آل الشيخة

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة والطرابلسية واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي توطنت في مصر وبلاد الشام. وقد توطنت منذ مئات السنين في طرابلس، ومن ثم في بيروت.

عرفت الأسرة منذ تاريخها الطويل بالتدين والعلم، كما أسهمت عبر التاريخ بالدفاع عن الثغور الإسلاميّة لا سيما في طرابلس وبيروت. ونظراً للتقى والورع والتدين التي تميزت به جدة الأسرة، فقد نسب الأولاد والأحفاد إلى والدتهم وجدتهم «الشيخة» التي قيل أنها كانت تدرس أيضاً دروس تلاوة القرآن الكريم والسنة النبوية، لهذا عرفت باسم «الشيخة».

عرف من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: العميد سامي صبحي الشيخة، وعبد الرحمن الشيخة المدير العام السابق للعلاقات العامة والمراسم في مجلس الوزراء اللبناني، والعضو السابق للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. والمهندس رياض الشيخة رئيس مجلس إدارة المدينة الرياضية في بيروت. كما عرف من الأسرة السادة: أحمد، بشير، صبحي، عدنان، غسان، فؤاد، محمد، محمود وسواهم.

والشيخة لغة تعطى للمرأة التي تقوم بتدريس الأولاد مبادئ الدين وتلاوة القرآن الكريم والسُنة النبوية. وكان هذا اللقب يستخدم في بيروت ولبنان حتى زمن قريب، لوجود مثل هذه الشيخة أو الشيخات والشيخ أو الشيوخ في الكثير من المناطق البيروتيّة واللبنانيّة، وذلك قبل دخول بيروت بشكل واسع في عصرنة التعليم ما قبل الابتدائي، وقبل انتشار دور الحضانة الحديثة. وقد عرف نظام مدرسة «الشيخة» أو «الشيخ» كثيراً في العهد العثماني وعهود الانتداب الفرنسي والاستقلال. وعرفت منطقة الطريق الجديدة ردحاً طويلاً من الزمن مدرسة الشيخ ديب الشامي ومدرسة الشيخة عطية حلاق وسواهما.

ولا بد من الإضافة، بأن الشيخة هو في الوقت نفسه، لقب للمرأة الإقطاعية أو التي تكون متزوجة من إقطاعي بارز، أو من أحد الوجوه المالية أو الاقتصادية أو الاجتماعية. وقد عرف لبنان الكثير من سيدات المجتمع الإقطاعي ممن لقب باسم «الشيخة» أو من الرجال ممن لقب بالشيخ. وممن لقب قديماً باسم الشيخ أو الشيخي المحدث أبو علي بشر بن موسى بن موسى بن شيخ بن صالح بن عميرة الأسدي الشيخي (190 – 288 هــ) والمحدث أبو الحسن علي بن أحمد بن أبي شيخة الشيخي من علماء مصر وسواهما (ابن الأثير الجزري: اللباب في تهذيب الأنساب، جــ 2، ص 221).