آل قريطم

من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي. لهذا فإنّ فروع الأسرة منتشرة إلى اليوم في بعض مناطق بلاد الشام ومصر والمغرب العربي والإسكندرية، ولها انتشار أصيل وقديم في بيروت المحروسة. وقد أشار الطبيب الدكتور قريطم أحد أطباء جامعة الإسكندرية أنّ جذور العائلة من المغرب العربي، وقد انتقل أحد أجداد الأسرة إلى الإسندرية، كما انتقل جد آخر إلى بيروت. كما أشار الشيخ أحمد الخالدي الصفدي في كتابه «تاريخ الأمير فخر الدين المعني الثاني»( ص 70)، إلى الشيخ أحمد قريطم المعاصر للأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير. وممّا يلاحظ أنّه في أحداث 1617م أشير إلى أنّه بمناسبة معارضة السكان في بلاد بشارة وفلسطين للأمير المعني، فقد طاح الأمير «من ساحل عكا الشيخ أحمد قريطم إلى عند الأمير أحمد بن طرباي، فأرسل الأمير فخر الدين ضبط رزقه، وهدم حارته بقرية كفر ياسيف، وجميع هؤلاء الطايحين كانوا أولًا قابلوا الأمير في عكا...». وهذا النص يشير إلى أنّ أحد فروع آل قريطم ومن بينهم الشيخ أحمد قريطم كانوا من سكان عكا في القرن السابع عشر الميلادي.

والأمر الملاحظ، أنّ أسرة قريطم في مصر ما تزال من الأسر المهمة والتي تتصدّر الوجاهة في عدد من المدن والقرى المصرية، ومن بينها الإسكندرية، ومدينة حوش عيسى في محافظة البحيرة في مصر، التي يوجد فيها مدرسة باسم جلال قريطم الإعدادية للبنين أسّسها وقام ببنائها السيّد عبد العظيم هشام قريطم.

واستنادًا إلى وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في القرن التاسع عشر لا سيّما السجل (1259ه) فقد أشار إلى العديد من آل قريطم منهم السيّد علي قريطم، والحاج محمد قريطم من سكان باطن بيروت، بالقرب من سوق البازركان. وقد قام بعض وجهاء آل قريطم بوقف أوقاف إسلامية خيرية على الأعمال الخيرية والإنسانية، عرفت باسم أوقاف قريطم، وقد أصبحت في العهد العثماني من ضمن أملاك جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت.

وأشارت سجلات المحكمة الشرعية في بيروت إلى العديد من آل قريطم. فقد أشار السجل (1273-1275ه)(ص 58)، إلى السيّد حسن ابن المرحوم السيّد محمد قريطم الناظر والمتولي على وقف القصار قرب مرفأ بيروت. كما أشار السجل 01274ه) إلى الحاج رشيد قريطم وشقيقه السيّد عبد الله قريطم. وأشار السجل (1289ه) (ص 31)، إلى السيّد أمين ابن الحاج أحمد قريطم.

ومن أبرز الوجوه الخيرية والاجتماعية في العهد العثماني الحاج مصباح قريطم الذي أنشأ على نفقته الخاصة مسجد قريطم الشهير في منطقة رأس بيروت على أرض أوقفها الشيخ عبد الرحمن الحوت نقيب السادة الأشراف في بيروت بموجب وقفية مسجلة في المحكمة الشرعية في بيروت في عام 1326ه-1909م. وبسبب مكانة مسجد قريطم، فقد تحوّل اسم المنطقة برمتّها إلى منطقة قريطم التي أقام فيها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حتى أنّ قصره عرف باسم قصر قريطم نسبة للمنطقة التي عرفت بهذا الاسم.

كما برز في العهد العثماني المفكّر والأديب عزت قريطم أحد أبرز كتاب صحيفة «الحقيقة» التي كان يرأسها العلامة الشيخ أحمد عباس الأزهري. كما برز الطبيب الدكتور كامل قريطم التي اختارته جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت في أواخر القرن التاسع عشر لإرساله مع آخرين في بعثة علمية للالتحاق في المدرسة الخديوية الطبية في القاهرة للتخصّص في الطب.

