خاتمة وإستنتاجات  

                  

يتبين للدكتور حسّان حلاّق أن دراسة الجذور التاريخيّة للعائلات البيروتيّة تنوعاً واضحاً، غير أن بيروت المحروسة استطاعت صهر البيارته في بوتقة واحدة هي بوتقة البيرتة، وبالرغم من التنوع السكاني، غير أنه من الثابت من خلال الدراسات العلميّة والتاريخيّة والأثريّة والاجتماعيّة والأنثروبولوجية أن جميع سكان وشعوب العالم العربي بغالبيتهم، إنما يعودون بأصولهم إلى شبه الجزيرة العربيّة التي أطلق عليها الكاتب فيليب حتّي مصطلح (خزان الشعوب)، وأكد أنه انطلقت منها قبل الميلاد بالآف السنين موجات من الهجرة إلى مصر وشمالي إفريقيا والعراق وبلاد الشام قاطبة، مما يؤكد أن الجذور التاريخيّة لشعوب هذه المناطق إنما هي من أصول وجذور واحدة، بل أكثر من ذلك فإن بعض العائلات البيروتيّة ليست عربيّة وحسب، وإنما تعود بجذورها أيضاً إلى السلالة النبويّة الشريفة، سلالة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أن بعضها الآخر من سلالة الخلفاء:

·أبي بكر الصدّيق

·عمر بن الخطّاب

·عثمان بن عفّان

·علي بن أبي طالب

 

كما أن بعضها الآخر من سلالة القادة :

·أبو عبيدة الجرّاح

·خالد إبن الوليد

وبعضها الآخر من سلالة الأئمة والعلماء:

·  الإمام الأوزاعي

·  عبد الرحمن بن عفّان

·  عمر بن جميل البيروتي

·   عبد الحميد بكّار

·   عقبة بن علقمة بن حديج الفهري البيروتي 

·   محمد بن عبد الله المكحول

·رواحة بنت عبد الرحمن بن عمر الأوزاعي البيروتيّة

وسواهم الكثير من علماء العصور الأولى والوسطى والتاريخ الحديث والمعاصر.

وهذه الحقائق تؤكد بدورها مرة أخرى أن العائلات المغربيّة، باستثناء البربر، هي عائلات عربيّة ـ شاميّة إذ لا يعقل أن تكون العائلات المغربيّة والعائلات البيروتيّة من آل البيت وسلالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم، إلا إذا كانت في جذورها عربيّة الأصل شاميّة الإقامة، لأن القبائل المتوطنة في المغرب كانت في جذورها بربريّة ولا يمكن للبربر أن يكونوا من آل البيت.

من هنا نرى أن ارتداد الشوام إلى بلادهم الشام، بعد أن تمغربوا، لا تفسد قضية أساسيّة وهي أن الشوام والمغاربة معاً هم من جذور عربيّة واحدة، ومن أصول واحدة.

وأخيراً يكفي البيارتة فخراً أنهم استطاعوا أن يجعلوا من مدينتهم مدينة محوريّة ومركزيّة من أهم مدن العالم العربي، بل إنهم استطاعوا أن يحولوا (بيريت) (أي بئر المياه) من بئر للمياه إلى ينابيع دافقة بالخير والعطاء والرباط والجهاد، ودفاقة بالمؤسسات والجامعات ودور الفكر والإيمان، ومركز من أهم مراكز العلم والعلماء.