سوق القزاز - بيهم وعيتاني

كان محمد البربير من أوائل التجّار الذين تعاملوا مع أوروبا، وقد أهديت له من فرنسا فناجين قهوة من الصيني الأبيض كُتب عليها باللغة العربيّة (إشرب هنيئاً محمد البربير) .

وكان جهاز العروس يتضمن ثلاث قطع بورسلان هي الطست والأبريق وقطعة ثالثة لإزالة الضرورة. وكانت هذه الأدوات وغيرها كالصحون والأباريق تباع في سوق خاص أنشأه السادة بيهم وعيتاني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في المنطقة الممتدة خلف مبنى بلدية بيروت وعلى قطعة أرض كانت بتملكهم، وعُرف في حينه بسوق عبد الله بيهم وسوق بيهم وعيتاني أو سوق (القزاز)، على أنه ما زال معروفاً عند الناس باسمه القديم سوق القزاز لأنه بقي على حالته القديمة كمركز تجمّع لباعة الأدوات المنزليّة الزجاجيّة وما إليها من التحف والهدايا التي مادتها من الزجاج والبورسلان، وهو متّصل من جهة الشرق بشارع فوش ومن الغرب بشارع اللنبي، ويحمل الرقم –69-المنطقة – 12 – المجيديّة .

بقي قنديل الكاز لمدة طويلة السلعة الأكثر رواجاً وبيعاً في سوق بيهم أيام كان الوسيلة الفضلى لإنارة البيوت ورفيق الدرب في الليالي الظلماء. ويُذكر في هذا الإطار أن محل محيي الدين النصولي وأولاده المؤسس في سوق بيهم منذ سنة 1865م، كان أقدم محل وأشهره لبيع زجاج قناديل الكاز وارد فرنسا والنمسا وكان يستحضر أنواع الزجاج المذكور نمرة 2 و3 و4، وقد بلغ سعر الدزينة سنة 1902م ستة قروش للنمرة 2 وستة ونصف للنمرة 3 وسبعة ونصف للنمرة 4 وسموه (قزاز سوريا) تحت علامة الشمس، وعرضوه للبيع في محلهم في سوق السادات بيهم المعروف بسوق القزاز وفي محل عبد الحميد دبّوس في مدخل سوق أبي النصر لجهة ساحة البرج. كما كان محل محيى الدين النصولي في سوق بيهم يبيع تخوت الحديد والنحاس التي كان يقال لها (سبيدران) وكانت أكثر إرتفاعاً عن الأرض مما عليه الأسرة الحديثة في أيامنا، وثريات الغاز الهوائي والبلور والمرايا وأدوات السفرة (بورسلين) والمغاسل والصواني (ارجانبلاكه).