آل سجعان

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة لا سيّما قبائل الأنسي في اليمن، وقد أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس، لهذا، فإنّها ما تزال منتشرة في الكثير من المناطق العربيّة في مقدمتها اليمن حيث يوجد الكثير من أعلام وشخصيات آل الأنسي.

والحقيقة، فإنّ أسرة السجعان البيروتيّة تلتقي في النسب مباشرة مع آل الأنسي وآل عاليه، لهذا، فإنّها بدورها تعود بأصولها إلى آل البيت النبوي الشريف، يتّصل نسبها بالإمام الحسين (عليه السلام)، لهذا عرف أجداد الأسرة باسم الأنسي الحسيني، وفي العهد العثماني عرف فرع منها باسم "السجعان"، وفرع آخر باسم "عاليه"، وهذا ما أشارت إليه وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة في فترة القرن التاسع عشر، غير أنّ وثائق السجلات لعام 1843م أشارت إلى آل عاليه في زاروب الطمليس في باطن بيروت. ولم تشر حتى هذه الفترة إلى آل سجعان، ولذلك هناك عدّة روايات حول إطلاق التسمية على فرع من فروع آل الأنسي وهي التالية:

◄أرسلت الدولة العثمانية – على عادتها – الكثير من الشباب البيروتي للإسهام في مقاتلة الروس في الحرب الروسية – العثمانية في الجبل الأسود عام 1876م، ومن بينهم الجندي محمد خليل العالية الذي استشهد في تلك المعركة (مع 54 شهيدًا بيروتيًا) بعد أن أبدى شجاعة قلّ نظيرها، وقد لقّبه بقيّة الجنود بلقب "الشجعان". والبيارتة يلفظونها "السجعان" على عادتهم بقلب الشين إلى سين، وقد عرفت عائلته فيما بعد باسم السجعان، (هذا ما رواه العلّامة الشيخ طه الولي).

◄يروي الشيخ طه الولي رواية أخرى حول التسمية، وبما أنّ البلاد الروسية تتميّز بشدّة الصقيع، فقد شعر ذاك الجندي وهو من آل الأنسي عاليه بذاك الصقيع والبرد، فلقّب بلقب "الصقعان" أي البردان ومع مرور الوقت تحوّل اللقب إلى "سجعان".

ومن خلال إطّلاعي على وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت، فقد تبيّن لي أنّ أسرة "السجعان" "الصقعان" قد نالت هذا اللقب قبل عدّة سنوات من الحرب الروسية – العثمانية عام 1876م، لأنني عثرت على وثيقة تعود لعام 1259ه – 1843م، فقد ورد في سجلات المحكمة الشرعية في بيروت المحروسة اسم السيّد محمد ابن السيّد زين الصقعان، وهو أحد شهود الحال على صورة صك عملية بيع علّية ودار ودكان للسيّدة صفية العطّار قليلات إلى ابنها عبد الرحمن مصطفى قليلات. كما أشار السجل نفسه عام 1843م إلى معصرة أولاد السقعان. كما عثرت على وثيقة تعود إلى عام 1266ه – 1850م تضمنت اسم الشاهد السيّد ديب السقعان (بحرف السين هكذا) شهد على عملية بيع بين مفتي بيروت السابق الشيخ أحمد أفندي الأغر وخليل متري سرسق القاطن في باطن بيروت المحروسة بمبلغ سبعة آلاف وخمسمائة قرش... . وتلك الوثائق المشار إليها تؤكّد خطأ الروايات التي أشارت إلى ارتباط اسم "السجعان" و "الصقعان" بالحرب الروسية – العثمانية عام 1876م.

هذا، وقد برز من الأسرة في العهد العثماني السيّد حسن السجعان وشقيقه السيّد محمد بك السجعان من أعيان بيروت في القرن التاسع عشر. كما برز من الأسرة السيّد حسين سجعان الأول قائمقام مرجعيون، وحفيده الوجيه البيروتي حسين بك سجعان الثاني (1900-1994) عضو مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت، وأحد أهم مؤسّسي وأركان الحركة الرياضية في بيروت ولبنان، واشتهر عنه رعايته ودعمه للعديد من الألعاب والأندية الرياضية. كما عرف من الأسرة السيّد خضر سجعان، والأستاذ المربّي حسن سجعان الأستاذ السابق لمادة العلوم في ثانوية البرّ والإحسان الرسمية للبنين (ثانوية جميل رواس حاليًا).

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ بيروت والمناطق اللبنانيّة عرفت أسرة سجعان الإسلاميّة والمسيحيّة عرف منها السادة: أسعد نجيب، إسكندر يعقوب، الياس نجيب، توفيق، جورج طانيوس، جوزيف، جوزيف طانيوس، خالد محمود أنور، خضر محمود أنور، شفيق، عطا الله بطرس، فؤاد نجيب، كليم، محمود خضر، موسى، نعمة بطرس، يوسف علي سجعان وسواهم. كما عرف من حمل اسم "سقعان" السيّد سمير سليمان سقعان، كما عرف السيّد سليمان سلمان صقعان، محمد خضر سليمان صقعان وسواهما.

ومن الأهميّة بمكان القول، بأنّ أسرة سجعان وسفعان وصقعان ما تزال من الأسر قليلة العدد في بيروت المحروسة بالرغم من قدمها. أمّا فيما يختصّ باللقب لغةً واصطلاحًا فقد سبق الإشارة إليه.