نسب شريف.. أهل فقه وعلم وأدب

من الأسر الإسلامية البيروتية والصيداوية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية لا سيما قبيلة بني جذام التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام والمغرب العربي، وقد أسهم قادتها في الفتوحات العربية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه والقائد عمرو بن العاص. انتشرت الأسرة في مصر والعراق وبلاد الشام، ولا سيما في لبنان وفلسطين وسوريا.

ويشير كتاب «جامع الدرر البهية لأنساب القرشيين في البلاد الشامية ص131» إلى ان أسرة الأسير تعود بنَسَبها إلى النسب النبوي الشريف، ولا سيما إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، لذا يقال لها الأسير الحسيني.

برز أعلام الأسرة في الميادين العلمية والفقهية والدينية في صيدا وفي بيروت في مقدمتهم العلامة الشيخ يوسف الأسير (1815 - 1889م) ولد في صيدا عام (1815م)، عاش في بيروت وتوفي فيها عام (1889م). درس في دمشق وفي الأزهر الشريف في مصر لمدة سبع سنوات، تولى منصب الافتاء في مدينة عكا في فلسطين. كان استاذاً للغة العربية في دار المعلمين في عاصمة الدولة العثمانية استانبول، كما كان استاذاً ومربياً في العديد من مدارس وكليات بيروت المحروسة، ومدعياً عمومياً في جبل لبنان.

كان أستاذاً للعديد من علماء بيروت الذين تعلموا وتفقهوا وتخرجوا عليه منهم على سبيل المثال العلماء السادة: الشيخ مصطفى نجا (1852 - 1932م) الشيخ محيي الدين الخياط (1875 - 1914م) الشيخ إبراهيم المجذوب (1863 - 1937م) وسواهم الكثير.

من اثار العلامة الشيخ يوسف الأسير العلمية والفقهية والأدبية كتاب «شرح رائض الفرائض» وشرح كتاب «أطواق الذهب» للزمخشري، ورواية «سيف النصر» وكتاب «إرشاد الورى لنار القرى» وهو نقد لكتاب نار القرى للبستاني، وله كتاب «رد الشهم للسهم» وديوان شعر باسم «الروض الأريض»، كما تولى تحرير صحيفتي «ثمرات الفنون» و«لسان الحال» لسنوات طويلة.

يعتبر العلامة الشيخ يوسف الأسير من الأعلام العلماء ليس في بيروت وصيدا فحسب، وإنما بسبب اسهاماته وانجازاته العلمية اعتبر من علماء العالم العربي والإسلامي، توفي رحمه الله في بيروت المحروسة في 28 تشرين الثاني عام (1889م).

برز من أسرة الأسير أيضاً الطبيب الدكتور حسن الأسير الذي اختارته جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت في أواخر القرن التاسع عشر للتخصص في مدرسة الطب الخديوية مع رفاقه الآخرين: كامل قريطم، عبدالرحمن الأنسي، محمّد سلطان، سليم سعدالدين سلام. برز الدكتور حسن الاسير في ميادين العلم والطب، كما برز في الميادين السياسية، ولا سيما عام (1913م)، وعُرف عنه تأييده لجمعية الاتحاد والترقي العثمانية.

برز من أسرة الأسير ابن العلامة الشيخ يوسف الأسير السيّد مصطفى يوسف بن عبدالقادر الأسير (1856 - 1915م) كما برز السيّد مصطفى محمّد الأسير رئيس جمعية الشبان الأحرار في بيروت عام (1908م)، والشاعر صلاح الأسير (1917-؟) من طليعة الشعراء اللبنانيين، درس في الليسيه، عمل محرراً في مجلة «الجمهور» عام (1935م)، عيّن عام (1941م) مديراً للاذاعة اللبنانية. أسهم في تحرير مجلة «الأديب». أصبح مديراً للشركة الالمانية - السعودية، من مؤسسي «جمعية القلم»، من مؤلفاته ديوان شعر «الواحة»، والقائمقام السابق مصطفى الأسير وسواهم.

كما عُرف من الأسرة السادة: أحمد، حسن، خالد، رمضان، زياد، شفيق، عبدالكريم، عبدالله، علي، عمر، فتحي، محمّد أنيس، محمّد محمود، محمّد محيي الدين، محمّد نعيم، محمّد يوسف، محمود، محيي الدين الأسير، ناجي الأسير الحسيني المتوفى في 20 أيلول (2008م)، مدير بنك مصر، فرع المزرعة السابق، وسواهم الكثير من البيارتة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن بيروت شهدت أيضاً أسرة الأسير الحسيني مما يُؤكّد النَسَب الشريف للأسرة. كما شهدت فرعاً قليل العدد من المسيحيين عرف منها الياس الأسير، وجورج الأسير وسواهما.

أما الأسير لغة، فهو لقب أُطلق على كل من كان يجاهد ويقاتل، وقد انتهى به الأمر إلى الأسر.