومن ثم استخدمت كعلاج مساعد يرافق العلاج بالطرق الصينية القديمة.. وبعد أن أثبتت هذه الوسيلة العلاجية كفاءتها تطورت واتسعت طرق العلاج بها لتشمل أمراض عديدة.. وكان من أبرز دواعي استخدام الصينيين لها لطرد البرودة من ممرات الطاقة بالجسم باستخدام كاسات خاصة أطلق عليها الكاسات الدافئة (Hot Cupping) فكانت تسخن كاسات البامبو في مغلي الأعشاب قبل وضعها على جسم المريض، كما كانت توصف الحجامة لعلاج آلام المفاصل والعضلات وبالذات المرتبطة بالبرودة.. مغزى هذا حديثي السابق سؤال مهم إلا وهو: ما هي أهداف الحجامة؟.. ولماذا نستخدمها؟.. وهل هي أسلوب علاجي أم وقائي فقط؟!..

الحجامة تحمل أهداف علاجية وأيضاً وقائية

قد يظن البعض بأن الحجامة أسلوب علاجي قديم استخدم فقط عند الحاجة إليه لتخليص الجسم من أمراض معينة، وقد يقول بعضهم عكس ذلك فيشيرون إلى أن الحجامة أسلوب وقائي أكثر منه علاجي ومنهم من هو أكثر جدلية فيقول بأنه أسلوب وقائي لا جدوى من استخدامه علاجياً.. وبين هذا وذاك تتلخص أهداف الحجامة العامة بأنها أسلوب وقائي وعلاجي أيضاً، فهي تقي الإنسان من تهيج الدم ومن تراكم الأخلاط والشوارد والرواسب وبقايا الكائنات المجهرية الميتة فيه، وفي نفس الوقت فأنها أسلوب علاجي فعال للعديد من الأمراض المزمنة، وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة جدوى الحجامة كأسلوب علمي قديم، بل من أبرز أساليب الطب التقليدي أو ما نسميه حالياً الطب التكميلي أو الطب البديل.

الأهداف العامة للحجامة

وقــائـيــة

تعمل بدون أن يحس الشخص بمرض معين.. وهي تقي بإذن الله من الأمراض مثل الشلل والجلطات وغيرها، واستخدام العلاج بالحجامة للوقاية هو أحسن وسيلة للعلاج المبكر وتنظيف الخلايا وهذا ما يتحدث عنه الغرب فيما يسمى "الوقاية الفائقة" ومثل هذه الوسائل العلاجية تعتبر الآن رؤية حضارية مستقبلية للوقاية من الأمراض والحجامة الوقائية يفضل القيام بها سنوياً على الأقل.

عـلاجـيـــة

تكون لسبب مرضي فهناك العديد من الأمراض التي عولجت بالحجامة مثل: الصداع المزمن وخدر وتنميل الأكتاف والآم الركبتين والنحافة وآلام الروماتزمية والبواسير وعرق النسا وحساسية الطعام وكثرة النوم وغيرها العديد من الأمراض المزمنة مثل الشلل بسبب الجلطة الدموية والتخلف العقلي.

القمر والحجامة

أطوار القمر وتأثيرها

نعلم أن للقمر تأثيره الفعلي على الأرض وعلى الرغم من أن قطره يبلغ (3478) كم فقط كما تبلغ كتلته جزءاً من (80) جزء من كتلة الأرض فإنه يبلغ من القرب وسطياً (385000) كم درجةً تجعل قوى جذبه ذات أثر عظيم فالمحيطات ترتفع لتكوِّن المد وحتى القشرة اليابسة لا تخلو من التأثيرات.

فقارة أمريكا الشمالية قد ترتفع بمقدار خمسة عشر سنتمتراً عندما يتوسط القمر سماءها.. وللقمر فعل في صعود النسغ في الأشجار الباسقة الارتفاع.

