آل الأوبري

من الأسر الإسلامية البيروتية، تعود بجذورها إلى شبه الجزيرة العربية التي إنتشرت في مصر وبلاد الشام وإيران ومناطق عربية وإسلامية أخرى. وقد شهدت دمشق وبيروت في العهد العثماني أسرة أوبري. كما شهدت العصور الإسلامية الأولى توطن هذه الأسرة في البحرين وبلخ وسواها.

ومن الأهمية بمكان القول، إنه في أواخر القرن العشرين عثرت بعثة فرنسية كانت تنقب في االبحرين على بقايا مملكة قديمة عمرها خمسة آلاف عام على بقايا مستوطنة عربية إسلامية يرجع تاريخها إلى القرنين الثالث عشر والرابع عشر الميلاديين، وإن هذه البعثة عثرت على بقايا «قصر الأوبري»  وهو أحد ملوك ديلمون « البحرين» ، وأثبتت نتائج الحفريات تعرض القصر وجدرانه لتخريب نتيجة بناء الحوض المائي لقلعة البحرين الذي قام به البرتغاليون في القرن السادس عشر الميلادي.

من هنا أهمية القول، بأن أسرة الأوبري من الأسر العربية القديمة في مملكة البحرين، وتعود بجذورها إلى الملك أوبري أحد ملوك ديلمون في التاريخ القديم. وبعد انتشار الإسلام اعتقنت قبائل الأوبري الدين الحنيف، وأسهمت في إنتشاره سواء عن طريق الجهاد أو عن طريق الدعوة الإسلامية.

ويشير إبن الأثير في كتابه «اللُباب في تهذيب الأنساب» 1/92 : إلى أن المحدث أبي حامد أحمد بن يحيى بن هشام الأوبري «ت 305هـ» وإن نسبته الأوبري إنما تعود إلى قرية أوبر إحدى قرى بلخ.

من جهة ثانية، فإن المؤرخ إبن أبيك الصفدي[صلاح الدين خليل] في كتابه «الوافي بالوفيات» 16/190 - 191 - ، تحقيق د. وداد القاضي، منشورات فرانز شتاينر - فيسبادن - 1402 هـ 1982م - ، يشير إلى أشهر عالمة عراقية هي المحدثة والكاتبة «فخر النساء» شهدت بنت أبي نصر أحمد بن الفرج بن عمر الأبري « المتوفية عام 574هـ » زوجة ثقة الدولة أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى المعروف بإبن الأتباري. ونظراً لدورها وأهميتها فقد كانت مخالطة لدار الخلافة، وكان لها بِـر ومعروف وصدقات، وكانت جليلة القدر. توفبت ليلة الإثنين في 14 محرم عام 574 هـ ، وقد صلّى عليها الخليفة المستضىء بأمر الله الحسن بن المستنجد بأمر الله.

هذا، وقد برز من أسرة الأوبري عبر التاريخ الكثير من العلماء والأتقياء والمتدينين، كما برز بعضهم في ميادين التجارة والصناعة والطب سواء في دمشق أو بيروت أو دول الخليج العربي. وفي بيروت توطنت الأسرة في مناطق تلة الخيّاط ورأس النبع وبرج أبي حيدر، حيث عرف منها الطبيب الدكتور نبيل عبد الغني الأوبري، والدكتورة بدرية «بدور» الأوبري والسادة: أحمد عبد الغني، والصناعي ورجل الأعمال أديب أوبري.

ومما يلاحظ أن بيروت شهدت أسرة الأوبري المسيحية وهي لا تزال قليلة العدد، عُرف منها أنطوان، الياس، وجورج الأوبري وسواهم.

أما الأوبري لغةً فهي نسبة قديمة لملك البحرين «ديلمون» المعروف باسم أوبري، كما أنها نسبة لقرية أوبر إحدى قرية بلخ، وهي أيضاً نسبة لعلماء حملوا لقب الأوبري، كما أن الأبري نسبة إلى الإبرة التي يخاط بها الثياب.