الولاة العُثمانيون في ولاية بيروت

الفصل الأول

في سنة 1888م أُعلنت مدينة بيروت مركزاً لولاية نسبت إليها باسم (ولاية بيروت) وكانت المدينة من قبل جزءاً من ولاية سوريا التي مركزها مدينة دمشق. وإبتداءً من السنة المذكورة أصبحت هذه الولاية الجديدة مقراً لواليها الذي يصدر بتعيينه مرسوم باسم (فرمان عالي شان) يصدره السلطان العُثماني نفسه عبر (الباب العالي) حيث (الصدر الأعظم) الذي كان بمثابة رئيس الوزراء حسب الإصطلاح الجاري اليوم.

 ويمكن التعريف بولاية بيروت كما كانت من حين إنشائها سنة 1888م حتى زوالها سنة 1918م كما يلي:

تضّم ولاية سوريا القسم الأعظم من سواحل سوريا. وتتبع هذه الولاية كافة السواحل السوريّة ما عدا القسم الشمالي الملحق بولاية حلب، والقسم الأوسط الملحق بلواء جبل لبنان، والقسم الجنوبي المرتبط بلواء القدس.

 وكانت ولاية بيروت تمتد حدودها في الجهة الجنوبيّة بحيث تضّم إليها لواءي عكا ونابلس حتى نهر الأردن وحتى لواء القدس. وبذلك فإن ولاية بيروت كان يحدها شمالاً ولاية حلب، وشرقاً ولايتا حلب وسوريا، وجنوباً لواء القدس، وغرباً البحر الأبيض المتوسط.

 كانت ولاية بيروت تمتد على مساحة قدرها 30500 كيلومتراً مربعاً وتضّم خمسة ألوية معروفة باسم حواضرها وهي التالية :

·       لواء عكا

·       لواء طرابلس

·       لواء اللاذقيّة

·       لواء نابلس

 أما مدينة بيروت بالذات، وهي مركز الولاية فقد قسمت في وقت من الأوقات إلى بلدتين: إحداهما شرقيّة على رأسها الخواجا بطرس داغر، من أعيان النصارى، والأخرى غربيّة وعلى رأسها السيد منيح رمضان، من أعيان المسلمين. وكان الحّد الفاصل بين البلدتين طريق الشام الذي ما زال يحمل هذا الإسم وهو يمتد من ساحة البرج شمالاً حتى ساحة فرن الشباك جنوباً.

والجدير بالذكر أن والي بيروت كان دائماً تركي الجنسيّة كما كان المتصرف ومدير الأمن العام وسائر المصالح من الأتراك في أكثر الأحيان. وربما أُسندت هذه المناصب إلى بعض الأكفاء من العرب والألبان والروم والأرمن، لا سيما بعد إعلان المشروطيّة (الدستور) سنة 1908م. أما موظفو الدرجة الثانية فما دون فكانوا في الغالب من أبناء الولاية ذاتها.