آل طبارة

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة البارزة. وهي من الأسر الشريفة المنسوبة للرسول الكريم ولآل البيت عليهم السلام، إلى الولي الشيخ أحمد طبارة الكبير الحسيني (جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية، ص 240). كما تعود إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في فتوحات مصر والمغرب العربي وبلاد الشام. لهذا نرى بأنّ الأسرة منتشرة في أنحاء العالم العربي لا سيّما في لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر والمملكة العربيّة السعودية ودولة الإمارات العربيّة المتحدة والبحرين، كما انتشرت أسرة طبارة في تركيا وسواها من مناطق وولايات ودول عربية وأجنبية.

ومن المعروف، أنّ الكثير من القبائل والأسر العربيّة التي شاركت في فتوحات المغرب العربي والأندلس، أسهم بعضها في الدفاع عن الثغور الشامية ومن بينها بيروت المحروسة لا سيّما في فترة الحروب الصليبية. وكانت الأسر المغربية، ومن بينها أسرة طبارة قد هاجرت منذ العصور الوسطى من المغرب العربي إلى بيروت للدفاع عنها.

أمّا فيما يختص بأسرة طبارة، فهي أسرة عربية الجذور، مغربية، بيروتية منذ مئات السنين، كانت تحيا جنوب مدينة الدار البيضاء في منطقة يقال لها "تبارة" أو "طبارة" نسبة إلى أحد أئمّة المنطقة الإمام سيدي تبارة، وهو أحد الأئمة البارزين، وأحد أجداد آل طبارة الأوائل في المغرب العربي، وله ضريح يزار.

أسهمت أسرة طبارة في بيروت بالعديد من الإسهامات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والجهادية والخيرية، وقامت بدور بارز في عهود سياسية لا سيّما في العهد العثماني وفي عهود الاستقلال. وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر إلى العديد من أجداد آل طبارة منهم على سبيل المثال السادة: الشيخ صالح بن الشيخ أحمد طبارة، الشيخ محمد بن حسين طبارة، محمد صادق طبارة، محيي الدين بن الشيخ أحمد طبارة، الشيخ مصطفى طبارة، وأشارت السجلات أيضًا إلى الحاج حسن طبارة، وإلى السيّد حسن خليل طبارة، وإلى درويش طبارة، وإلى طالب، والحاج عبد الرحمن، ومختار أحمد والحاج مصطفى طبارة وسواهم.

وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت لعام 1268ه إلى الأخوة الأشقاء الشيخ محيي الدين والحاج محمد والسيّد صالح أولاد المرحوم الشيخ أحمد طبارة، وأولاد شقيقهم المرحوم الشيخ عبد الغني وهم كمال الدين ومصطفى وعثمان. وأشارت وثيقة سجلات عام 1260ه، إلى الحاج محيي الدين ابن المرحوم السيّد حسن طبارة الوكيل الشرعي عن السيّدة فاطمة بنت المرحوم السيّد مصطفى طبارة، وهناك المئات من الوجوه البارزة من آل طبارة لا سيّما من العلماء والمشايخ، ممّا يؤكّد جذورهم الشريفة، ومن بين هؤلاء السادة العلماء: الشيخ مصطفى، الشيخ عبد القادر، الشيخ صالح، الشيخ أحمد بن صالح، الشيخ محيي الدين إمام وخطيب جامع النوفرة (الأمير منذر التنوخي) ولديه الشيخ محمد والشيخ محيي الدين، والشيخ محمد ابن الحاج يحيى أحد مؤسسي جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت، والشيخ أحمد حسن طبارة (1871-1916) أحد روّاد الحركة الاستقلالية في العهد العثماني، وهو عضو جمعية الإصلاح البيروتيّة، وعضو وفد المؤتمر العربي الأول في باريس علم 1913، مؤسس صحيفة "الاتحاد العثماني" 1908 وصحيفة "الائتلاف العثماني" وصحيفة "الإصلاح" عام 1914، أعدمه جمال باشا عام 1916 لاتهامه بالعمل من أجل استقلال الولايات العربيّة. كما برز من علماء اليوم الشيخ الدكتور أنس طبارة أحد علماء الشرع البارزين. والعالم المتميز المفكّر الإسلامي الأستاذ عفيف عبد الفتاح طبارة صاحب المؤلفات الإسلاميّة العديدة، وتفاسير القرآن الكريم، وروح الدين الإسلامي وسواها الكثير من المؤلفات المتميزة.

كما برز من آل طبارة العديد من رجال القانون والمحامين والقضاة في مقدمتهم الشيخ محمد بن الحاج يحيى طبارة المحامي في المحكمة الشرعية في بيروت، والمستشار عبد الرحمن بن سليم طبارة، والمحامي فيصل طبارة، والدكتور وفيق طبارة، والمحامي الدكتور بهيج طبارة (1929- ) الذي تولى وزارات عدّة في حكومات الرئيس رفيق الحريري (1992-2004) كما أصبح نائبًا عن بيروت (2005-2009) والمحامي حسان طبارة، والقاضي الذي بات محاميًا الدكتور وائل طبارة، وراشد طبارة مدير وزارة الداخلية منذ تأسيسها في عام 1943 وسواهم الكثير.

وهناك العديد من الأطباء منهم على سبيل المثال لا الحصر: الدكتور محمد، الدكتور عبد الحفيظ، الدكتور فؤاد، الدكتور عبد القادر، والدكتور رياض عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية، د. جهاد طبارة، الدكتور صالح والدكتور مازن بن فيصل طبارة، والدكتور خير الدين والدكتور وفيق وسواهم من الأطباء والصيادلة.

كما برز من آل طبارة العديد من المهندسين ورجال الأعمال والضباط والعسكريين منذ العهد العثماني إلى اليوم منهم على سبيل المثال: مدير الشرطة راشد بن رشيد طبارة، وعفيف بن حسين طبارة، رفيق طبارة وأنجاله: د. سمير المتوفي في كندا في أوائل تشرين الثاني 2010، محمد، فؤاد، رشاد، حسين، راشد، والمرحومون منير ونهاد وفاروق. كما عرف الأحفاد الدكتور هادي ورفيق وفادي أنجال المرحوم د. سمير طبارة، سعد الدين، وعبد الرؤوف، والسيّد وليد طبارة، كما برز العديد من ضباط الجيش من آل طبارة في فلسطين والأردن والعراق وسوريا ومصر، وقد أورد أسماء هؤلاء المفكّر والأديب شفيق طبارة في كتابه عن آل طبارة الصادر في بيروت عام 1953. كما برز من آل طبارة العديد من أساتذة الجامعات والتعليم الثانوي، ومن رجال المال والاقتصاد، ورجال الصناعة والتجارة في مقدمتهم السادة: د. خير الدين بن حسن، وصلاح بن حسن، والحاج هاشم بن محمد، وبشير بن حسن، وحسين بن حسن، وسعيد بن محمد، وأحمد بن علي وأولاده، وعبد العزيز بن محمد، ومحمد بن علي، وعبد الرحمن بن محمد، وشفيق بن حسين طبارة أحد كبار تجار بيروت وهو مؤلّف كتاب "آل طبارة". كما برز الدكتور رياض طبارة سفير لبنان السابق في واشنطن، والمهندس صادق طبارة، والمهندس محمد طبارة.