كما برز في التاريخ الحديث والمعاصر معالي الوزير نبيل محمد أمين قريطم، من مواليد بيروت المحروسة عام 1929، وفيما يلي نبذة مختصرة عن سيرته الذاتية:

1-                               تلقّى علومه في مختلف مراحلها في مدرسة الحكمة في بيروت، ونال البكالوريا القسم الثاني سنة 1949.

2-                               دخل المدرسة الحربية سنة 1949، وتخرّج منها برتبة ملازم. كما درس الحقوق في الجامعة اللبنانية، ونال إجازتها سنة 1964.

3-                               عُيّن معاونًا للمدعي العام العسكري سنة 1964، وقائد سرية سنة 1964، ثمّ قائدًا لفوج الشرطة العسكرية سنة 1968. ترأس الشعبة الرابعة سنة 1972، ثمّ الشعبة الثالثة سنة 1975. عيّن مساعدًا لقائد قوات الردع العربية منذ دخولها لبنان سنة 1976. ورئيسًا للمحكمة العسكرية سنة 1977.

4-                               شارك في صياغة المراسيم التطبيقية لقانون الدفاع الوطني سنة 1979، وتولّى في العام نفسه مركز أمين عام المجلس الأعلى للدفاع.

5-                               عُيّن ملحقًا عسكريًا في واشنطن سنة 1983، وبعد سبعة أشهر أعيد تعيينه ثانيًا أمينًا عامًا لمجلس الدفاع الأعلى.

6-                               عُيّن وزيرًا للخارجية، والتربية الوطنية والفنون الجميلة، في أيلول سنة 1988. في حكومة الرئيس العماد ميشال عون. وفور إعلان تشكيل الحكومة اعتذر عن قبول المنصب مع الوزيرين محمود طي أبو ضرغم، ولطفي جابر.

7-                               متأهلّ من اليوناينة السيّدة Eva Mecheal ولهما: أمين ومروان.

(أنظر: عدنان ضاهر ود. رياض غنام: المعجم الوزاري اللبناني، ص 313-314).

كما برز اللواء المتقاعد هشام قريطم مؤسس الفرقة (16) التابعة لقوى الأمن الداخلي، وبرز السيّد غازي قريطم الرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان، وعضو جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت، فضلًا عن إسهاماته الاقتصادية والمالية والتجارية في بيروت ولبنان، وهو يعتبر من الوجوه الاقتصادية المهمة في لبنان والعالم العربي. كما برز من الأسرة السيّد وليد قريطم والسيّد عزت قريطم أحد رجال الأعمال في بيروت ولبنان. وبرز من الأسرة في مصر اللواء مدحت قريطم مدير أمن الداخلية في مصر 2013م.

كما برز من أسرة قريطم السيّد حسن قريطم رئيس ومدير عام استثمار مرفأ بيروت. كما عرف السادة: إبراهيم، برهان، بلال عبد الله وشقيقه حسان عبد الله، خليل، شفيق، عبد الله، عدنان، عفيف، كامل، كمال، محمد كامل، محي الدين، مروان، مصباح، منير قريطم وسواهم.

والأمر الملاحظ، أنّ بيروت شهدت وجود أسرة مسيحية من آل قريطم ما تزال قليلة العدد، عرف منها إيلي قريطم وجورج قريطم في منطقة الحازمية.

أمّا قريطم لغة فهي صفة للرجل الشبيه بنبات القُرطم، ومصغّره قريطم. يستخرج منه زيت القرطم، ضرره كبير على النساء الحوامل، يؤدي في حال تناوله إلى سقوط شعرهن. وقد منع المحتسب في المدن الإسلامية الصيادلة والأطباء من وصفه للنساء. كما أنّ المسلمين الأوائل استخدموا برز القرطم في حشوة القنبرة أو القنبلة لإشعالها ورميها باتجاه العدو، ممّا يدلّ على أنّ نبات القرطم كانت له قوة النفط والبارود. وبما أنّ بعض أجداد آل قريطم تميّزوا بقوة الكلمة والصراحة في وجه الآخرين، فلّقبوا بلقب قريطم.