الولاة العُثمانيون في ولاية بيروت

الفصل الثالث

   الفرمان الشريف بتعيين علي باشا

نص الفرمان الشريف السلطاني بتوجيه ولاية بيروت على حضرة دولتو علي باشا الأفخم : الدستور المكرم والمشير المفخم نظام العالم مدبر أمور الجمهور بالفكر الثاقب متمم الأنام بالرأي الصائب ممهد بنيان الدولة والإقبال مشيد أركان السعادة والإجلال المحفوف بصنوف عواطف الملك الأعلى من وكلاء سلطنتي السنية الفخام والي ولاية إيدين أسبق الذي أحيلت وتوجهت لعهدة استيهاله ولاية بيروت التي تشكلت الآن الحائز والحامل للنيشانين العُثماني المرصع والمجيدي من الرتبة الأولى الرفيعي الشأن وزيري علي باشا أدام الله تعالى إجلاله. ليكن معلوماً لديك بوصول توقيعي الرفيع الهمايوني ما هو مستغنٍ عن البيان أن نخبة آمالي وأفكاري الشاهانيّة إنما هو ترقي ممالكي المحروسة الشاهانيّة وتوفير أسباب الراحة والرفاهية لأهالي دولتي العليّة الملوكانيّة وتبعتها وإستكمال نظام أمنيتهم والنظر في ما يقع ويجري من المصالح وتسويته على الوجه العادل المنطبق على الحق. ولما كان تشكيل ولاية وتأسيسها على أن تكون مدينة بيروت مركزاً لها لما لموقعها من الأهمية المسلَّمة وفصل ألوية عكا وطرابلس الشام والبلقاء واللاذقيّة عن ولاية سوريا وإلحاقها ببيروت واستتباعها لها يعود بالفوائد والمحاسن على الملك والرعيّة فقد استصوب مجلس وكلائي الفخام المخصوص إحالة الولاية المذكورة إلى ذاتٍ متصفة بالدراية والفطنة بصيرة بإدارة الأمور الملكيّة. ولما كنت أنت أيها الوزير سمير الدراية المشار إليه من وكلاء سلطنتي السنية المتصفين بالأوصاف المذكورة المقتدرين على الإحسان بإجراء القوانين والنظامات العادلة، وكان إعتمادي ووثوقي بك كاملين فقد أحيلت وفوضت ولاية بيروت بعهدة استيهالك بموجب أمري الهمايوني السلطاني المقرون بالعناية السانح صدوره موهبة نانية من عواطفي العلية الشاهانيّة وعوارفي البهيّة الملوكانيّة في اليوم التاسع من شهر ربيع الآخر سنة خمس وثلاثمائة وألف وأصدر أمري الهمايوني الجليل القدر هذا ومنح متضمناً لمأموريتك فاصرف لها جهدك بما جبلت عليه من الدراية وفطرت عليه من الفطنة وجلَّ في الأماكن المحولة لعهدة درايتك حسب ما تقتضيه شؤون مأموريتك وقم بالأمر الأهم وهو صيانة كل صنف من أهالي دولتي العليّة وتبعتها وحمايتهم من كل الوجوه ووقايتهم من آثار الإعتداء والأذى كل ذلك تأتيِة تحت ظل معدلتي الملوكانيّة متمسكاً في كل حال بشريعة الحضرة النبويّة المطهرة متوسلاً بها مطابقاً بين سيرك وبين القوانين والنظامات الموضوعة باسطاً جناح الرأفة والعدالة للجميع بما يستجلب الدعوات الخيرية لمقامي الجامع للمجد والشرف الملوكاني وعليك بدقة النظر في الألوية الملحقة بمركز ولايتك لإحسان إدارة أمورها الملكية والمالية وسائر موادها بمعرفة مأموريها لتوافق بذلك رضاي مستزيداً ومؤيداً توجهاتي ذات المكارم الملوكانيّة المسلَّمة الثابتة لك كرة أخرى وعليك أن تعرض لدار سعادتي ما يلزم عرضهُ تدريجاً.

تحريراً في اليوم الثالث عشر من شهر ربيع الآخر لسنة خمس وثلاثين وألف.