وقد لاحظ الأستاذان الفرنسيان (جوبت وجاليه دي فوند) أن للقمر تأثيراً على الحيوانات، فمنذ مولده كهلال إلى بلوغه مرحلة البدر الكامل يكون هناك نشاط جنسي عند الحيوانات والدواجن والطيور, حتى إنهما لاحظا أن الدواجن تعطي بيضاً أكثر في هذه الفترة منها في فترة الشيخوخة أي عندما يبدأ القمر في الضمور التدريجي إلى أحدب فتربيع أخير، ثم إلى المحاق. فهناك فترة نشاط وفترة فتوة في الحيوانات ترتبط بأوجه القمر وذلك حسب ملاحظتهما الخاصة.

وقد لاحظا على الدواجن وبعض الحيوانات المستأنسة وكذلك لوحظ على أسماك وحيوانات ومحارات المحيط الهندي والبحر الأحمر أنها تنتج بويضات في فترات معينة لأوجه القمر؛ فالقمر يبلغ ذروة تأثيره في مرحلة البدر منه فيؤثِّر على ضغط الدم رافعاً إياه مهيجاً الدم مما يثير الشهوة.

الأطوار التي يمر بها القمر (Moon Phases).

تأثير القمر على الإنسان والأبحاث العلمية

في سبعينيات القرن الماضي نشرت مجلة علم الطب النفسي الإكلينيكي جورنال أوف كلينيكل سايكاتري، دراسة لا تزال مثيرة للجدل حتى اليوم، لفريق من باحثي جامعة ميامي بقيادة الطبيب النفسي الدكتور (أرنولد لايبير) وكانت الدراسة حول علاقة القمر بجرائم القتل، وتابع الباحثون في الدراسة كل جرائم القتل التي وقعت خلال فترة خمسة عشر عاماً في مقاطعة ديد بولاية فلوريدا، ومن مراجعة كامل التفاصيل والمعلومات المتعلقة بجرائم القتل، تبين أن هناك حوالي (2000) جريمة من نوع القتل العمد (Homicide) ومن نتائج تحليل المعلومات عن تلك الجرائم، وجد الباحثون أن معدل حصول جرائم القتل ينخفض ويزيد بحسب تطور مراحل ظهور القمر وتحديداً وجد الباحثون أن جرائم القتل ترتفع بشكل أكبر خلال مرحلة البدر (Full Moon) أي اكتمال ظهور القمر، وكذلك في المرحلة التي تلي المحاق واختفاء القمر من الظهور السماء، أي بدء إعادة ظهور الهلال (New Moon) كما تنخفض معدلات وقوع جرائم القتل العمد خلال المراحل الأخرى من دورة القمر الشهرية، وحتى لا يبقى للصدفة مكان تأكدوا واثبتوا نفس ما توصلوا إليه في مقاطعة أمريكية أخرى.[

وتعليلاً لتلك النتائج يقول الدكتور أرنولد لايبير: "أن من المعلوم تأثير القمر خلال تطور ظهوره في السماء على حركتي المد والجزر لمياه البحار والمحيطات، وبما أن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من (80 %) من الماء والباقي هو من المواد الصلبة، فإن أعضاء الجسم كالدماغ مثلاً، لا بد أن تتأثر بتلك التأثيرات الذي يصنعها القمر على المياه في الجسم".

ويؤكد الدكتور لايبير أن هناك علاقة قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية وخاصة بين مدمني الكحول والميالين إلى الحوادث وذوي النزاعات الإجرامية واخترع مصطلحاً علمياً جديداً وصفه بـ "أمواج المد والجزر البيولوجي الحيوي Biological Tides"، وقد قام الدكتور لايبير بتأليف كتاب أسماه "كيف يُؤثر القمر عليكHow The Moon Affects You".

في دراسة أخرى قام بها الدكتور (إيدسون أندروز) والمنشورة في مجلة رابطة فلوريدا الطبية، أن ثمة علاقة بين حالات النزيف الدموي الحاد ما بعد عمليات استئصال اللوزتين وبين تطور ظهور القمر خلال أيام الشهر القمري، فبعد متابعة ألف حالة من استئصال اللوزتين تبين أن (82 %) من حالات النزيف الشديد تلك حصلت في أيام اكتمال البدر مقارنة بأيام اختفاء القمر، والأغرب في تلك النتائج أن الباحثين لاحظوا ذلك الارتفاع الكبير في حالات النزيف بُعيد العملية الجراحة بالرغم من عدد العمليات الجراحية التي أُجريت خلال تلك الأيام بالذات كانت أقل من عدد العمليات التي أُجريت في الأوقات الأخرى من الشهر القمري.