كما برز الدكتور أسامة طبارة رئيس المجلس الاغترابي اللبناني للأعمال، له إسهامات اقتصادية ومالية واجتماعية عديدة: كان والده مستشارًا للملك عبد الله ملك الأردن إلى عام 1944، وكان والده قد عيّن بعد عودته من الأردن مدير عام وزارة الزراعة، هو أول من استقدم ليمون البالنسيا من أسبانيا حيث انتشرت زراعها في لبنان، وهو أول من أشرف على زراعة البطيخ العدلوني وأول من طور الزراعة في لبنان، وهو حائز على أوسمة عديدة، توفي والده في عام 1954.

والحقيقة، فإنّ آل طبارة، قاموا بدور وطني بارز في العهد العثماني وفي العهود الفرنسية وعهود الاستقلال، وإلى تاريخنا المعاصر. فقد برز زكريا طبارة أحد رجال الإصلاح البارزين في مقاومته لاستبداد جمعية الاتحاد والترقي التركية التي كانت تكره العرب، وقد عمدت السلطات العثمانية للتخلص منه باغتياله في 14 أيار عام 1913، وقد أشار إليه سليم علي سلام في مذكراته. كما تخلصت الدولة العثمانية من أحد رجالات الإصلاح الشيخ أحمد حسن طبارة بإعدامه عام 1916، وبرز إبراهيم طبارة عضو مجلس بلدية بيروت عام 1899 الذي تميّز بالإصلاح والتحديث والعمل لمصلحة بيروت وأبنائها.

وبرز من الأسرة في التاريخ الحديث والمعاصر الكثير من آل طبارة، يأتي في مقدمتهم الوجيه البيروتي السيّد توفيق طبارة، أحد كبار تجار بيروت، وأحد رجالات البر والإحسان والخير والعطاء. كما برز نجله السيّد أحمد طبارة أحد الوجوه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخيرية البارزة، وعضو المجلس الشرعي الإسلامي السابق، وأحد الناشطين في الميدان السياسي والوطني، أسهم وأشرف على بناء العديد من المؤسسات الخيرية والاجتماعية من بينها مركز توفيق طبارة، ومسجد أنيس طبارة في منطقة الصنائع، عضو فاعل في الكثير من الندوات السياسية والاجتماعية، له مؤلفات عديدة في السياسة والاجتماع، منها كتاب "محطات" الصادر عام 2009، وفيه دراسات ومقالات نقدية لاذعة على غاية من الأهمية. والكتاب بمقالاته وآرائه تجسّد شخصية السيّد أحمد توفيق طبارة في قول الحق والحقيقة، والجرأة البارزة.

كما برز شقيقه منير توفيق طبارة أمين عام جمعية تجار بيروت، وأحد الناشطين في الميدان الاجتماعي والخيري. كما برز السيّد أنيس طبارة، والسيّد عبد الرحمن أنيس طبارة والسيّد علي طبارة. وبرز من آل طبارة السيّد عمر أحمد طبارة مدير عام البريد الذي تميّز بإثراء الإدارة اللبنانيّة بالتنظيمات الإدارية الحديثة، وبالإصلاح والتحديث في جميع الإدارات التي تولى مسؤولياتها. وهو يعتبر أحد الوجوه الاجتماعية والثقافية والخيرية في بيروت المحروسة المتوفى عام 2011. كما برز من الأسرة السيّد عثمان سليم طبارة المتوفى في 7 تشرين الثاني عام 2008 وأولاده السادة: أمين والحاج محمد والمهندس أسامة طبارة. كما برز من الأسرة الطبيب الدكتور زهير طبارة، وعرف الحاج جميل طبارة وأولاده الأستاذ الجامعي الدكتور الشيخ أنس طبارة وأشقاؤه المرحومون محمد، حسن، حسين، ونزيه طبارة المتوفى في 13 كانون الثاني عام 2009.

ومن السمات البارزة في تاريخ آل طبارة الكثير من الخصائص الاجتماعية والخيرية، وفي مقدمتها تبرع آل طبارة ومن بينهم الجد محمد طبارة الكبير عقار واسع في منطقة الصنائع في المنطقة الممتدة من حديقة الصنائع إلى عقارات كلية الحقوق في الجامعة اللبنانيّة (مبنى المكتبة الوطنية اليوم) ومبنى وزارة الداخلية، وذلك التبرع خصّص لإقامة "مكتب الصنائع والتجارة الحميدي" وحديقة الصنائع. وقد أشارت الوثائق الوقفية إلى هذا التبرع السخي من آل طبارة إلى أبناء بيروت ليتسنى لهم تلقى العلم في الصنائع وللتنزّه في الحديقة.

كما برز في العهد العثماني من آل طبارة أحد رجالات بيروت المحروسة البارزين الشهيد زكريا طبارة عضو جمعية بيروت الإصلاحية عام 1913، وكان معارضًا لحكم الاتحاد والترقي وتسلّطهم على بيروت والبيارتة والعرب، لهذا، كان باستمرار يحرّض البيارتة ضد الاتحاديين وممارساتهم العنصرية والقومية، وكان يوجّه النقد المباشر لوالي بيروت العثماني حازم بك، لهذا أعدّ الوالي العثماني مؤامرة ضدّه بالتنسيق مع بعض رجال الأمن، وكمنوا له واغتالوه بسبب أرائه السياسية، ومطالبته بحرية البيارتة، وقد أكّد سليم سلام في مذكراته هذه الحادثة (للمزيد من التفاصيل أنظر كتابنا: مذكرات سليم علي سلام 1868-1938، دار النهضة العربيّة – الطبعة الثانية 2013).

وممّن برز في العهد العثماني من آل طبارة متصرف لواء الإسكندرون المتصرف رشيد طبارة أحد رجالات بيروت والدولة العثمانية البارزين. كما برز نجله راشد طبارة (1896-1951) عمّ الشهيد الشيخ أحمد طبارة أحد شهداء 6 آيار عام 1916.

ولد رشيد طبارة في بيروت المحروسة عام 1896. تلقى علومه في مختلف مراحلها في مدرسة الآباء اليسوعيين، ثمّ سافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته العليا، فنال من جامعة السوربون إجازة في العلوم السياسية.

بدأ حياته الوظيفية قائمقامًا في الكورة شمال لبنان، ثمّ نقل إلى قضاء بعلبك سنة 1935، وفي سنة 1939 عيّن مديرًا للبوليس في بيروت.

أسهم في تأسيس مديرية الاقتصاد الوطني في أواخر عهد الانتداب الفرنسي، ثمّ عُيّن مديرًا عامًا لها، وفيما بعد أصبح مديرًا عامًا للبريد والبرق والهاتف.

عيّنه الرئيس إميل إدّه، في تشرين الثاني سنة 1943، وزيرًا في مجلس المديرين والمحافظين بصفته مديرًا عامًا للتجارة والصناعة، لكنّه رفض التعاون مع سلطات الانتداب، وأرسل كتابًا للرئيس إميل إدّه بهذا الشأن.

عندما كان مديرًا للبوليس، رفض أكثر من مرة قمع المظاهرات، وكان يتمسك بمبادئ الثورة الفرنسية في الحرية والعدالة وحقوق الإنسان. وكان يجيد اللغتين العربيّة والفرنسية ويلّم باللغة الإنجليزية. ولإيمانه بالعلم والثقافة دعا إلى التعليم دون تفريق بين الذكور والإناث. وعرف عنه أنّه يعشق المطالعة، وكان طلق اللسان، متحدثًا بارعًا، ويتميز بثقافة واسعة. ونظرًا لعطاءاته السياسية والعلمية والثقافية والإدارية، فقد منحته الدولة وسام الأرز الوطني، كما منح الميدالية البولونية.

