المسرح الدرامي  

أدركت الفرق المسرحية المصرية تقدير الجمهور البيروتي للفن المسرحي الراقي، فكانت بيروت محطة لا بدّ منها لتلك الفرق، فقدمت فيها أقوى مسرحياتها وأشهرها.

أولى تلك الفرق، كانت فرقة جورج أبيض، التي قدمت على مسرح الكريستال ومسرح زهرة سوريا، مسرحياتها الشهيرة مثل:

·       لويس الحادي عشر                            

·       والحاكم بأمر الله

·       المرسيلية الحسناء مع نابوليون                 

·       مضحك الملك   

·       البطل عطيل 

·       ثارات العرب 

·       في سبيل الوطن

·       هارون الرشيد 

·       أوديب الملك

·       عيشة المقامر

·       مصر الجديدة

·       الكابورال سيمون

·       الشرف الياباني

·       مدام سان جين مع نابوليون

 

والذين شاهدوا جورج أبيض في هذه المسرحية الأخيرة ، ظنوه نابليون نفسه، في بلاطه وبين قواده، شكلاً وزيّاً ووجهاً، وفي رواية في سبيل الوطن، ظهر جورج أبيض بدور القائد العسكري العظيم الذي كان بطلاً في الحرب والسلم.

مسرحية هارون الرشيد كانت تمثَّل عصر الخليفة المذكور، وغنّى فيها الشيخ حامد مرسي على تخت طرب من عود وقانون وكمنجة، أدواراً وطقاطيق، وذلك خلال قيامه بدور علي نور الدين.

يذكر أن الأديب الراحل عمر فاخوري كتب سنة 1919م في صحيفة الحقيقة، ثلاث مقالات في مسرحيات جورج أبيض، قال في أحداها (في كل يوم يعظم إعجاب الناس بالأستاذ أبيض، وبإتقان فرقته، وفي كل يوم مساء، يزداد الإقبال على مسرح زهرة سوريا، ليروا كيف أن التمثيل العربي أصبح حياً يفيض ذوقاً وشعوراً وحسناً ..). وقال فاخوري عن مسرحية لويس الملك ( أبيض أم لويس الملك ؟ ميزة الدور هي صعوبة تمثيله، ولا مغالاة في قولي أن أبيض نشر لويس الميت بعد خمسة قرون، فعاش ملك فرنسا في شخص ملك التمثيل العربي. لم يجد الأستاذ أبيض، بل أبدع الإبداع كله وأعجب به كل من حضر الرواية، وكان الناس بعضهم فوق بعض، وكانوا جميعاً مأخوذين بما يرونه. وماذا رأوا ؟ رأوا لويس الحادي عشر يشعر ويفكّر ويجلس ويشجَّع ويجبن، رأوه يحيا الحياة كلها ) .

وقال في المقال الثالث (إن سوريا تغبط مصر على نعمة الله عليها بالأستاذ أبيض، كيف لا وهو إبن بيروت، وإن كان أبيض الممثل ربيب باريس والقاهرة. لذلك وعدت بيروت نفسها بالسعادة بعودة ابنها إليها. أما وسيقضي الأستاذ بين ذراعي أمه عشر ليال فقط، ثم يترك بيروت، فبيروت تعدّ هذه الليالي ليالي عيد).

 

وكتب إلياس أبو شبكة في سنة 1929م يقول: (إن حق لفرنسا أن تفخر بممثلها، فحق للبلاد أن تفاخر بجورج أبيض الذي إذا غضب، رأيت نيرون وأتيلا، وإن بكى سمعت أوديب الملك باكياً أمام شبح الجريمة، وإن ثار شاهدت الاسكندر والقيصر ونابوليون .

هذا هو الرجل الذي اجتمعت فيه ثورة الملك وغضب الظالمين ودموع المجرمين المكفرين، إنما وراء تلك الثورة تكمن نفس مطمئنة، وتحت ذلك الغضب الظالم جمال قلب حساس، وخلال تلك الدموع المتألمة تجلد روح حكيم).

 قدمت فرقة جورج أبيض في بيروت عدة مرات منذ سنة 1927م، فقدمت أشهر مسرحياتها ومنها: عاصفة في بيت، على مسرح الكريستال، وهي من تأليف أنطوان يزبك، مثَّلت فيها دولت أبيض دور دلال، المرأة الخائنة التي طردها زوجها (جورج) من البيت ومنعها من رؤية طفلها.

يُوسُف بك وهبي 

عرفت بيروت يوسف وهبي فأعجبت به ومنحته إقبالاً وتقديراً كبيرين، عرضت مسرحياته في التياترو الكبير ومسرح الكريستال وقاعة وست هول، علماً بأن يوسف وهبي كان يفضِّل مسرح الكريستال المُعد أصلاً كمسرح، من المسرحيات التي عرضت نذكر:

·       الذبائح

·       أولاد الفقراء

·       كرسي الإعتراف

·       بيومي أفندي

·       المجنون

·       أولاد السفاح

·       البرج الهائل

·       غادة الكاميليا

·       القبلة القاتلة

·       الكابورال سيمون

 

وقد منعته سلطات الانتداب من تمثيل مسرحية الاستعباد . 

 

وعرفت بيروت بعد يوسف وهبي فاطمة رشدي التي كانت قد أسست فرق خاصة بها بعد انفصالها عن مسرح رمسيس، قدمت إلى بيروت سنة 1929م ولقيت إقبالاً كبيراً ولقّبت بصديقة الطلبة، وأقام لها الطلبة في أيار حفلة تكريميّة في فندق رويال، تكلم فيه كنعان خطيب وأحمد دمشقية وتقي الدين الصلح وإبراهيم رشدي وإبراهيم طوقان وخليل تقي الدين.

قدمت فرقة فاطمة رشدي على مسرح صالة الأمبير عدة مسرحيات منها:

·    النسر الصغير

·    غادة الكاميليا

·    جان دارك

·    السلطان عبد الحميد

·    يوليوس قيصر

 

وقدمت في الهواء الطلق على سطوح الباريزيانا مسرحية مصرع كليوباتره لأمير الشعراء أحمد شوقي ، كما قدمت مسرحية العواصف من تأليف أنطوان يزبك وفيها عرض لبعض الأخلاق والعادات بالنقد والتحليل، ويدور محورها حول نزاع يثور في قلب امرأة بين رجلين أو عاطفتين، تنتقد خلالها فكرة الشخص الثالث (المحلل).

وقد سُميّت فاطمة رشدي (سارة برنار مصر) وكان لديها هوس في تمثيل دور الرجال.

أعلى الصفحة