ومما قاله الباحثون صراحة في تعليقهم على النتائج التي توصلوا إليها: من الواضح أن أيام اكتمال البدر تحمل مخاطر أعلى لحصول النزيف بعد العملية الجراحية لاستئصال اللوزتين. وذهبوا إلى أبعد من ذلك بتبنيهم النصيحة بأخذ نتائج الدراسة هذه محل الاعتبار الجاد، حال التخطيط لإجراء عملية استئصال اللوزتين.

علاقة القمر بالحجامة

في الأيام من الأول وحتى الخامس عشر من الشهر القمري يهيج الدم ويبلغ حده الأقصى وبالتالي يحرك كل الترسبات والشوائب الدموية المترسبة على جدران الأوعية الدموية العميقة منها والسطحية وعند التفرعات وفي أنسجة الجسم عامة (تماماً كفعله في مياه البحار فيكون بمثابة الملعقة الكبيرة في تحريكه لها لكي لا تترسب الأملاح فيها)، ويصبح بإمكان الدم سحبها معه لأهدأ مناطق الجسم حيث تحط ترحالها هناك (بالكاهل) وذلك بعدما يبدأ تأثير القمر بالانحسار من (17-27).

أما من (17-27) فيبقى للقمر تأثير مد ولكنه أضعف بكثير مما كان عليه، ولما كانت الحجامة تُجرى صباحاً بعد النوم والراحة للجسم والدورة الدموية ويكون القمر أثناءها ما يزال مشرقاً حتى لدى ظهور الشمس صباحاً، فيكون له تأثير مد خفيف يبقى أثناء إجراء الحجامة وهذا يساعدنا في عملنا، إذ يبقى له تأثيرٌ جاذب للدم من الداخل إلى الخارج (الدم الداخلي للدم المحيطي والدم المحيط للكأس) وهو ذو أثر ممتاز في إنجاز حجامة ناجحة مجدية من حيث تخليص الجسم من كل شوائب دمه.

أما فيما لو أجريت الحجامة في أيام القمر الوسطى (12-13-14-15) فإن فعل القمر القوي في تهييج الدم يفقد الدم الكثير من كرياته الفتية وهذا ما لا يريده الله لعباده، أما في أيامه الأولى (هلال) لا يكون قد أدَّى فعله بعد في حمل الرواسب والشوائب الدموية من الداخل للخارج للتجمُّع في الكاهل كما ورد أعلاه مهيِّئاً لحجامة نافعة.

ويقول الدكتور محمد علي البار[ في هذا المعنى: "ظهرت في الآونة الأخيرة أبحاث مفادها أن القمر عندما يكون بدراً يزداد التهيج العصبي والتوتر النفسي إلى درجة بالغة، ومن ثم فأن قوة الجاذبية القمرية التي تسبب المد والجزر في البحر والمحيطات تسبب هذا المد أيضاُ في أجسامنا عندما يبلغ القمر أوج اكتماله، وهو ما عبر عنه القدماء بتهيج الأخلاط وتبيغ الدم، وكما يحدث المدُ في البحر عند اكتمال البدر يحدث هياج الدم وتبيغه في الجسم عند اكتمال القمر".

وفي هذا المعنى نقل عن ابن سينا قوله: "ويؤمر باستعمال الحجامة، لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت أو هاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت، بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة تابعة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر".

