آل الرشيدي

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة والصيداوية واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها للقبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، لا سيما قبيلة رشيد التي تحولت عبر التاريخ المصري من قبيلة إلى اسم مدينة. وقد توزعت قبائل رشيد إلى أفخاذ وبطون على النحو التالي:

1- الرشيد: فخذ من الجواسم، من الصمدة، من عشيرة الظفير التي كانت تنتقل في البادية بين منطقتي الدبدبة والحجرة.

2- رشيد: من قبائل حضرموت البحر، وتعرف بآل أبي رشيد.

3- الرشيد: فخذ من الساهر، من الرشايدة، إحدى عشائر الكرك.

4- الرشيد: بطن من السرحان إحدى قبائل بادية الأردن، وينقسم إلى الأفخاذ التالية: النوافحة، المجاشعة، والبعايجة.

كما شهدت المناطق العربيّة قبائل: الرشيد في دير الزور، والرشيد في عسير وهي من أكبر القبائل فيها، والرشيد في الحجاز، والرشيد من قبيلة الشعار في العراق، والرشيد في الشام، والرشيد من بني عطية في بادية الأردن، والرشيد في القصيم ومناطق نجد والحجاز، والرشيد في اليمن وسواها الكثير من قبائل وعشائر وأفخاذ وبطون الرشيد والرشيدي.

وأشار ابن الأثير إلى أسرة الرشيدي التي سميت بهذا الاسم لأمرين:

1- إلى بلدة رشيد المصرية على ساحل البحر.

2- إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد. وممن نسب إليه القاضي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون الرشيد بن المهدي ويعرف بالرشيدي المتوفى عام 438 ه.

وأشار الشيخ أحمد بن محمد الخالدي الصفدي إلى الشيخ عبد اللطيف بن المرحوم الشيخ أحمد الرشيدي الصيداوي بلدًا ومولدًا والرشيدي أصلاً والحنفي مذهبًا 1272 ه - 1758 م. وهذا يدل على أن أجداد آل الرشيدي في صيدا هم أقدم من هجرات المصريين إلى سواحل الشام في القرن التاسع عشر.

هذا، وقد شهدت بيروت المحروسة منذ القرن التاسع عشر توطن آل الرشيدي، ومما يدل على ذلك، ما أشارت إليه وثائق وسجلات المحكمة الشرعية في بيروت عام 1259 ه - 1843 م، إلى «دار الرشيدي» و«زاروب الرشيدي» بالقرب من بيت قصابية والحاج سعيد الداعوق. كما أشارت المصادر عام 1881 إلى ملكية آل الرشيدي بعض الأملاك في وادي أبو جميل، وقد اشتراها يوسف إبراهيم ثابت بن حسين المصري الرشيدي بثمن قدره ستمائة قرش. وأشار السجل 1286 - 1288 ه من سجلات المحكمة الشرعية إلى السيد حسين بن حسين قشطة الرشيدي. كما أشارت السجلات ذاتها إلى أسرة النفّاخ الرشيدي، نسبة إلى الشخص الذي ينفخ على القطايف، وهي مهمة توارثها آل الرشيدي منذ العهد العثماني إلى اليوم.

ومما يلاحظ بأن الكثير من الأفراد المصريين ممن هاجروا من بلدة رشيد المصرية الساحلية إلى صيدا وبقية المدن الشامية لقبوا باسم «الرشيدي» وقد عمل الكثير منهم في صيدا وبيروت المحروسة في صناعة القطايف، وقد اتخذوا محلات لهم في سوق القطايف وسوق الخضار حتى عام 1975 بداية الأحداث اللبنانيّة الأليمة، ثم اضطر أفراد الأسرة وفي مقدمتهم المرحوم رفيق الرشيدي وإخوانه لافتتاح محلات لهم في مناطق عائشة بكار والحمراء والطريق الجديدة.

عرف من الأسرة حديثًا السادة: المهندس إبراهيم الرشيدي مدير إدارة الشؤون الهندسية في جامعة بيروت العربيّة، أحمد بن رفيق الرشيدي، أحمد محمد، الطبيب الدكتور أمين محمد الرشيدي، باسم رفيق، حسام عبد القادر، حسام مصطفى، رفيق عبد الرحمن، رياض، سامر رفيق، سمير عبد الرحمن، عبد الرحمن، عبد القادر، عبد الله إبراهيم، رجل الأعمال عزت، غسان رفيق، غسان مصطفى، مازن محمد، محمد إبراهيم، مصطفى إبراهيم الرشيدي وسواهم.

والرشيدي لغة واصطلاحًا أطلقت في صيدا وبيروت المحروسة وسواهما على من كان أصله من بلدة رشيد المصرية. كما عرفت مدينة الاسكندرية وسواها أسرة الرشيدي، وهي أسرة من رشيد توطنت في بعض المدن المصرية. كما أن بيروت والمناطق اللبنانيّة شهدت أسرة رشيد برز منها الأستاذة الجامعية الدكتورة حسانة رشيد المديرة السابقة لكلية الإعلام في الجامعة اللبنانيّة، والدكتور حسين رشيد وسواهما.