باب يعقوب

هذا الباب يقع في جنوبي بيروت القديمة في المكان الذي يحاذي الطرف الشرقي من أول الطريق المؤدية إلى جامع زقاق البلاط، المعروفة عند البيارته باسم (طلعة الأميركان) لأنه يوجد بقربها منشآت دينيّة ومكتبيّة للأميركان البروتستانت قبل أن ينتقلوا إلى منطقة رأس بيروت ويشيدون جامعتهم هناك، وكان هذا الباب، قديماً، يفضي من خارجه في ظاهر السور إلى ساحة رمليّة فيها بعض أشجار الجّميز، وهي الساحة التي عُرفت آنذاك باسم (ساحة عصّور) وفيها كان البيارته يقضون مواسم أعيادهم الدينيّة، وقد أصبحت هذه الساحة معروفة في أيامنا باسم (ساحة رياض الصلح) لوجود تمثاله فيها .

صورة نادرة لباب يعقوب

لماذا نسب الباب إلى يعقوب ؟

أبواب مدينة بيروت القديمة اشتهرت بأسماء المناطق التي تقع فيها أو بأسماء الأشخاص الذين تولوا حراستها لمد طويلة من الزمن، وباب يعقوب، هو من الأبواب التي أكتسبت أسمها من شخص كان يسكن بالقرب من هذا الباب وكان أسمه (يعقوب)، بيد أن شخصية صاحب هذا الأسم موضع خلاف، بعضهم قال إن الباب منسوب إلى يعقوب الكسرواني الذي كانت داره فوق الباب، وهذا هو رأي دومنيل دو بويسّون، وقال آخرون إن هذا الباب منسوب إلى طبيب صيداوي أسمه (يعقوب أبيللا) سكن الدار المذكورة في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي وكانت عيادته حيث يعالج المرضى في فناء الدار نفسها، ويعقوب أبيللا، أصبح فيما بعد قنصل إنكلترا في صيدا، وكانت وفاته سنة 1873م، وهو أبن طبيب مالطي دخل في خدمة جيش نابليون بونابرت أثناء حصار هذا الجيش لمدينة عكا أيام الوالي أحمد باشا الجزّار في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر الميلادي.

هذا الباب غاب عن الوجود وزال، ومن المعالم التي كانت بارزة بجوار باب يعقوب، عين ماء جارية كانت تُسمى أيضاً (عين يعقوب) ومسجد صغير له مئذنة من الخشب كان يُسمى (جامع شيخ الشربة) وإلى الجهة الشرقيّة الجنوبيّة من الباب كانت تمتدّ ساحة السور.