فوائد الحجامة

الحجامة سنة نبوية تحمل فوائد صحية وقائية وعلاجية لا حصر لها، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة العديد من هذه المنافع، ويؤكد ذلك بشدة ما تَحفّـل به الحجامة من أهتمام غربي كبير من خلال انتشار المشافي الخاصة بها وإلحاقها كعلم يُدرس في الجامعات والمعاهد الطبية المرمُوقة وما يتبعها من مؤسسات بحثية ومراكز دراسات، كما أن عودة التداوي بالحجامة في غالبية الدول العربية وإقبال الناس عليها خلال السنوات الأخيرة تأكيد إضافي على ذلك.. فيما يلي من اسطر على موقع العلاج يسرد لكم الدكتور سليم الأغبري أهم الفوائد العامة للحجامة ودورها في علاج المشاكل الصحية المختلفة وفي الوقاية من أمراض العصر المنتشرة.

HOUJAMA03 

فوائد الحجامة العلاجية:

يتناول الدكتور علي رمضان في مقال له فوائد الحجامة في علاج حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى، وفي علاج حالات الآلام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين وبعض مشاكل المفاصل من تيبس أو تورم، بالإضافة إلى أهميتها في علاج الضغط المرتفع وفي علاج بعض الحالات النفسية والأرق، كما يشير الدكتور سليم الأغبري إلى دور الحجامة في موائمة الحالة النفسية ورفع كفاءة جهاز المناعة والقضاء على الالتهابات المختلفة التي تصيب مختلف الأعضاء والأنسجة، وبالتالي تأثير الحجامة الإيجابي في القضاء على مشاكل صحية وأمراض مختلفة عديدة مثل:

◄آلام الظهر والعنق والأكتاف (الأبهر - المَتنة - العَصَبَة).

◄بُرودة أو حرارة الجسم وتنميّل الأطراف.

◄الخُمول والشُعور بالتعب والإرهاق الدائم.

◄القلق والأرق واضطرابات النوم.

◄ارتفاع ضغط الدم.

◄ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية.

◄النقرس وعرق النسا.

والعديد من الأمراض والعلل الصحية التي أثبتت الدراسات الحديثة جدوى الحجامة عليها.

فوائد الحجامة الوقائية:

الحجامة من أهم الوسائل الوقائية القديمة والحديثة خصوصاً وأن الاتجاه الطبي العالمي السائد حديثاً يركز على الطب الوقائي كأحد فروع الطب الأساسية التي تهدف إلى توقع الأمراض ومنعها قبل حدوثها كما يهدف إلى رفع المستوى الصحي للجماعات قبل الأفراد، وإجراء الحجامة بشكل دوري يساعد كثيراً في الوقاية من أمراض العصر المنتشرة وعلى رأسها أمراض القلب وتصلب الشرايين والجلطات وارتفاع ضغط الدم وداء السكري، كما أن الحجامة الوقائية تعمل على رفع كفاءة جهاز المناعة مما يعطي الجسم قدرة أكبر على مكافحة أنواع مختلفة من العدوى البكتيرية والفيروسية.. للتعرُف على ماهية الحجامة الوقائية وشروطها ومواضعها والأيام المناسبة لإجراءها.

HOUJAMA05 

فوائد الحجامة العامة

1- تسليك الشرايين والأوردة الدقيقة والكبيرة وتنشيط الدورة الدموية، فحوالي (70 %) من الأمراض سببها عدم وصول الدم الكافي بانتظام للعضو.

2- تسليك العقد الليمفاوية والأوردة الليمفاوية "الأوعية الليمفاوية" وخاصة في القدم وهي منتشرة في كل أجزاء الجسم أولاً بأول من الأخلاط ورواسب الدواء.

3- تنشيط وإثارة أماكن ردود الفعل في بالجسم (Reflex Zone) للأجهزة الداخلية للجسم فيزيد انتباه المخ للعضو المصاب ويعطي أوامره المناسبة لأجهزة الجسم لاتخاذ اللازم.

4- تسليك مسارات الطاقة التي تقوم بأذن الله علي زيادة حيوية الجسم وتلك التي اكتشفها الصينيين منذ أكثر من (5000) عام.

5- امتصاص الأخلاط والسموم وأثار الأدوية من الجسم والتي تتواجد في على شكل تجمعات دموية بين الجلد والعضلات والتي تسمي منطقة الفاشية، وأماكن أخرى بالجسم "مثل مرض النقرس"، وفيه يتم أخراج بللورات حمض البوليك من بين المفاصل مع تجمع دموي بسيط عن طريق التشريط الخفيف علي الجلد.