له العديد من المؤلفات أبرزها: الانتداب وروح السياسة الإنكليزية، وعلاقة تدريس التاريخ بمبدأ السلام العالمي. فضلًا عن العديد من المقالات نشرها تحت اسم "أبو زهير الأندلسي".

تأهلّ من السيّدة لواحظ شعبان ولهما: هدى ومنى وسعاد وزهير وندى وسلمى. ونظرًا لخدماته المهمة أصدرت الدولة مرسومًا قضى بتعليم أولاده على نفقتها.

توفي في منطقة الأشرفية في بيروت في 28 كانون الثاني سنة 1951، فحمل أهلها جثمانه على أكتافهم، ومشوا به حتى الجامع العمري الكبير في وسط بيروت. (المعجم الوزاري اللبناني، ص 256).

كما تميّز آل طبارة بإقامة العديد من الزوايا والمساجد في بيروت، وذلك منذ العصور الوسطى إلى اليوم، منها زاوية المغاربة، وزاوية المصلى، وزاوية الخارجة وسواها. كما قام السيّد شفيق أحمد طبارة (المتوفى عام 2011) بين عامي 1995-1997 وعلى نفقته الخاصة بترميم جامع الدباغة المعروف اليوم بجامع أبي بكر الصديق في باطن بيروت. وقد افتتح رسميًا يوم الجمعة في 16 نيسان 1999 برعاية صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانيّة الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني بمناسبة قدوم رأس السنة الهجرية، وقد أشرف على الترميم والتحديث المهندس البيروتي الدكتور محمد سعيد القاضي الجزائري. كما أقام شقيقه المرحوم السيّد أنيس أحمد توفيق طبارة بناءً على وصية من منشئه السيّد أنيس طبارة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تجاوز العمل الخيري لآل طبارة بيروت إلى المناطق اللبنانيّة، فبالإضافة إلى إسهاماتهم الخيرية في البلدات والقرى والمدن اللبنانيّة، فقد قام أحد أفراد الأسرة الوجيه البيروتي السيّد وليد ابن أنيس طبارة ببناء مسجد في طرابلس أطلق عليه اسم الرحمن، كما أطلق على قاعة من قاعاته اسم والدته السيّدة إنعام شبقلو، بعد أن تأكّد أنّ طرابلس، وبالرغم من كثرة مساجدها ما تزال تحتاج إلى المزيد من المساجد. وقد تمّ افتتاحه عام 2005 بحضور ورعاية صاحب السماحة مفتي الجمهورية اللبنانيّة.

كما برز من الأسرة الخبير الاقتصادي الدكتور خير الدين عادل طبارة، فهو مستشار اقتصادي بارز، ومستشار مالي وعقاري وتجاري، كما تيمز بأنشطة سياسة ووطنية بارزة، ترشح للانتخابات النيابية عن بيروت أكثر من مرة ولم يوفق. وفيما يلي سيرته الذاتية (كما أفدنا بها):

◄لبناني الجنسية مولود في بيروت في 4/11/1935 رقم السجل (407) رأس بيروت.

◄طالب في كلية المقاصد الإسلاميّة – بكالوريا (2) فرع الفلسفة عام 1954.

◄موظف في البنك العربي بيروت عام 1955.

◄موظف مبيعات في الشركة التجارية العربيّة (جنرال موتورز) جدة عامي 1955 و 1956.

◄طالب جامعي في جامعة القاهرة – كلية التجارة من 1957-1961 وحاصل على دبلوم البكالوريوس في التجارة (1961) (ليسانس).

◄دراسات عليا في التخطيط والتنمية الاقتصادية والاجتماعية عام 1962 وحاصل على الدبلوم من معهد إيرفد في باريس (I.R.F.E.D.).

◄دراسات عليا في القانون العام في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة باريس عام 1962.

◄موظف متعاقد خبير اقتصادي في وزارة التصميم العام مسؤول عن وضع الدراسات الصناعية والتجارية والإنمائية والإحصائية ومستوى المعيشة، وتحليل ميزانيات البلديات والمصانع والمؤسسات في لبنان، والإحصاء السكاني من عام 1963-1977.

◄موظف متعاقد خبير اقتصادي في وزارة الصناعة والنفط مسؤول عن وضع الدراسات الصناعية لجميع القطاعات والإحصاءات الصناعية وتحليل ميزانيات المصانع واقتراح الصناعات الناجحة للأعوام الثلاثة (1977-1980) (3 سنوات).

◄خبير اقتصادي في وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان منذ العام 1980 لغاية العام 1999. مكلّف برئاسة دائرة المراقبة على هيئات الضمان (شركات التأمين) والقيام بتحليل ميزانياتها السنوية ومراقبة الاحتياطات النقدية الفنية التي يجب توافرها كضمانات مالية لأنشطتها، ووضع الضمانات والكفالات المصرفية اللازمة حسب مواد قانون تنظيم هيئات الضمان في لبنان.

◄كاتب اقتصادي ومالي ومحلّل إحصاءات صناعية وتجارية ومالية ومصرفية وجمركية في الملحق الاقتصادي والمالي لجريدة النهار عام (1969-1971) وفي مجلة رجال الأعمال والديار وعالم التجارة والنفط وجريدة الجريدة.

◄خبير اقتصادي ومالي ومستشار لرئيس مجلس إدارة بنك جمّال في بيروت (المرحوم علي الجمّال) عام 1979 وتقديم الاقتراحات لفتح الفروع ووضع التقارير المالية لطالبي الاقتراض من البنك.

◄مدير عام شركة شهاب إخوان في رأس بيروت – والبيّة عام 1980.

◄مستشار مالي واقتصادي لرئيس مجلس إدارة بنك بيروت (المرحوم رفعت النمر) عام 1981.

◄كاتب اقتصادي ومحلّل مالي ومصرفي في مجلة اتحاد المصارف العربيّة الصادرة عن جمعية اتحاد المصارف العربيّة في بيروت لتحليل المصارف ونسبة ربحيتها وملاءتها النقدية عام 1993.

◄كاتب اقتصادي ومحلّل مالي في صحيفة الأنوار (1993-1997).

◄كاتب اقتصادي ومحلّل مالي في جريدة الديار (1998).

◄مرشد للمقعد النيابي في الدائرة الثالثة في بيروت عام 1968.

◄مرشح للمقعد النيابي عن مدينة بيروت عام 1992.

◄مرشح للمقعد النيابي عن بيروت عام 2005.

◄مدير عام شركة التعاون لأعمال الصيرفة والتجارة في الكويت لأصحابها فؤاد طبارة – علي الصراف – عبد اللطيف الصراف عام 1977.

◄مدير عام شركة الإمارات للسيارات في أبي ظبي (مرسيدس بينز) لأصحابها الشيخ عبد الجليل الفهيم وأولاده عام 1978.

◄خبير اقتصادي ومالي وعقاري محلّف لدى المحاكم اللبنانيّة منذ 5/12/2000 . وقد وضع (440) تقريرًا ماليًا ومصرفيًا في الشؤون التجارية والاقتصادية والمالية والتأمين والعقارات وتحليل الميزانيات والمحاسبة المالية للشركات والمصانع والمؤسسات.

