الغابة في أيام أجدادنا وآبائنا

خلال العقد السادس من القرن العشرين أصدر سامي بك الصلح رحمه الله رئيس الحكومة اللبنانيّة يومئذٍ بإقامة سور يعلوه درابزين من الحديد حول غابة الصنوبر لأجل صيانتها من العابثين بأرضها وحمايتها من الأشخاص الذين يستغلونها لإستخدامها في أغراضهم الخاصة.

ولكن هذا السور بالرغم من تكاليفه الباهظة لم يحقق الغاية منه إذ أنه لم يمنع عن الغابة استشراف الناس إلى استهلاك أشجارها في أغراضهم التجاريّة، كما أن الفتن الأهلية التي تتعاقب على البلاد منذ سنة 1957م اضطرت الناس إلى اقتطاع بعض أقسامها لجعلها مقبرة لموتاهم، وهكذا أنشأ المسلمون سنة 1985م مقبرة لهم في الغابة باسم الشهداء، وفي بداية أحداث سنة 1975م أنشأ الشيعة  مقبرة في الحرج باسم روضة الشهيدين.

أما بعد

هذه هي غابة الصنوبر في مدينة بيروت ظللت البيروتيين منذ أكثر من أربعة آلاف عام حتى اليوم ...

إن هذه الغابة كانت دائماً رمزاً لاستعلاء بيروت على صروف الدهر ونكبات الأيام وهي اليوم رمز صمود مدينتا العريقة بوجه أقسى الضربات الوحشية التي وجهت إليها في تاريخها القديم والحديث وذلك أثناء العدوان الإسرائيلي عليها سنة 1982م.