سوق سرسق

كان يُسمى (سوق سرسق وتويني) أو (سوق النزهة)     

قرر مجلس إدارة لواء بيروت بيع سراي بيروت القديمة بالمزاد العلني، وإنشاء سراي جديدة. فبيعت السراي في حزيران سنة 1882م وبيعت للسادة سرسق وجرجس تويني بمبلغ 70050 ريالاً مجيديًّا، يُذكر أنه بعد أيام من شراء سرسق وتويني لمبنى السراي، صدر قرار نفي المصريين الذين إشتركوا في أحداث أحمد عرابي باشا إلى بيروت، فقام سرسق وتويني بفتح السراي لإسكان المنفيين المذكورين لحين تدبر أمورهم. ثم هدموها بعد ذلك وأنشأوا مكانها عدة بنايات ودكاكين عُرفت بسوق سرسق.

 

كان سوق سرسق مؤلفاً من إثنتي عشرة بناية مشتملة على خمسة عشر داراً ومائة وأربعة عشر مخزناً وتسعة دكاكين، يحدها قبلة ملك يُوسُف جبرائيل يُوسُف نصر والطريق السالك وشمالاً وشرقاُ الطريق السالك وغرباً زاوية المغاربة.

يُذكر أن آل سرسق كانوا مشهورين بالثروة والجاه. وقد تملكوا عقارات شاسعة في لبنان وسوريا وفلسطين ومصر.وأنشأوا قصراً كبيراً فخماً في بيروت لا يزال قائماً إلى الآن، فكان كل وكيل يلتصق بهم يخرج غنيًّا، وكان يأتيهم الحاسد فيقول: لقد كان وكيلكم لا يملك الفلس وهو اليوم من أصحاب الضياع. فينظرون إلى حساب هذا الوكيل ويجدون أنهم معه من الرابحين، فيقولون (بارك الله بمن ربح وربّح) وقد جرى هذا المثل مجرى المقل حتى صاروا يسموّنه (القاعدة السرسقيّة).

كان سوق سرسق مخصصاً للمشاة فقط، يمتد من كنيسة سيدة النور (النوريّة) حتى شارع ويغان، من الجنوب إلى الشمال، وهو يحمل رقم 16 – منطقة 11 – النجمة، وكان مكان هذا السوق قديماً قصر حاكم بيروت الأمير منصور عساف التركماني، وهو القصر الذي كان يسّميه البيروتيون السرايا أو دار الولاية، والسوق المذكور كان يكتظ بباعة الأقمشة والثياب الجاهزة، وفيه بعض الصيارفة الذين يتعاطون بيع العملات الأجنبيّة.