◄مستشار سياسي واقتصادي ومالي لبعض الوزراء والواب في لبنان منذ 1963 ولغاية 1999.

◄الاشتراك بأعمال مصرفية في لبنان وأوروبا ودول الشرق الأوسط بالتعاون مع الصرافين (الحاج محمد طبارة – محمد علي طبارة – مصطفى طبارة – محمود الشكرجي وشركائهم) خلال السنوات 1971-1985 واستشارات لأعمال البورصة في العملات والمعادن.

◄حارس قضائي على بعض الشركات لفترات مختلفة في لبنان بين 2002-2008.

◄عضو الجمعية اللبنانيّة للعلوم السياسية منذ العام 1961 (رئيسها المرحوم الدكتور حسن صعب).

◄عضو جمعية الدراسات الإنمائية في لبنان منذ العام 1963 (رئيسها المرحوم الدكتور حسن صعب).

◄عضو جمعية خريجي المقاصد الإسلاميّة منذ العام 1954.

◄عضو جمعية الرابطة الإسلاميّة في بيروت (رئيسها المرحوم الشيخ محمد نمر الخطيب) منذ العام 1965.

◄دراسات عليا معمقة في الاستشارات المالية والإدارة العليا من المعهد الوطني للإدارة العليا في القاهرة العام 1967 – بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومبعوثًا عن الدولة اللبنانيّة.

◄ناشط وإصلاحي في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية وسواها.

ولا بدّ من الإشارة إلى مأثرة أخرى من مآثر آل طبارة، فهذه الأسرة تكاد تكون الأسرة الأولى في بيروت ولبنان التي حرصت على توطيد أواصر القربى بين أفراد أسرة آل طبارة، والأسر البيروتيّة، ففي عام 1325ه-1907م تداعى أفراد الأسرة لتأسيس "جمعية آل طبارة الخيرية"، وقامت الجمعية أنذاك بأعمال خيرية وإنسانية واجتماعية وتربوية على غاية الأهمية.

وتشير سجلات ووثائق ومحاضر الجمعية لعام 1356ه – 1937م، بأنّ أفراد الأسرة اجتمعوا في دار أحدهم راشد بن محمد طبارة، وجرى انتخاب عمدة ليتولى إدارة شؤون الجمعية وهم على التوالي:

◄الدكتور عبد الحفيظ بن أحمد طبارة (رئيسًا)

◄مختار بن الشيخ أحمد طبارة (نائبًا للرئيس)

◄الحاج خليل بن رشيد طبارة (أمينًا للصندوق)

◄محمد بشير بن حسن طبارة (محاسبًا)

◄الدكتور محمود بن حسين طبارة (المدير المسؤول لدى الحكومة)

◄شفيق بن حسين طبارة (أمينًا للسر).

أمّا الأعضاء فهم السادة:

مصباح بن حسن، محمد بن حسين، عبد الرحمن بن محمد، راشد بن محمد، محمد بن محمد، راشد بن رشيد، محمد بن عبد القادر، عمر بن قاسم، أحمد بن حسين، شريف بن درويش طبارة.

وممّا يلاحظ، بأنّ أسرة طبارة ما تزال منتشرة في المغرب العربي وفي الأندلس (أسبانيا) بصيغة (Tabbara)، كما توطن بعض أجدادها في سوريا. وقد أشار الرئيس بشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانيّة (1943-1952) في مذكراته إلى أحد الضباط السوريين البارزين وممّا قاله:

"حدث في 19 من نوار (1949) حادث غريب لم يسبق له مثيل، فقد وصل ضابط سوري اسمه أكرم طبارة ومعه ثلاثة جنود على سيارة جيب إلى حفل بجوار حاصبيا... فلحقت بهم قوة من الدرك اللبناني وألقت القبض عليهم... وما إن بلغ الخبر دمشق حتى اتصل حسني الزعيم برئيس الوزراء وطلب إليه تسليم الضابط والجنود..." ولم تنتهِ هذه الأزمة إلّا بعد إقفال الحدود السورية – اللبنانيّة، وتدخل الرياض والقاهرة، وبعد نشوء لجنة تحكيم (للمزيد من التفاصيل أنظر" بشارة الخوري: حقائق لبنانية، جـ3، ص 222-225، الطبعة الثانية، الدار اللبنانيّة للنشر الجامعي – بيروت 1983).

أمّا فيما يختص بمصطلح طبارة لغةً، فقد أشار السيّد شفيق طبارة نقلًا عن مصادر مكتوبة وشفهية بأنّ أصل الاسم قُبّارة أي سراج الليل، وتحول إلى كبّارة وهو اسم لأسرة توطنت في طرابلس الشام، في حين أنّ الأسرة التي توطنت في بيروت، فقد حملت اسم طبارة.

وبالرغم من احترامي وتقديري لهذا التفسير اللغوي والأسري، غير أنّني أرى أنّ أسرة كبارة الكريمة في طرابلس الشام، إنّما هي إحدى الأسر العربيّة القديمة التي أسهمت في فتوحات طرابلس الشام، وكان لها شأن سياسي واجتماعي وجهادي، وكَبّارة من الكِبر وعلوّ الهمة والهامة، وهي غير أسرة طبارة البيروتيّة.

أمّا أسرة طبارة البيروتيّة فهي تعود بجذورها الأسرية واللغوية إلى سيدي تبارة في منطقة تبارة في المغرب العربي. وتبارة أو طبارة (بالتاء أو بالطاء) إنّما تأتي بمعنى حامل الفأس أي الطبر، أو التبر ومنها تبردار أو طبردار، وهي تستخدم بالعربيّة والفارسية. كما أنّ تبار إحدى مناطق المغرب العربي، كما أشار الحميري في كتابه "الروض المعطار في خير الأقطار". وتبارة (طبارة) يقولها العرب كصيغة مبالغة. كما أنّها تأتي بمعنى المقاتل والمجاهد الذي يهلك عدوه. وممّا يلاحظ بأنّ كلمة "تبارا" و "تبّرنا تتبيرًا" وسواها وردت في القرآن الكريم في سورة الفرقان (الآية 39) وفي سورة نوح (الآية 28).

وجميع صيغ "تبارا" التي وردت في القرآن الكريم، إنّما جاءت بمعنى الهلاك كقوله عزّ وجلّ: بسم الله الرحمن الرحيم (سورة نوح الآية 28).

وبكلمة موجزة فإنّ أسرة طبارة أسرة عربية الأصول والجذور، مغاربية التوطن في العصور الإسلاميّة، بيروتية الموطن والانتماء، قامت – وما تزال – بدور رئيسي في تاريخ بيروت المحروسة السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخيري والعلمي.

وتكريمًا لآل طبارة وإسهاماتهم الإسلاميّة والوطنية والخيرية والإنسانية، وتقديرًا لشهادة المناضل الشهيد الشيخ أحمد حسن طبارة، فإنّنا سنخصّص هذه الدراسة عن سيرته العطرة.

