آل دباغ

من الأسر الإسلاميّة والمسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى الأسر العربيّة التي توطّنت في بلاد الشام ومصر والعراق والمغرب والأندلس، ولا قرابة بينها، وما يجمعها سوى لقب المهنة.

وممّا يلاحظ بأنّ فرعًا واحدًا من أسرة الدباغ يعود بنسبه إلى آل البيت النبوي الشريف، وقد انتشر مع الفتوحات الإسلاميّة وما بعدها في الحجاز وبيروت وصيدا وطرابلس الشام ويافا وسواها، وهذا الفرع تعود تفرعاته إلى جذور وأصول واحدة.

وممّا يلاحظ، بأنّ هذا الفرع المنسوب لآل البيت النبوي الشريف، قد توطن في المغرب العربي لا سيّما في مدينة فاس، وكان الجد الأول للأسرة السيّد عيسى بن إدريس الخليفة عن أخيه الأمير محمد صاحب فاس، ثمّ انتقلت الأسرة إلى غرناطة عام 456ه ثمّ إلى سلا عام 790 ه، وفي سلا أطلق على الأسرة لقب "الدباغ" لأنه خصّص للأسرة مرتبات من جباة دار الدباغ. أمّا جد الأسرة فهو السيّد أبو العباس أحمد أبي القاسم محمد بن إبراهيم بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن هارون بن جنون ابن الملقب بعلوش بن السيّد عبد الله الملقب بمنديل ابن السيّد علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عيس مولانا إدريس الثاني بن مولانا إدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن (رضي الله عنهم أجمعين).

برز من أسرة الدباغ المنسوبة لآل البيت النبوي الشريف القطب الشهير الشيخ عبد العزيز الدباغ المتوفى عام 1132ه. وقد أشار المؤلف والباحث مصطفى مراد الدباغ في كتابه "القبائل العربيّة وسلائلها" أنّ آل الدباغ في يافا من سلالة القطب الشيخ عبد العزيز بن مسعود الدباغ.

ومن الأهمية بمكان القول، أنّه بالرغم من أصالة وقدم أسرة الدباغ في بلاد الشام ومن بينها صيدا وطرابلس، غير أنّ بيروت المحروسة لم تشهد توطّن بعض أفراد الأسرة إلّا في القرن العشرين، علمًا أنّ بعض الأسر البيروتيّة لقّبت بالعهد العثماني بلقب "الدباغ" خاصة وأنّ بيروت شهدت مدابغ عديدة، لا سيّما قرب باب الدباغة وجامع الدباغة (جامع أبو بكر الصديق فيما بعد) إزاء مرفأ بيروت، غير أنّ تلك الأسر حافظت على أسمائها وألقابها الأولى، لا سيّما عند الإحصاء السكاني عام 1932.

عرف من الأسرة في التاريخ الإسلامي الوسيط المؤرّخ والمحدّث عبد الرحمن أبو زيد بن محمد الأنصاري الدبّاغ (ت 699ه) من القيروان. شارك في العلوم العقلية والنقلية. له الكثير من المؤلفات منها: "معالم الإيمان في مناقب صلحاء القيروان" و"تاريخ ملوك الإسلام" و"مناقب الأنصار" وله دواوين من الشعر.

وممذن حمل لقب "دباغ" المحدّث أبو حبيب يزيد بن أبي صالح الدباغ البصري. روى عن أنس بن مالك، وروى عنه وكيع وأبو نعيم وأبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني الدباغ الصوفي، وهو من العلماء العاملين. عمّر طويلًا في العبادة، وكان له رباط في هراة، سمع أبا الفضل الطبسي وأبا بكر ابن ماجه الأصبهاني وغيرهما، سمع منه أبو سعد السمعاني وغيره، وتوفى في شوال عام 547ه.

وعرف من الأسرتين الإسلاميّة والمسيحيّة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: أحمد، أحمد محمد، أكرم، إلياس، جان، جمال الدين يحي، حسام محيي الدين، حسن محمد خير، سعد الدين، صلاح الدين مصطفى، طارق محمد نادر، عمر، عمر محمد جميل، محمد أحمد دباغ، محمد سعد الدين، محمد نديم، الطبيب الدكتور وليد، يحي عبد العال دباغ وسواهم. كما عرفت منطقة عائشة بكار أسرة الدباغ ممّن يعملون في تجارة وبيع المجوهرات والذهب.

ودباغ لغةً واصطلاحًا هو من يقوم بدبغ الجلود، وقد شهدت العواصم العربيّة أسواقًا وأحياءً وأبوابًا وجوامع باسم الدباغين.