6- عمل تجمعات دموية في بعض الأماكن التي تحتاج إلي زيادة الدم، أو بها قصور في الدورة الدموية "تنشيط الدورة الدموية موضعياً".

7- تقوية المناعة العامة في الجسم، وذلك بإثارة غدد المناعة.

8- تنظيم الهرمونات.

9- العمل علي موائمة الناحية النفسية بعمل حجامة تقوم بتنظيم جهاز السمبثاوي والباراسمبثاوي المسئولين عن الغضب والانفعالات.

10- تنشيط أجهزة المخ.

11- تنشيط الغدد وخاصة النخامية.

12- رفع الضغط علي الأعصاب والذي يأتي أحيانا بسبب احتقان وتضخم الأوعية.

13- إزالة بعض التجمعات والأخلاط وأسباب الألم والغير معروف مصدرها.

شروط ما قبل إجراء الحجامة

من الأشياء الجدلية في الحجامة؛ موضوع ما هو الواجب على الشخص قبل أن يقوم بعملية الحجامة؟.. أو ماهي الأشياء التي يجب أن يمتنع عنها أو يقوم بها الشخص الذي يرغب في الاحتجام؟.. فيما يلي من اسطر على موقع العلاج يوضح الدكتور سليم الأغبري الشروط التي يتعين على المقبل إلى الحجامة إتباعها قبل إجراء الحجامة..

هناك تباين واختلاف في كثير من الممارسات قبل الحجامة وكل مختص له وجهة نظر معينة، وأحياناً تجد تعارض وتصادم بين شروط الحجامة من مختص إلى مختص أخر، فمثلاً يشير بعضهم إلى عدم ممارسة الشخص الراغب في الاحتجام للعملية الجنسية (الجماع) قبل الحجامة بفترة 24 ساعة أو أن لا تقل عن 12 ساعة وطبعاً ليس في هذا أي نص ديني أو إثبات علمي.

ويشير الدكتور سليم الأغبري إلى أن الحجامة الجافة والإنزلاقية تجرى في أي وقت وبدون شروط معينة، أما الحجامة الدامية فلها وجهين أو رأيين إذا كانت وقائية فلها شروط معينة أما العلاجية فليس لها وقت محدد أو شروط معينة فيكفي أن يكون الشخص فارغ البطن من الأكل ولو من فترة ساعتين أو ثلاث ساعات، ومن هذا المنطلق وحتى تتحقق الاستفادة المرجوة من الحجامة فأن الشروط التي يدعمها الإثبات الطبي أو المنطق العلمي والمتعلقة بالحجامة الدموية هي:

HOUJAMA02 

الحجامة العلاجية:

◄لا يشترط أن يكون المحتجم صائماً، ولكن يُفضل أن يكون كذلك أو أن يكون قد مر ساعتين إلى ثلاث ساعات من أخر وجبة تناولها.

◄تُجرى الحجامة في أي وقت.

الحجامة الوقائية:

◄أن يكون المحتجم على الريق، ولكن ليس على جوع شديد.

◄يُفضل أن تُجرى الحجامة في الصباح لإرتفاع الكورتيزون الطبيعي في الجسم خلال الفترة الصباحية.

◄يُستحب عدم الاغتسال قبل الحجامة.

◄لا يُستحسن الاحتجام في الليلة شديدة البرد ولا شديدة العواصف.

أثناء إجراء الحجامة

ما يحدث أثناء إجراء الحجامة وما يجب على المحتجم عمله في هذه الأثناء وما يحس به، كل هذه الاستفسارات قد تكون من أهم الأمور التي تدور في ذهن الكثيرين خصوصا المُقبل على الحجامة لأول مرة، فيما يلي من اسطر على موقع العلاج يوضح الدكتور سليم الأغبري ما الواجب على المحتجم أثناء جلسة الحجامة، وأبرز المسائل المتعلقة بجلسة الحجامة.