نشأته وبيئته:

عاش الشيخ أحمد حسن طبارة (1871-1916) في بيروت المحروسة في بيئة إسلامية صالحة، وقد نشأ منذ صغره على طلب العلم والفقه، ولا غرابة فإنّ والده وجده كانا يمتان بنسب إلى الإمام "تبارة" الذي عاش في المغرب العربي، وما يزال قبره حتى الآن مقصدًا للزائرين. وقد تعلّم الشيخ أحمد في مدارس بيروت لا سيّما المدرسة السلطانية، وكان فقيهًا وأديبًا وخطيبًا لامعًا في مسجد الأمير منذر (النوفرة). ومنذ البدء مال إلى العمل الإسلامي والوطني والإصلاحي، فتعاون مع الشيخ عبد القادر قباني وكتب في صحيفته "ثمرات الفنون" أول صحيفة إسلامية في لبنان. ونظرًا لنشاطه الدؤوب وطموحاته أسّس في أيلول عام 1908 صحيفة "الاتحاد العثماني". وقد صدرت بعد إصدار السلطان عبد الحميد الثاني المشروطية العثمانية (الدستور العثماني)، وعالج في صحيفته القضايا السياسية التي تهم الدولة العثمانية وأوضاع الولايات العربيّة فيها، غير أنّ الحكومة العثمانية سرعان ما أغلقتها بسبب معاداتها للاتجاهات العثمانية المعادية للعرب. وبعد فترة أصدر صحيفة "الائتلاف العثماني" ثمّ أصدر عام 1914 صحيفة "الإصلاح" تيمنًا بالعمل الإصلاحي وجمعية الإصلاح البيروتيّة. وللشيخ طبارة عدد من المؤلفات المنشورة والمخطوطة منها: فتح الرحمن في آيات القرآن، الدروس الأخلاقية للبنين، آداب البنات، وبعض الكتب المدرسية التربوية.

والحقيقة فإنّ الشيخ أحمد طبارة لم يتميز بالعمل التقليدي، بل أصبح عالمًا وعاملًا من أجل وطنه ومن أجل عروبته، ولم يتخل في الوقت نفسه عن عثمانية، غير أنّه أرادها عثمانية إصلاحية متطورة. وكانت خطبه في مسجد النوفرة وكتاباته المتعددة في الصحف قد جعلته أحد القادة الدينيين والسياسيين البارزين، ولذا فإنّه عند نشوء الحركة الإصلاحية كان الشيخ أحمد أحد قادتها وأحد العاملين في سبيل تحقيق غاياتها. وانتخب عام 1913 عضوًا في "جمعية بيروت الإصلاحية" متعاونًا مع الشيخ أحمد عباس الأزهري، الشيخ محمد البربير، الشيخ مصطفى الغلاييني، الشيخ عبد القادر قباني، سليم علي سلام، وأحمد مختار بيهم ومحمد فاخوري وجان تويني وجان نقاش وحبيب فرعون وسواهم من الإصلاحيين.

دوره في مؤتمر باريس 1913:

والجدير بالذكر أنّ الشيخ أحمد طبارة أحد الشخصيات البارزة في المؤتمر العربي الأول في باريس الذي عقد في حزيران عام 1913. ففي أواخر شهر ايار 1913 تمّ اتفاق الجمعية الإصلاحية على أن يمثلها في المؤتمر كل من: سليم علي سلام، أحمد مختار بيهم، الشيخ أحمد حسن طبارة، خليل زينية، أيوب ثابت، وألبير سرسق. وقد أرسل القنصل الفرنسي في بيروت "قوجه" رسالة بهذا المعنى إلى وزير الخارجية الفرنسية "بيشون" في 26 أيار 1913. ولكن بعد وصول مبعوثي الجمعية الإصلاحية إلى باريس أشارت الصحف العثمانية الرسمية إلى أنّ هؤلاء المبعوثين البيروتيين لا يتمتعون بصفة تمثيل مواطنيهم. وبسبب هذه الضجة المفتعلة ضد أعضاء الجمعية الإصلاحية أصدر زعماء الطوائف المسيحية بيانًا هو بمثابة تفويض رسمي لأعضاء الوفد.

وفي 18 حزيران 1913 عقد المؤتمر العربي الأول جلساته، وانتخب الشيخ أحمد طبارة وكيلًا في المؤتمر مع وكلاء آخرين بينهم: سليم علي سلام، إسكندر عمون، ندرة المطران. وفي 21 حزيران 1913 ألقى الشيخ أحمد طبارة خطبة في قاعة المؤتمر تحت عنوان "الهجرة من سوريا وإلى سوريا" وممّا جاء في خطبته بأنّ المهاجرة من سوريا إلى الخارج منذ ربع قرن، وقد بلغ عدد المهاجرين (550) ألف نفس. واعتبر أنّ سبب الهجرة إلى الخارج "هو ضيق العيش الناشئ عن سوء الإدارة، والاضطهاد الناتج عن الحيف، هما اللذان ألجأ الرجل العاشق لوطنه لأن يهجره وقلبه ينفطر عليه أسى وأسفًا. وأضاف الشيخ أحمد "بأنّ السوري أيّها السادة أينما كان وفي أي زمان كان، هو هو ذلك الرجل المملوء نشاطًا، المتقد ذكاءً، الأبي النفس العالي الهمة الذي برهن فيما مضى ويبرهن اليوم على أنّه جدير بالحكم الذاتي. وهذه إشارة مهمة من الشيخ أحمد حول ضرورة أن يحكم العرب السوريون بلادهم على أساس الحكم الذاتي، وهي تكاد تكون أول مطالبة مباشرة في المؤتمر.

وأضاف مشيرًا إلى أسباب انعقاد المؤتمر بقوله: "نعلن للعالم المتمدن أجمع أنّه لو قدّرت للسوريين حياة سياسية حقيقية لكان لهم في عالم الرقي ما يدهش الألباب، وهي الغاية التي يسعى إليها المفكرون من السوريين والتي من أجلها اجتمع هذا المؤتمر الوطني... نحن إذا طلبنا الإصلاح فإنّما نطلب هذه الحياة السياسية الشريفة، نطلب الإصلاح لنكون العنصر الأقوى، كما أنّنا العدد الأوفى في جسم دولتنا العثمانية".

وجاء في خطبته ما يؤكّد بأنّه لم يطالب مرة بالانفصال التام عن الدولة العثمانية، بل طالب بالإصلاح لدعم الدولة وتقويتها وممّا قاله: "نطلب الإصلاح لتبقى لسان الدولة الناطق وقلبها الخافق ودرعها المتين وحصنها الحصين. فنحن قوم ولدتنا أمهاتنا عثمانيين ونشأنا عثمانيين ونريد أن نبقى عثمانيين ولا نرضى عن دولتنا العثمانية بديلًا، ولا برهان على ذلك أقطع من طلبنا للإصلاح الذي به حياتنا وحياتها معًا، ثمّ راح يؤكّد عدم نيّة العرب والسوريين في الانفصال عن الدولة العثمانية فقال:

"لو كنّا نبغي الانفصال عنها كما يرجف المرجفون لتركنا الحال تجري على ما نرى من سيء إلى أسوأ... كلا إنّنا نتجشم الأسفار ونركب الأخطار حبًا بصيانة الوطن وحرصًا على حياة الدولة، ولسنا نتحول عن هذا العزم ما دام فينا عرق ينبض ودم يفور. فليقل عنا القائلون ما شاؤوا أن يقولوا، فإنّ التاريخ لا يظلم أحدًا وهو يسجل لكل إنسان عمله إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر".

ثمّ أعطى الشيخ أحمد طبارة امثلة على التطور الحضاري في أوروبا وضرورة العمل لتطور البلاد السورية، وأكّد بالأمثلة بأنّ السوريين أينما ذهبوا أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم، وقد تولى عدد منهم الوزارات في مصر وسواها، وما تأخرهم في البلاد السورية إلّا نتيجة لطبيعة النظام، وليس بسبب طبيعتهم.

