سوق البازركان

البازار تعني السوق في اللغة الفارسيّة، ودخلت التركيّة بهذا المعنى، والبازركان كان أحد أسواق بيروت الهامة، حيث كان يجتمع فيه البيارتة وسواهم من أهل الجبل لشراء حاجاتهم لا سيما الأقمشة وأدوات الخياطة، ويقع هذا السوق في باطن بيروت بمحاذاة الجدار الشرقي لجامع الأمير منذر، المعروف بإسم جامع النافورة، كما كان يوجد بالقرب من هذا السوق جامع الأمير شمس الدين، الذي يُرجّح أنه سُمّي بهذا الإسم نسبة إلى الأمير محمد شمس الدين الخطّا  ، حيثُ دفن فيه بعد إستشهاده في فترة الحروب الصليبيّة في العصور الوسطى.

كان سوق البازركان من الأسواق البيروتيّة المسقوفة، على غرار سوق الحميديّة في دمشق، ومن مميزات سوق البازركان أيضاً أنه كان طابقين، فالطابق الأرضي خصص لدكاكين الخياطين العربي الذي كانوا يصنعون القنباز والصداري والشروال والعباءات، وكانت جمعية المقاصد الخيريّة الأسلاميّة في بيروت تشغل بعض الغرف كمكاتب لموظفيها، أما الطرابيش فتصنع في أسواق أخرى أو تُجلب من الخارج لا سيما من النمسا ومصر، ولقد إستمرت هذه الدكاكين بشكلها فوق بعضها البعض بمحاذاة جدار جامع النافورة إلى الثلاثينيات من القرن الماضي، ولا يزال بعض المخضرمين من أهالي بيروت يذكرون رؤيتهم للأفاعي التي وجدت في هذا السوق بعد هدم الأبنيّة لا سيما قرب معامل آل يموت للزجاج.

 

في أواخر الستينيات من القرن الماضي هدمت آخر معالم هذا السوق، حيث بنت جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة في بعض أرضه بناءً تجارياً وفي أرضه الأخرى حديقة صغرى عامة أنشأتها بلدية بيروت.

 

أما العائلات التي كانت تقطن فيه وبقربه أو الأشخاص الذين يشغلون دكاكينه فمنهم:

·       دار الشيخ عبد الهادي أفندي خالد

·       آل خطّاب 

·       آل الفاخوري

·       آل رمضان 

·       آل بدران 

·       آل حمادة 

·       آل درويش 

·       آل قريطم 

·       آل الجبيلي 

·       آل الداعوق

     وسواهم .... .

           

أما أشهر معلمي الخياطة العربيّة فيأتي في مقدمتهم:

·       سعيد الصايغ 

·       أبو زكور حمود 

·       الحاج علي أحمد الحلاق وإبنه محمد علي الحلاق 

·       حنا فليفل (أبو إسكندر)

 

وقد تميّز قبضايات بيروت بالحرص على اللباس العربي، كما أن بعض وجوه بيروت والجبل والولاة وبعض السياسين كانوا ممن يلبسون هذا اللباس.

ومن رجال الدين الذين كانوا يخيطون الزي الرسمي الديني من سوق البازركان، الشيخ أحمد طبارة الذي أعدمه جمال باشا في بيروت عام 1916م، والشيخ عبد الرحمن الحوت، المفتي الشيخ محمد الحلواني، المفتي الشيخ عبد الباسط الفاخوري، المفتي الشيخ مصطفى نجا، الشيخ عبد الباسط الأنسي، الشيخ عبد الله خالد، المفتي الشيخ عبد اللطيف فتح الله، المفتي والقاضي الشيخ أحمد الغر، الشيخ قاسم الكستي ، وغيرهم ... .