الحياة الإجتماعيّة في بيروت

من المسلَّم به لدى الباحثين أنّ الحياة الإجتماعيّة في بيروت المحروسة، لم تأخذ الإهتمام الكافي من أكثريّة المؤرّخين الذين أرّخوا، ليس للدولة الأمويّة فحسب، بل للدولة العبَاسيّة ، أو للدولة الفاطميّة أو غيرها من الدول اللاحقة، إذ كانت الكتابة التاريخيّة في غالبيّتها تتناول الحياة السياسية وأخبار الخلفاء والملوك والسلاطين و الأمراء، وأخبار الحروب والغزوات والفتن والمؤامرات والدسائس والكوارث البشريّة والطبيعيّة، وغير ذلك.

وإذا كان هذا الفقر في الدراسات الإجتماعيّة حول الدول والأُمم يشمل عالم الشرق وعالم الغرب على السواء، فكيف يمكن أن نجد ضالّتنا في وصف الحياة الإجتماعيّة في بقعة ضيّقة، أو في مدينة متواضعة، يكاد يكون تاريخها العامّ مَنْسِيّاُ ؟.

أمّا عن الزيّ في اللباس، فقد كان الناس في بيروت يلبسون الأردية، ثم تركوا هذا اللّباس ولبسوا السيّجان، فكان الإمام الأَوزاعيّ يساير الناس في أزيائهم. وكأنّ ظاهرة الأزياء وتبدُّلها من عام إلى آخر في بيروت، بل هي ظاهرة موروثة منذ العصر الأمويّ.

وكان الشيوخ والعلماء وطلبة العلم يتّبعون تقليداً خاصاً بيوم الجمعة، وهو وضع العمامة عند الخروج لصلاة الجمعة.