ما يجب على المحتجم أثناء جلسة الحجامة:

◄النية في إجراء الحجامة والتوجه لله بالدعاء وطلب الشفاء، وعند بدء التشريط تقرأ فاتحة الكتاب وآية الكرسي.

◄ الهدوء والاسترخاء وعدم الحجامة على خوف؛ فإجراء عملية الحجامة ليس مؤلماً.

◄أثناء جلسة الحجامة أو على نهايتها يُفضل تناول أي عصير أو مشروب سكري.

◄قد يتأثر قلة من الناس بمنظر الدم، فإذا كنت من هؤلاء احرص على اخبار الأخصائي بذلك.

◄اخبر الحجَّام فوراً في حال الاحساس بأي أعراض مثل الدِّوار أو الغثيان أو برودة سريعة للجسم أو التعرَّق الكثيف والمفاجئ.

◄مواضع الحجامة اللازمة لكل حالة وعدد هذه المواضع هي من اختصاص اخصائي الحجامة ولهذا يُستحب عدم التدخل في ذلك.

التخوّف من التشريط:

قد يتخوّف البعض من عملية التشريط فيُحجِموا عن الحجامة أو يشعروا بالخوف أثناء التشريط، ومثل هذا الأمر ينتفي ويزول عند الغالبية بعد أول جلسة حجامة، كما أن معرفة بعض الإجراءات التي تتم قبل وأثناء التشريط تساعد في إزالة الخوف بإذن الله، فإحداث الشرطات على الجلد في مواضع الحجامة لا يتم مباشرةً، فقبل التشريط يتم وضع كاسات الحجامة في المواضع المناسبة لدقائق معلومة مما يعمل على تخدير جزئي لهذه المواضع بفعل ضغط الهواء داخل كاسة الحجامة، وبعد إزالة الكاسة يطهر الموضع بالمطهرات الطبية المعروفة، ويتم تشريط المواضع بشكل سطحي كون المستهدف هو شبكة الأوعية الدموية السطحية، وكل هذه الإجراءات تساعد كثيراً في تقليل الاحساس بالشرطات.

الاحساس بالدّوار أو الغثيان:

قد يشعر قلة من المحتجمين ببعض الأعراض كالدِّوار أو الغثيان أو تعرَّق الجسم مع برودة سريعة، وهذه الأعراض هي ردة فعل طبيعية خاصة عندما يكون المحتجم ذو جسد مُرهق وممتلئ بالسموم، بل أن حدوثها قد يكون في أحيان كثيرة شيء أيجابي، والكثير من المحتجمين يؤكدون أنهم شعروا براحة أكبر بعد الحجامة التي صاحبها ذلك، وبشكل عام فأن نسبه حدوث هذا الأمر متدنية، أما في حال حدوث مثل هذه الأعراض فأن أخصائي الحجامة يملك من الوسائل ما يحول دون وصول الأمر إلى الدوخة الفعلية، كما أنه يساعد المحتجم على تجاوزها من خلال إزاله كاسات الحجامة وتمديد المحتجم على السرير ورفع رجليه واعطاءه أي عصير مناسب فيزول هذا الاحساس بسرعة.

HOUJAMA06 

صفات دم الحجامة:

من المؤكد أن الدم المستخرج بالحجامة يختلف عند مقارنته مخبرياً مع الدم الوريدي المستخرج عند التبرع مثلاً، ولكن هذا الاختلاف يشمل أيضاً صفات دم الحجامة وخواصه الفيزيائية الظاهرة بالعين المجردة، ففي الغالب يميل لون دم الحجامة للسواد أكثر من الدم الوريدي، كما يتجلط أو يتخثر دم الحجامة حال خروجه بسرعة أكبر من تجلط الدم الوريدي خارج الأوعية الدموية، وهذه الصفات تكون أكثر وضوحا عند غالبية الحالات خصوصاً في السحب الثاني للدم من موضع الحجامة، ونتيجة لهذه الصفات فأن الكثير من المختصين بالحجامة والعامة من الناس يطلقون على دم الحجامة أسم "دم فاسد"، وإن كان استخدام هذا المصطلح خاطئ علمياً لأنه لا يوجد دم فاسد في الجسم، إلا أن هذا المصطلح يضُر أيضاً بالحجامة ويختزلها في استخراج الدم الفاسد كما يشاع بين عامة الناس.

