آل الصمدي

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة التي تعود بجذورها إلى العناصر التركية المستوطنة في أرضروم، وهذا ما أكّدته مصادر العائلة، لا سيّما الدكتور عبد الرحمن الصمدي – رحمه الله - الذي أشار إلى الجد الأول للأسرة قدم من منطقة أرضروم التركية، وفي بيروت ومنذ العهد العثماني عرف فرع من الأسرة، باسم "أرضروملي" والفرع الآخر باسم "الصمدي". برز الجد الأول للأسرة بصناعة "الصمد" الخشبي أي صندوق العروس. كما برز الجد الآخر بصناعة الحلويات الشرقية الفاخرة الذي اتّخذ مصنعًا له في باطن بيروت، ومن ثمّ اتّخذ أولاده وأحفاده أمثال محيي الدين الصمدي وحسن الصمدي محلًا ضخمًا لصناعة الحلويات الشرقية في بناية العسيلي في باطن بيروت، ومن ثمّ توزعت حلويات الصمدي في مناطق الحمراء وعائشة بكار، ومن ثمّ في القاهرة والإسكندرية ومناطق الخليج العربي. وأقام بعض أفراد من آل الصمدي في منطقة الطريق الجديدة، وفي مقدمتهم المربي الدكتور عبد الرحمن الصمدي.

برز من الأسرة السادة: إبراهيم، حسن، خالد، سعد الدين، الحاج الدكتور عبد الرحمن الصمدي المتوفي في 12 أيار 2010، زوجته الحاجة هدى خضر الغالي. أولاده المساعد القضائي هيثم والمهندس هاني والمحامية هنا زوجة فؤاد خليل الحسامي، وهبة زوجة الحاج أحمد خضر فليفل. أشقاؤه: محمد ومحمد سليم. صهره المرحوم مصطفى المقدم. دفن في جبّانة الشهداء، كما عرف من الأسرة السادة: عبد القادر، عصام، عفيف، محيي الدين، مروان، المهندس نبيل الصمدي، كما عرف من الأسرة السيّد عبد القادر محيي الدين الصمدي (1915-1966) وهو من قادة الكشاف المسلم برتبة المفوض الأول، وله إسهامات كشفية واجتماعية واقتصادية مهمة، كما عرف الكثير من أسرة الصمدي الكريمة.

والصمدي لغةً لها عدّة معانٍ، فهو صانع "الصمد" أي صندوق العروس. وتذكر السيّدة حياة اللبان النويري في كتابها: رأس بيروت كما عرفته، ص 47-48، ذكرياتها حول "الصمد" فتقول: بأنّه صندوق خشب يضم جهاز العروس من ألبسة وأقمشة وأوانٍ منزلية وأدوات مطبخية. وكان من عادة أهل بيروت نقل "الصمد" من منزل العروس إلى منزل العريس في صناديق خشبية عليها قطع قماش مخملية مزركشة. وتُحمل "الصمد - الصناديق" على أكتاف الرجال البيارتة يسيرون بها في الطرقات، يتقدمهم أحيانًا لاعبان بالسيف والترس والطبل، فتتوقف قليلًا ليقدم هؤلاء الوجهاء "النقوط" أي هدايا الزفاف. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، كان من عادة البيارتة في أفراحهم وأعراسهم، بأن تقوم إحدى السيّدات بصمد العروس، أي تجلسها في مكان مرتفع بعد تزيينها وتمشيطها، كما أنّ العريس كان "يصمد" بدوره.

كما أنّ الصمدي تدل على المسلم المؤمن الحريص باستمرار على تلاوة سورة الإخلاص في القرآن الكريم المعروفة باسم "الصمدية" المتضمنة قول الله عزّ وجلّ: الإخلاص الإخلاص. والله الصمد في القرآن الكريم تعني أنّ الله وحده المقصود في الحوائج على الدوام. كما أتت الصمدي بمعنى الجندي الصَمَد الصامد الذي لا يجوع ولا يعطش في الحرب، بل يبقى صامدًا صمدًا صبورًا.

SAMADI