سوق اللحامين

كان هذا السوق ما بين شارع المعرض وشارع بشارة المهندس وبين سوق النوريّة والأرمن، وقديماً كان يوجد له باب إسمه باب إدّه نسبة إلى المعلم إلياس أدّه الذي كان يسكن بجانبه في عهد أحمد باشا الجزّار والي عكا.

 

ومن الحكايات التي تروى عن هذا السوق، أن أحد آل فيّاض كان مكلفاً بإضاءة مصباح معلّق فوق الباب المذكور لإنارة السوق قبيل الفجر موعد نزول اللحامين إلى عملهم، وكان هؤلاء عند وصولهم إلى الباب ينادون الشخص المذكور بعبارة (دندلو يا فيّاض) أي علّق المصبا ، فكان هذا الرجل يتضايق عند سماعه هذا الكلام، وحدث ذات يوم أن قنصل روسيا مرّ بالقرب من سوق اللحامين على عربته الرسميّة فأستوقفه فيّاض وتوسل إليه بأن يتوسط لدى الوالي كي يعفيه من عمله ويرتاح من عبث اللحامين وندائهم (الملغوم) ولما كان القنصل يمثل دولة روسيا التي كانت الدولة العُثمانيّة تخولها حق حماية النصارى الأرثوذكس، ورعاية شؤونهم لدى السلطات، وفيّاض من أبناء هذه الطائفة فإنه، أي القنصل، إستجاب لطلب المستجير به وأقنع الوالي بإعفائه من مهمته.