آل زغلول

من الأسرة الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، كما حمل اللقب نفسه بعض الأسر المسيحيّة في بيروت وجبل لبنان. كما حملت أسرة إسلامية لقب «زغلول» في بلدة برجا في إقليم الخروب. كما عرف قديماً في قرطبة الإسلاميّة في الأندلس الأمير زغلل بن يعيش بن لب بن خالد.... غير أن أهم من سمي بهذا الاسم في القرنين التاسع عشر والعشرين الزعيم المصري سعد زغلول (1857 – 1927) من كبار زعماء الاستقلال، قاوم الإنجليز، وله علاقات بجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده تصدر الوزارة المصرية عام 1924، كما ترأس الوفد إلى أوروبا للمطالبة بالحرية والاستقلال، وعندما عاد إلى مصر أسس حزب الوفد. توفي في القاهرة عام 1927.

ومما يلاحظ أيضاً بأن أسرة زغلول البيروتيّة هي أسرة مصرية الأصول، توطن أحد أجدادها في بيروت المحروسة مع بداية الحملة المصرية على بلاد الشام (1831 – 1840) لهذا، أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت عام 1843 إلى بيت «بيت زغلول» أحدهما قرب الجامع العمري الكبير والآخر قرب جامع النوفرة. كما أوردت الوثائق ذاتها اسم الحاج حسن الزغلول الساكن قرب مقهى العسس تحت بيت العطشان. وأشارت الوثائق ذاتها إلى السيد علي الزغلول الذي كان له وقف عرف باسم «وقف علي الزغلول» في سوق العطارين تجاه سوق البوابجية في باطن بيروت.

والجدير بالذكر، أن أحد أجداد أسرة زغلول، قد ابتكر حلوى شرقية طيبة المذاق والطعم نسبت إليه، وعرفت منذ القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين باسم «الزغلولية» وهي ما تعرف اليوم باسم «الحدف».

وفي 7 آذار عام 1988 أرسل إليَّ سعادة السفير المرحوم صلاح عبوشي رسالة معلقاً على برنامجي التلفزيوني «أوراق بيروت» ومما جاء فيها:

«أهنئك من صميم قلبي بأوراقك البيروتيّة لأنها في الواقع رجع صدى لتراث عريق يعتز به كل بيروتي، وأنا في المقدمة. وبهذه المناسبة لي رجاء آمل أن يتحقق، وهو البحث عن تاريخ أول محل لصناعة البقلاوة في بيروت، وكان موقعه في سوق البازكان القديم أيام الأتراك لصاحبه جدي أب والدتي سعيد الزغلول الذي ابتكر صناعة بقلاوة خاصة بشهر رمضان فقط، تحمل اسمه «الزغلولية» وكان محله في أول المرفأ (بجوار أول محل لبيع الفول المدمس والحمص بطحينة لصاحبه الحاج محمد اللوبية) كما ورثها أحمد خليل العريسي، والوزي، ووالد الشيخ محمد الغزال، ومحيـي الدين الصمدي، والبحصلي، وشاكر وغيرهم. وعلى أمل أن نحظى بلقائك في محاضرات المركز الثقافي الذي يعتبر مركزك، أتمنى لك أطيب الأوقات أخي».

7/3/1988 صلاح عبوشي.

هذا، وقد استمرت حلوى «الزغلولية» مرتبطة في بيروت المحروسة بآل زغلول إلى أن أهملت الأجيال الجديدة من الأسرة هذه الصناعة، فساد مصطلح «الحدف» مكان الزغلولية.

عرف من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: أحمد، إيلي جورج، خالد رشيد، رشيد عبد الرحيم، سعيد أحمد، سعيد سليم، سمير صلاح الدين، صلاح رشيد، صلاح عبد الحفيظ، صلاح الدين رشيد، عبد الرحمن محمد، عبد الرحيم، عبد الرحيم رشيد، عثمان محمود، علي، غسان أحمد، فيصل، محمد زكريا، محمد علي، محمود محمد، مصطفى محمود، وليد صلاح زغلول وسواهم.

وزغلول لغة واصطلاحاً تأتي بمعنى الشاب الصغير الذي يمشي مزهواً ومفتخراً، لذلك، فقد شُبه بفرخ الحمام المولود حديثاً، والذي يطلق عليه «الزغلول».