أمّا فيما يختص بموضوع الهجرة إلى البلاد السورية (ويعني بها هجرة اليهود إلى فلسطين دون أن يشير إلى ذلك صراحة) فأشار بأنّ الناس فريقان حول هذا الموضوع: فريق يستنكر مهاجرة غير العرب إليها ويوجس خيفة من امتزاج المقيم بالوافد فيفسد أخلاقه ويبدّل طبائعه "وربّما اعتقد أنّ هناك محظورات سياسية أيضًا جديرة بالتدبير خليقة بالتفكير" أمّا الفريق الآخر فلا يرى مانعًا في المهاجرة إلى سوريا.

والحقيقة التي يجب أن تذكر في هذا المجال بأنّ زعماء الحركة الصهيونية حاولوا الاتصال في باريس اثناء انعقاد المؤتمر العربي، بكل من الشيخ أحمد طبارة ورئيس المؤتمر عبد الحميد الزهراوي وسواهما من أعضاء المؤتمر، غير أنّه تبيّن أخيرًا بأنّ الشيخ طبارة أعرب عن تخوفه ورفضه للهجرة اليهودية إلى فلسطين لأنّ لها دوافع سياسية.

هذا وعندما انتهى الشيخ طبارة من إلقاء كلمته علّق رئيس المؤتمر عبد الحميد الزهراوي بالقول: "إنّ الشواهد الكثيرة على صحة ما جاء في خطبة الأستاذ الشيخ أحمد طبارة، بل هي أكثر من أن تحصى، وأنّها لمتجلية في همم كل من غادر سوريا من أبنائها فتوطن في مصر أو اوروبا أو أميركا أو غير ذلك من البلاد...".

وفي الجلسة ذاتها جرت مناقشات حول المطالب الإصلاحية، فرأى شارل دباس ضرورة إتّباع اللامركزية والاستعانة بالخبراء الأجانب، فما كان من الشيخ أحمد طبارة إلّا أن علّق بالقول: "كلّنا متفقون مع شارل أفندي دباس، وكل ولاية تطلب الاستعانة بآراء وتجارب الاختصاصيين".

ولمّا انتهى المؤتمر وصدرت مقرراته ذهب الشيخ أحمد طبارة مع الوفد الذي انتدبه المؤتمر لمقابلة وزير الخارجية الفرنسية في 30 حزيران 1913، وكان الوفد مؤلفًا من: "عبد الحميد الزهراوي، شكري غانم، إسكندر عمون، سليم علي سلام، أحمد مختار بيهم، خليل زينية، بالإضافة إلأى الشيخ طبارة. وقد أطلع الوفد الوزير الفرنسي على مقررات المؤتمر مؤكدًا رفض المؤتمرين سيطرة فرنسا على البلاد السورية. كما ذهب الوفد في اليوم نفسه إلى السفارة العثمانية في باريس وأطلع السفير على المقرّرات.

الوفد الإصلاحي في استانبول:

ولمّا انتهى نشاط المؤتمر وجلساته في باريس وجّهت الحكومة العثمانية دعوة للمسؤولين عن المؤتمر لزيارة استانبول للتباحث حول المقررات والمطالب العربيّة، فاختار رئيس المؤتمر الزهراوي وفدًا لزيارة استانبول مؤلّف من: سليم علي سلام، وأحمد مختار بيهم والشيخ أحمد طبارة بينما رفض خليل زينية الذهاب مع الوفد بسبب تعامله مع فرنسا. ووصل الوفد إلى الآستانة في 16 آب 1913 وأجرى هناك عددًا من الاتصالات السياسية مع السلطان العثماني محمد رشاد والصدر الأعظم سعيد حليم باشا وبعض الوزراء والمسؤولين، وقد وعد الوفد بتنفيذ المطالب العربيّة.

ولمّا أوعزت الحكومة العثمانية لوفد مؤيّد لها بالمجيء إلى الآستانة لمواجهة الوفد الإصلاحي، إزاء ذلك أبرقت القوى الإصلاحية من بيروت برقية إلى الوفد الإصلاحي في استانبول تضمنت ما يلي:

"إلى السادة أحمد مختار بيهم، أحمد طبارة، سليم علي سلام".

نحن نرجوكم ونطالبكم بمتابعة خطواتكم الوطنية التي تنحو إلى إعطائنا الإصلاحات التي طالما تمنيناها، وذلك دون أن تتوقفوا أمام المؤثرات ولا أمام الخطوات التي تكون قد قامت بها البعثة المضادة للإصلاح التي ذهبت إلى القسطنطينية حديثًا. ونحن نطالبكم كذلك بعدم قبول أي عرض للنقاش معكم أو الاجتماع بكم من قبل أعداء الإصلاح".

عودة الشيخ الإصلاحي إلى بيروت المحروسة:

ولمّا عاد الشيخ أحمد طبارة إلى بيروت استقبل استقبالًا حافلًا، واعتبره البعض بأنّه "شيخ المؤتمر العربي في باريس" واعتبرت خطبته في المؤتمر محركًا فاعلًا للشعوب السورية ومشجعًا لها للرفض على البقاء في حياة التأخر والتقهقر، كما اعتبرت الخطبة بأنّها لصالح العرب والعثمانيين على السواء، لأنّ فائدة الإصلاح هي للجميع. زأثر عودته من باريس عاود نشاطه السياسي فكتب في صحيفة "الإصلاح" سائرًا على النهج الإصلاحي.

وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى صيف 1914، وأرسل أحمد جمال باشا الاتحادي إلى المنطقة، رأى في وجوده فرصة للتنديد بالقوى الإصلاحية العربيّة والقضاء عليها، وعمل على ممارسة القتل والإعدام سواء بالذين ثبت تآمرهم على السلطنة أم الذين طالبوا الإصلاح للسلطنة دون التآمر عليها. ولقد بدأ جمال باشا اعتقال الإصلاحيين وفي مقدمتهم الشيخ أحمد طبارة وعمر حمد، عبد الغني العريسي، سيف الدين الخطيب، نوفيق البساط، جورج حداد، سعيد فاضل عقل، باترو باولي، فيليب وفريد الخازن، ورضا الصلح وابنه رياض وعبد الكريم الخليل وسواهم.

الحكم على الشيخ أحمد طبارة بالإعدام:

لقد حكمت محكمة الديوان العرفي في عاليه على الشيخ أحمد طبارة بالإعدام زورًا وبهتانًا لقد جاء في الحكم ما يلي:

"الشيخ أحمد طبارة: بناءً على طلب رزق الله أرقش المحكوم عليه غيابيًا بالإعدام، كان قد أخذ سعيد عقل المحكوم عليه بالإعدام أيضًا محرّرًا لجريدته. وكان الشيخ طبارة العامل الوحيد في الجمعية الإصلاحية ومدّعي الإصلاح. وثبت أنّه أهم عضو وعامل خصوصي للامركزية. واشترك في المؤتمر في مصر ووقّع على القرارات المتعلقة بتأسيس إمارة مستقلة".

وحول هذا الحكم وحول الاتهامات التي سيقت ضد الشيخ طبارة نذكر ما يلي:

أولًا: أنّ من يطّلع على قرار محكمة الديوان العرفي وحيثياته لا يرى مبرّرًا قانونيًا لتنفيذ حكم الإعدام على الشيخ طبارة.