إن الدم المستخرج عن طريق الحجامة هو عبارة عن اخلاط دموية تحتوي على شوارد حرة وسموم وآثار الأدوية الكيميائية وكريات دم حمراء هرمة أي أن عمرها أكبر من 120 يوماً وفشل الجسم في التخلص منها، بالإضافة إلى أحتواء دم الحجامة على كريات دم شاذة ومشهوه وصفائح دموية، وإذا كان تعبير الدم الفاسد هو المنتشر إلا أنه وصف مجازي جاء به أهل صناعة الطب قديماً، وأهل العلم هؤلاء كانوا يرون أنَّ خـروج الدم بصفات معيَّنة يدلُّ على نتائج؛ فيشيرون إلى أن:

◄خروج الدم أحمرَ سائلَ: يدلُّ على سلامة العضو من العللِ.

◄خروج الدم أسودَ سائلَ: يدلُّ على وجود أخلاطٍ ضارَّةٍ في ذلك العضو.

◄خروج الدم أسودَ متخثراً: يدلُّ على وجود أخلاطٍ كثيرةٍ ضارَّةٍ في ذلك العضو.

◄عَدَمِ خروج دم من الموضع: يدلُّ على سلامة العضو من العلل.

◄توقف خروج الدم أو خروج مادة صفراء: يُستفاد منه أن الحجامة قد انتهت.

انتهاء جلسة الحجامة يتحدّد بتوقف خروج الدم، وعلى قرب توقف الدم قد يُلاحظ على الشرطات الجراحية السطحية نقاط من سائل ذو لون أصفر يُمثل بلازما الدم، ويكون علامة لأخصائي الحجامة على انتهاء سحب الدم من هذا الموضع أو المواضع.

الأذكار أثناء إجراء الحجامة

من الأشياء المهمة ما يُقال من أذكار وأدعية أثناء الحجامة فهي تساعد كثيراً في تحقيق الغاية المرجوة بإذن الله، ولها دور لطيف في التخفيف على المحتجم وعدم إحساسه بعملية الحجامة والتشريط، والعديد من المعالجين بالحجامة والشيوخ يؤكدون على أهمية ودور قراءة ما تيسر من القرآن الكريم أثناء الحجامة، فيما يلي من اسطر على موقع العلاج يوضح الدكتور سليم الأغبري أهم هذه الأذكار والأدعية المأثورة.

المُقبِل على الحجامة عليه أولاً النية في إجراء عملية الحجامة كما علمنا رسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وان يدعو الله مبتهلاً له ويطلب منه الشفاء وان يجعل من الحجامة إتباع للسنة سبباً من أسباب شفاءه من مرضه، وأن يتيقن إن الشافي هو الله سبحانه وليس بعملية الحجامة أو بالأخصائي الذي يجري عملية الحجامة.

في بداية جلسة الحجامة وقبل عملية التشريط يُمكن للمُحتجِم قراءة ما تيسر له من القرآن الكريم وما شاء من الأذكار والأدعية، وعند بدء تشريط المواضع يقرأ المحتجم الفاتحة وأية الكرسي، وهناك بعض الأدعية المأثورة التي يستحب ذكرها أثناء الحجامة.

 سورة الفاتحة:

وصفت قراءة الفاتحة عند الحجامة فينبغي أن تقرأ سبع مرات عند شرط الحجامة فإنه عجيب.

أية الكرسي:

عن علي رضي الله عنه، عن الرسول: ﴿من قرأ الكرسي عند الحجامة كانت منفعة حجامته﴾.

من الأدعية المأثورة عن الرسول:

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربي إلى من تكلني؟.. إلى بعيد يتجهمُني، أم إلى عدو ملكته أمري؟.. إن لم يكن بك عليّ غضباً فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل عليّ غضبك أو أن ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله..