أشجار الغابة تتحول إلى مراكب وأبراج

لقد واجهت غابة الصنوبر في بيروت المتاعب التي واجهتها بيروت نفسها وذلك خـلال الحروب التي دارت في هذه المنطقة، وكان المتقاتلون على امتلاك المدينة يجدون فـي أشجار هذه الغابة مصدراً سهلاً للأخشاب اللازمة لهم من أجل صنع المراكب الحربية أو من أجل صنع المعدات العسكرية التي كانت المنجنيقات من أهمها في ذلك الزمان.

يقول الدكتور فيليب حتي: ... وفي عام 1110م حوصرت بيروت أحد عشر أسبوعاً، كان آخرها الثالث عشر من أيار لمّا إنقضّ عليها الجنود المحاصرون وقد وجد الصليبيون في غابة الصنوبر التي كانت تحيط بالمدينة من جهة الجنوب والتي لا تـزال قائمة إلى عهدنا هذا، مصدراً للأخشاب التي بنوا بها أبراجاً تشرف على المدينة لرمي الأسوار ودكّها .....

وفي أيام المماليك تكررت مأساة غابة الصنوبر ذلك أن القوات المملوكية عنـدما أرادت طرد الصليبيين من قبرص استغلت أشجار هذه الغابة لصنع ما تحتاج إليه حملتها من المراكب البحرية.