ثانيًا: لقد أثبتت الوثائق والمراسلات التي عثر عليها جمال باشا في مقر القنصلية الفرنسية في بيروت، بأنّ الشيخ طبارة لم يكن متعاملًا مع الفرنسيين ولم يكن خائنًا لدولته العثمانية.

ثالثًا: لقد ثبت بما لا يدع للشك فيه بأنّ ما جاء في خطبة الشيخ طبارة في المؤتمر العربي في باريس، إنّما تؤكّد على ولائه للدولة العثمانية وعدم الانفصال عنها تؤكّد على ولائه للدولة العثمانية وعدم الانفصال عنها بقوله: "نطلب الإصلاح لنبقى لسان الدولة الناطق وقلبها الخافق ودرعها المتين وحصنها الحصين... فنحن قوم ولدتنا أمهاتنا عثمانيين ونشأنا عثمانيين ونريد أن نبقى عثمانيين ولا نرضى عن دولتنا العثمانية بديلًا".

رابعًا: من الثابت أنّ جمال باشا كان أشدّ الاتحاديين كرهًا للعروبة وللعرب. وهو الذي شجّع الاتحاديين على محاولاتهم لتتريك العرب، وما حكمه بالإعدام على الشيخ أحمد حسن طبارة إلّا لشعوره بالكراهية نحو العروبة والوطنية. وقد ثبت أيضًا بأنّه منذ أن أقدم جمال باشا على حركة الإعدامات 1915-1916، كانت النقطة الحاسمة والفاصلة في قرار إطلاق ثورة العرب – حتى الموالين للعثمانيين – ضد الاتحاديين المتعصبين لجنسهم الطوراني.

إنّ الشيخ الشهيد أحمد حسن طبارة الذي أعدم فجر 6 أيار 1916 تمّ تشويه تاريخه وتاريخ إخوانه الشهداء الأبرار ممّن ثبت عدم تعاملهم مع الأجنبي، لأنّ المتعاملين مع الأجانب بقوا في باريس والقاهرة هاربين وفي مقدمتهم بترو طراد وايوب ثابت وخليل زينية وشارل دباس ورزق الله أرقش وسواهم من الذين ثبت تعاملهم حقيقة مع فرنسا ضد الدولة العثمانية. كلمة كان لا بدّ أن تقال لتصحيح تاريخ رجالاتنا الأبرار.

قبل سوقه إلى منصّة الإعدام كتب الشهيد أحمد طبارة ووصيته قائلًا:

"بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم

ولدي العزيز مختار طبارة سلّمه الله، هذا يا بني ما قضاه الله وقدّره فمرحبًا بلقاء الله تعالى وخير الموت موت الشهداء فاعتصم بالصبر وتوكّل على الله وأوصيك بتقوى الله وطاعته وأسأل الله لك ولإخوتك ولوالدتك الحنونة ولوالدتي الحنونة أيضًا ولسائر إخواني وأهلي وأنسبائي الصبر الجميل. وأوصيك بأخوتك خيرًا. تولاك الله وإيّاهم بعنايته وكلأكم جميعًا برعايته وآخر كلمتي: "أشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدًا رسول الله ولا راد لما قضاه والسلام عليكم جميعًا. في 4 رجب 1334 والدك أحمد حسن طبارة".

وجاء في وصية الشهيد أحمد أيضًا:

"وصيتي أن يسلّم جثماني إلى أهلي وأن أدفن على والدي وأطلب السماح من الجميع. جمعنا الله تحت لواء السيّد الأعظم، ويشهد الله على أني بريء من كل ما نسب وينسب إليّ، والله على ما أقول وكيل".

آثار وانعكاسات الإعدامات في دمشق وبيروت:

إنّ قرارات القائد أحمد جمال باشا بإعدام الشباب العربي الإصلاحي عامي 1915-1916، سواء في دمشق أو في بيروت، أدّت بكارثة على الدولة العثمانية والولايات المتحدة العربيّة على السواء، ومواقف جمعية الاتحاد والترقي، والمواقف التركية المعادية لكل ما هو عربي، كانت سببًا مباشرًا للثورة العربيّة الكبرى بقيادة الشريف حسين وأنجاله الأمراء: فيصل وعبد الله وعلي. ففي يوم الاثنين الخامس من شهر حزيران 1916 أي بعد شهر من إعدامات أيار 1916، أعلنت الثورة، وكانت فرصة للقوى الاستعمارية الطامعة في الولايات العربيّة لا سيّما بريطانيا وفرنسا، من القيام باتصلاتها مع الشريف حسين والتنسيق معه في المجالات العسكرية والسياسية. منتهزة الانقسامات الحادة بين العرب والأتراك التي أحدثتها حركة إعدامات الشباب العربي، مدعية أنّها مع حرية واستقلال وسيادة العرب، في الوقت الذي كانت فيه بريطانيا تتفق مع فرنسا لتقسيم بلاد الشام بينهما فيما عرف باسم "اتفاق سايكس – بيكو"، واتفاق بريطانيا مع الحركة الصهيونية فيما عرف باسم "وعد بلفور" وخداع البريطانيين للعرب فيما عرف باسم "مراسلات الحسين – مكماهون". وبالفعل فقد انتهت الحرب العالمية الأولى عام 1918 بكارثة كان من نتائجها:

1-     هزيمة الدولة العثمانية.

2-     احتلال فرنسا لسوريا ولبنان، فضلًا لاحتلالها السابق لدول المغرب العربي.

3-     احتلال بريطانيا لفلسطين والأردن والعراق، فضلًا لاحتلالها السابق لمصر ولسواها.

4-     إعداد الخطة البريطانية لتنفيذ وعد بلفور، والعمل على إنشاء الوطن اليهودي في فلسطين عام 1948، والذي ما زال العالم العربي يعاني من نتائجه حتى اليوم.

5-     تفتيت العالم العربي الموحّد منذ عهد الفتوحات الإسلاميّة إلى كيانات ودول منفصلة بعضها عن البعض الآخر.

6-     اغتصاب واستغلال خيرات العالم العربي.

7-     صراعات مستمرة بين الكيانات والدول العربيّة الناشئة حديثًا.

8-     اندلاع الصراعات القومية والأثنية والطائفية والمذهبية والعنصرية والمناطقية في مختلف أنحاء العالم.

إنّ أخطاء وارتكابات جمعية الاتحاد والترقي في تعاملها السيء مع العرب لا سيّما بعد خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش عام 1909، كانت أمنية عزيزة على قلب الدول الاستعمارية، مقدّمة لحدوث الثورات والصراعات بين العرب والترك. وما يعاني منه العالم العربي اليوم من أزمات وصراعات وانقسامات، إنّما هو نتيجة حتمية من نتائج الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918، وما رافقها من مؤامرات على الأمة العربيّة.

وفيما يلي السيرة الذاتية للأستاذ أحمد طبارة:

-       ولد في بيروت سنة 1940.

-       والده توفيق طبارة الذي عرفت عنه نزاهته، واندفاعه إلى عمل الخير ونفع الناس.

-       والدته كوكب الجمال، إبنة الصيدلي محمد الجمّال.

-       من عائلة بيروتية عمرها في بيروت عمر أقدم العائلات.

-       زوجته ريما واصف الصواف.

-       ابنته رانية زوجة طارق موسى، وأولاده توفيق وإيهاب.

