سوق سيّور

 

آل سيّور من عائلات مدينة دمشق، قدم بعض أفرادها إلى بيروت في النصف الأول من القرن التاسع عشر، وكان منهم المعلم جرجي أبو موسى وإبراهيم، ويُوسُف الذي كان قنصلاً لدولة نابولي الإيطاليّة في بيروت وسكن قرب خان الملاحة وبنى سنة 1851م برجاً، وخلفه إبنه أنطوان في قنصلية نابولي، وإتسعت تجارته وتملّك مساحات شاسعة من الأراضي في محلة باب إدريس والرمل ورأس بيروت والمصيطبة بلغت مساحتها مليوناً وخمسمائة ألف ذراع.

بدأ آل سيّور سنة 1878م بإنشاء سوق إلى الغرب من السوق الطويلة وبموازاته عُرف بإسمهم ، فمن جهة الشرق يتصل بسوق الطويلة ومن الغرب بسوق الجميل، وهو متقاطع في وسطه بسوق الأورام رقمه 95 – منطقة 14 – المجيديّة.

كان سوق سيّور ضيقاً لا يتجاوز عرضه ثلاثة أمتار وأرضه مبلطة بحجارة سوداء مربعة، ولكن ضيق السوق لم يمنع كثيرين من إتخاذه مركزاً لنشاطهم المهني والحرفي أو لتجارتهم، ومنهم باعة لوازم الخياطين. ففي محل الخيّاط الشهير محمود اللبّان، كانت تنجز آخر موضه البدلات الرجاليّة والأجواخ الإنكليزيّة الممتازة مقصد شبان الطبقة الراقية، وكان حبيب أبو شهلا ويُوسُف السودا ورفعت قزعون وإميل البستاني من زبائن الخيّاط مكنيّة في السوق المذكور.

فتح بولس ونخلة طراد محلاً لهما في سوق سيّور خاصاً بصنع الشماسي من جميع الأصناف وإستحضرا من أوروبا خبيراً بصنعها مع لوازمها. كما فتح قيصر شكري محلاً فيه لتصليح الساعات يوم كانت الساعات توضع في سترة الصدريّة وتعلّق بسلسال، وتصليح والموازين والفونوغرافات والغراموفون .