برج الكشَّاف

 

بنى هذا البرج الأمير إبن معن في القرن السابع عشر الميلادي، وسماه بهذا الاسم لإمكانية مراقبة الأعداء من جميع الجهات.

وكان يوجد في بيروت قبل بناء برج الكشَّاف خمسة أبراج هي :

Ø  برج القلعة

Ø  برج عليني

Ø  برج سنبطية

Ø  البراج البراني

Ø  برج الشيخ

 

وقد ضمّت هذه الأبراج سنة 1566م أثنين وخمسين جندياً من طائفة المستحفظان وهم الإنكشارية ويُسمّون أحياناً باسم { الينكجرية } وهؤلاء أشتركوا في فتح مصر، ويقوم هؤلاء عادة بمهمة الدفاع عن القلاع.

ويُذكر أيضاً بأن برج الكشَّاف كان يقع في إحدى زوايا قصر الأمير فخر الدين المعني الثاني {1572-1635} الواقع في ساحة البرج في بيروت، وكان هذا البرج على درجة عالية من التحصين، بينما كان قصر المعني يتألف من طابقين، كان الأمير يسكن في الطابق الأعلى عندما يكون في بيروت، بينما خصص الطابق الأسفل للخيل والعلف كما بنى في حينه خان الوحوش ومنطقة الجنينات المحاذيين للقصر.

ويذكر صالح بن يحيى في كتابه {تاريخ بيروت الصفحة 37 معلومات عن أكبر برج في عهده هو برج القلعة} وفي ذلك يقول : " ... وفي أيام السلطان الملك الظاهر برقوق عمّر البرج الكبير ببيروت على قاعدة برج من أبراج القلعة الخراب فقرروا به المجاهدين المذكورين" ، علماً أن الملك الظاهر برقوق هو أول سلاطين المماليك البرجية.

وتذكر بعض المعلومات بأن الأمير فخر الدين المعني حكم بيروت عام 1598م وجدد فيها بناء برج الكشَّاف الذي صار مكان جبخانة. ثم تهدم البرج الكشَّاف عام 1840م بقنابل أسطول الدول الأجنبية المتحدة التي هاجمت إبراهيم باشا المصري وأخرجته من بلاد الشام. ولكن جدران البرج ظلت قائمة حتى عام 1874م إلى أن هدمت جدرانه وبني مكانه وبحجارته سوق التيَّان وخان الكنفاني، وكان السوق يضّم عدة محلات تجارية بينما كان الخان يضّم اسطبلاً لبهائم القرويين. أطلق على ساحة برج الكشَّاف ساحة المدافع Place De Canons يوم رابط فيها الجيش الفرنسي عام 1860م. ومما يؤسف له أن هذا البرج الذي سُمّي باسم { ساحة المدافع }، وقد أقيم مكانه أو بالقرب منه سراي الحكومة الصغرى القديمة، وقد بنيت هذه السراي بين 1883م و1884م بإشراف المهندس بشارة أفندي الدب مهندس ولاية بيروت، وذلك بعد هدم سراي الأمير فخر الدين عام 11882م بينما تهدمت السراي الصغرى في الخمسينيات من القرن العشرين.