مراحل تعليمية:

-       الابتدائية: مدرسة "جمعية المقاصد الخيرية الإسلاميّة في بيروت".

-       الثانوية كلية "سيّدة الجمهور".

-       الجامعية: "الجامعة الأميركية في بيروت"، شهادة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA).

-       فور وفاة والده المبكرة، دخل أحمد طبارة إلى معترك العمل التجاري والصناعي والمالي، وساعده الاحتكاك المباشر مع جيل والده وأعمامه، ممّا أغنى تجربته العملية المسؤولة.

-       كاتب سياسي تنشر مقالاته قي أكثر من جريدة ومجلة لبنانية.

-       اهتم أحمد طبارة بشؤون البيئة، وقام خلال الحرب الأهلية (1975-1990) بتشجير منطقتي الظريف والصنائع، كما اهتم بنظافة هذه المنطقة خشية على الأهالي من انتشار الأمراض والأوبئة.

-       تصدّى للانقسام البشع الذي أصاب بيروت وقسّمها إلى شطرين، فاهتم بتأمين الأمصال ومحاليل غسل الكلى مباشرة من المصنع إلى مرضى شرقي بيروت أسوة بمرضى غربي العاصمة، رغم المخاطر والحاجز كافة، منقذًا مرضى الطرفين من مخاطر الموت في حال انقطاع هذه الدوية عن متناولهم.

-       ساهم في دعم النوادي والمراكز الثقافية والرياضية مثل إعادة تأهيل النادي الرياضي وتجهيزه بالقاعة النقفلة.

-       تركت الحرب الأهلية أثرًا بالغًا في نفس أحمد طبارة، ممّا دفعه إلى التحرّك لتصحيح الخلل الذي أصاب المجتمع، فأنشأ مع نخبة من المفكرين ندوة سماها "حوار الاثنين" لأنّه كان يعلم أنّ لبنان لا يمكن أن يكون إلا من خلال الحوار الصادق البناء.

-       تطوّر هذا الحوار بالممارسة والمصارحة والمكاشفة، وأمّن من موقعه في "مركز توفيق طيارة حوارًا مفتوحًا مع 240 شخصية من لبنان والعالم العربي، من مختلف شرائح المجتمع، ومن سياسيين ومفكرين ومثقفين ومهنيين يمثلون جميع الاتجاهات في إطار الدولة أو خارجها، في صف المولاة أو المعارضة، فاستضاف "حوار الاثنين" رؤساء الحكومات كافة إضافة إلى العديد من الوزراء والنواب الاختصاصيين، في حوار بناء ومستوى مرتفع في طرح الآراء المختلفة.

-       من وهج هذا الحوار نشأت فكرة المؤسسات الاجتماعية والفكرية في "مركز توفيق طبارة" الذي أسّسه أحمد طبارة مع إخوته وأبناء عمّه.

المؤسسات في مركز توفيق طبارة:

إيمانًا بالعمل الاجتماعي والمدني، فقد أقام أحمد طبارة مع أشقائه مركز توفيق طبارة في منطقة الصنائع، فمن جهة كانت إقامته تكريمًا لولده، ومن جهة ثانية للإفساح في المجال لإقامة مؤسسات المجتمع المدني مراكزها في المركز المشار إليه، وهي الجمعيات والمؤسسات التالية:

◄صالة "دردشة": صالة للأفراح ومطعم يقدّم غداء خيريًا كل يوم جمعة على مدار السنة إضافة لإفطار رمضان طيلة شهر رمضان المبارك كما تضمّ صالونًا لاستقبال المناسبات الرصينة.

◄دار المعرفة: هدفها تلبية حاجات الناس وتطوير معلوماتهم لخدمة المجتمع عامةً والمهن خاصةً. لهذا تقوم بإعداد دورات في اللغات، محو الأمية، تعليم الأحداث، أشغال يدوية، صيفيات للأولاد.

◄الجمعية اللبنانيّة لحقوق المعاق: غايتها متابعة النشاطات العادية في مجالات البحث والتدريب والتشبيك إدراكًا منها لأهمية الاستثمار في العمل الفكري والبحث والمطلبي، وبناء قدرات فكرية وقيادية، قادرة على نقل قضية الإعاقة وحقوق المعاقين إلى مرتبة متقدمة في أولويات المجتمع.

◄المؤسسة التنموية للثقافة والفنون: تهدف إلى نشر الوعي الفني في المجتمع ومساعدة الفنانين وخصوصًا الحرفيين على التواصل مع محيطهم المحلي والعالمي، ومن نشاطات المؤسسة: إقامة المعارض والندوات.

◄الجمعية اللبنانيّة للتأهيل والتنمية: مؤسسة وطنية إنسانية تتوجه للأولاد الذين يعانون تأخرًا في التحصيل المدرسي نتيجة صعوبات تعلمية أو يشكون من اضطرابات سلوكية. وتهدف إلى تأهيلهم لدمجهم في المدارس العادية، وتنمية مهارات المعلمين والمرشدين.

◄جامعة آل طبارة: من أهدافها: توثيق الرواطب والتألّف بين أبناء الأسرة المقيمين منهم والمغتربين والقيام بأعمال البر التي تعود بالمنفعة على أبناء الأسرة.

◄مركز تدريب الكمبيوتر: يهتم بتنظيم دورات تدريبية على الكمبيوتر يهدف تأهيل الناس للعمل أو تحسين أوضاعهم في عملهم، وذلك بأسعار رمزية وعلى مدارس السنّة.

◄جمعية العزم والسعادة الاجتماعية: تعنى بالدعم الدراسية للمراحل الابتدائية والمتوسطة بإشراف مرشدات جامعيات.

◄تجمّع الباحثات اللبنانيات: يضم عشرات الباحثات ويعنى التجمع بدعم الباحثات في تطوير أبحاثهن. من نشاطاته: إصدار كتاب سنوي.

◄الجمعية اللبنانيّة لعلم النفس: العمل على إبراز دور علم النفس وأهميته لخدمة المجتمع اللبناني.

◄الجمعية اللبنانيّة لتثلث الصبغية 21: تسعى لتحقيق مجتمع إدماجي يعترف بقدرات أفراده كلّهم لا سيّما الأشخاص ذوي تثلث الصبغية 21 ويلّبي حاجاتهم ويشجعهم على استثمار طاقاتهم كلّها من أجل حياة سعيدة ومكلّلة بالنجاح كأفراد ومواطنين على حد سواء.

◄جمعية كشافة الجراح: مؤسسة كشفية تربوية تعمل على نشر التعاليم الكشفية وأهدافها عملًا بالأنظمة والتعاليم الكشفية العالمية من نشاطاتها: تنظيم مخيمات صيفية، القيام بالأعمال الخيرية والاجتماعية والثقافية والموسيقية.

◄جمعية سيدرز للعناية: جمعية بيئية وخيرية تلبي حاجات العائلات المتعففة من مواد غذائية وثياب وأدوية وتقيم خيام الخير طيلة شهر رمضان المبارك وتنظّم حملة الأزرق الكبير لتنظيم الشاطئ اللبناني وبحره وحماية الأحياء البحرية.

كما يضم المركز قاعة للمحاضرات: تقام فيها الندوات الثقافية، ورشات العمل، إضافة إلى أنّها تقدّم كصالون للتعزية لمن هم بحاجة.

TABARA

الشيخ أحمد حسن طبارة