سوق الفشخة 

 

أطلق إسم الفشخة، وكان عبارة عن سوق ضيق للغاية، لا يكاد يتجاوز مترين، الأمر الذي جعل أهل ذلك الزمان يطلقون عليها إسم سوق الفشخة أي الخطوة نظراً لضيقه وقد جرى توسيعه في أواخر القرن التاسع عشر وأُطلق عليه إسم الشارع الجديد، وكان يمتد من بوابة السرايا إلى الساحة الحميديّة التي هي اليوم ساحة الشهداء وبعد توسيعه في ذلك العهد جرى تمديده إلى بوابة إدريس.

وعندما إحتل الفرنسيون بلادنا في أعقاب الحرب العالميّة الأولى أصبح هذا الشارع يحمل إسم ويغان أحد القواد الفرنسيين الذي حكم لبنان وسوريا في أوائل عهد الإنتداب وما زال يُعرف بهذا الإسم حتى اليوم.

سوق الفشخة سابقاً ( ويغان حالياً )

زال هذا السوق ولكن بقي مكانه بعد أن طرأت عليه تغييرات وتحولات كثيرة قبل الحرب الكونيّة الأولى وبعدها .

شارع ويغان، الفشخة سابقاً، كان من أكبر الأسواق حتى عشيّة الحرب الأهليّة اللبنانيّة، وفيه تقع بناية بلدية بيروت الممتازة، وفتحت فيه محلات جديدة منها محل للأجواخ والحرائر والأصواف خاصة بديع فتح الله، ومحل للألعاب الناريّة لصاحبه محمد درويش طبارة، ومحل لمحبي الراحة والإقتصاد من المرطبات والحلويات لصاحبه عبد الحليم رمضان.

ولكن أشهر ماعرف في سوق الفشخة هو الدكان الكائن أسفل دار عبد الواحد قرنفل الملاصق لدار بني الغر ونمرته 44 والذي وقفه يُوسُف علي حمّود سنة 1248هـ 1832م على الفقراء والمساكين، وعُرف بوقف الخبز،(أنظر أوقاف المسلمين)، مع الإشارة أن قفة الخبز قديمة في بيروت ورد ذكرها في وثيقة مؤرخة في سنة 1098هـ 1686م. وكان الفقير يأخذ ما يحتاجه من الخبز من الدكان المذكور عقِب صلاة الجمعة.

شارع الفشخة أو ويغان كان متصلاً بعدد من الأسواق التجاريّة، مثل شارع فوش وشارع اللنبي، وشارع الجامع العمري الكبير، وشارع رياض الصلح، وعلى طرفه من الجهة الجنوبيّة يوجد المدخل الشمالي للجامع العمري الكبير، وشارع ويغان الذي إحتوى سوق الفشخة يحمل الرقم 33- 11- النجمة .