سوق العطّارين 

سوق العطّارين من أقدم الأسواق في بيروت كان موقعه إلى الغرب والجنوب من الجامع العمري الكبير تحت القناطر الحالية لشارع الجامع، وكان يباع فيه جميع مستلزمات العطارة ومشتقاتها، وأنواع عديدة من الوصفات الطبيّة العربيّة المتضمنة الأعشاب والسوائل الطبيّة، ويمكن القول بأن دكاكين العطّارين كانت صيدليات ذلك الزمن التي يعرف العطّار خواصها ومنافعها، كما يعرف التوليف فيما بينها للحصول على مراهم أو سوائل للمعالجات العادية، كما حوت دكان العطّارعلى المعاجين والمربيات والتوابل والأفاوية الغالية الثمن والتي خصصت لها قديماً قيساريّة العطارين التي تقف ليلاً ويتولى الحرّاس السهر عليها، ويمكن تشبيه دكاكين العطّارين أيام زمان بدكاكين دبوس المعروفة اليوم في بيروت.

إشتهرت دكان العطّار في بيروت بأنها تحوي كل شيء تجده عند العطّار إلا(حبني غصباً)، وقد نظم مفتي بيروت وقاضيها الشيخ أحمد الغر سنة 1813م عن العطارين فقال:

لقولي إيها الأغبـــى وقايلة ألا تسمــع
ما بين الدر والحصبـا لقد أفلست من فرق
وتغدو تترك الرطبــا حتى تختار ذا يبس
بهذا القول لا أعبـــا فقلت لها اكففي عني
يحب الخفض لا النصبا فإني خير عطّــار
 إلا حبني غصبــــاً وعندي كلما تبغيـه

 

بوشر خلال الحرب العالميّة الأولى بهدم بعض أسواق المدينة القديمة لتوسيع الشوارع، وطال الهدم سوق العطّارين، فقرر هؤلاء نقل محلاتهم إلى سوق أبي النصر، وكان شيخهم نبهان دبّوس الذي غلب إسمه على مهنته، فصار العطّار يعني دبّوس وصار كل عطّار دبوساً. فلما سبق البعض بنقل محلاتهم إلى السوق الجديد، أطلقوا على تلك المحلات أسماء: (دبّوس الفضي) (دبّوس الذهبي) (دبّوس الماسي)، فلما نقل نبهان دبّوس محله سماه (دبّوس الأصلي). وقد أشار الشاعر الشعبي عمر الزعنّي إلى هذا الأمر بقوله:

وأدخل سوق الأربعيــن إنزل درج الأربعيــــن
بتلاقي كل الدكاكيـــن وتلفت شمال ويميـــن
على كل باب بخط تخيـن على كل واجهة أو فترين
ما عاد باين ولا معروف كل واحد كــاتب دبّوس
إلا من تذكرة النفـوس مين هو الأصـلي دبّوس

                                      

ووجد بالقرب من سوق العطارين سوق البويجيّة، أما رأس سوق العطارين الجنوبي، فكان يقع تحديداً بالقرب من أرض بناية الوقف الماروني جنوبي شرقي مجلس النواب في باطن بيروت.

كان خان عبد السلام قرنفل أكبر محل في سوق العطّارين، ومن تجّار السوق مصباح سنو وأحمد فانوس، وسنو وبكداش ومحيى الدين قريطم وفاخوري وحسونه.

أما العائلات والأشخاص الذين كانوا يسكنون في سوق العطارين أو بمحاذاته أو يشغلون دكاكينه، فمنهم: عبد الرحمن دياب، حسن شملي، أبو علي قدورة البابا، محمد خرما، آل بلوز، محمد المبسوط، آل القصار، آل الطيارة، آل ديّة، آل الكوسا، مصطفى قرانوح، مصطفى فليفل، مصطفى قليلات، حسن الغول، آل الميقاتي، طالب شبقلو، علي شبقلو، يوسف قدّورة، آل السلحوت، محمد فايد، حسن بكداش، محمد المكوك، الحاج أحمد الشامي، محمد سلام، الحاج عبد القادر العريس.