المسارح  في بيروت

 

تتابع النشاط المسرحي في بيروت بعد إنتهاء الحرب العالميّة الأولى، فقد جدد مسرح الكريستال الذي كان يحتوي على أضخم المقصورات إضافة إلى غرف الممثلين، بمقياس تجعله في مصاف دور الأوبرا الكبرى، واستطاع بذلك تقديم أقوى المسرحيات، ثم تبعه مسرح التياترو الكبير الذي شهد مسرحيات يوسف بك وهبي، ومسرح الأكبير مع مسرحيات فاطمة رشدي أو صديقة الطلبة، مع استمرار مسرح زهرة سوريا الذي عُرف فيما بعد باسم مسرح فاروق أو مسرح التحري .

 

أخذت الحركة المسرحيّة في بيروت أثناء الانتداب الفرنسي أشكالاً ومظاهر متنوعة، وذلك رغم استمرار عرض مسرحيات كركوز وعيواظ (مسرح خيال الظل) في بعض المقاهي وفي شهر رمضان المبارك، كقهوة القزاز في ساحة البرج، وقهوة البسطة وقهوة عصور (السور).

 

نشير إلى وجود مسرح في محلة السور بجانب سوق الهال، كتب على مدخله بخط أحمر (تياترو سوق الهال) كان رسم الدخول إليه ستة قروش، وكان على الداخل أن يحني ظهره نظراً لإنخفاض باب المسرح، وكانت كراسيه مبعثرة وعتيقة، نصلانها عريضة وأحضانها مثقوبة، وقد بلغت مساحته مائة متر مربع بما فيه المسرح والكواليس. وكان يحتوي على (لوج) من أخشاب مسمّر بعضها إلى بعض.

 

ذكر أحد رواد المسارح أنه دخل يوماً مسرحاً فشاهد ممثلاً بدور العاشق ينشد: يا ليل يا ليلي، وأن الطرب أخذ الرواد، فيما تصاعد دخان السجائر والنراجيل. وكان رواده من الفقراء الكادحين، كبائع كعك وضع فرشه إلى جانبه، وعتّال وضع سله في زاوية الصالة، وعامل مرفأ علا الغبار شعره.