آل تقلا


من الأُسر المسيحية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى القبائل العربية التي انتشرت في مصر وبلاد الشام والعراق، ومن ثم في بعلبك وحمص وجبل لبنان وأميون والشويفات وكفرشيما وبيروت المحروسة.
اشتغل أجداد الأسرة في الميادين العلمية والصحافية والتجارية، وبرز رجالاتها في العهد العثماني، وفي مقدّمتهم الصحافيان البارزان سليم تقلا (1849 - 1892م)، وبشارة تقلا (1852 - 1901م)، وأصلهما من كفرشيما، عاشا في بيروت، ثم هاجرا إلى مدينة الإسكندرية وأسّسا فيها صحيفة «الأهرام» عام (1876م)، ثم نقلت إلى القاهرة. أصدر بشارة تقلا صحيفة «بيراميد» (Pyramides) الصادرة باللغة الفرنسية عام (1900م)، وتوقفت عن الصدور عام (1914م). آلت إدارة وملكية صحيفة «الأهرام» بعد وفاة بشارة تقلا إلى زوجته، فابنه جبرائيل باشا بن بشارة بن خليل تقلا (1893 - 1943م) أحد أعمدة الصحافة العربية، وقد صرف جهده إلى توسيع وتطوير الصحيفة، وإتقان طباعتها حتى أصبحت من الصحف العالمية. ونظراً لدوره الريادي في الصحافة المصرية، فقد انتخب نقيباً للصحافة المصرية عام (1919م). وما تزال أسرة تقلا وأحفادها مقيمة حتى اليوم في مصر وموزعة بين الإسكندرية والقاهرة، ويلفظ اسم الأسرة في مصر بصيغة «تكلا».
برز من أسرة تقلا في بيروت وذوق مكايل العديد من الوجهاء والسياسيين والوزراء والنواب يأتي في مقدمتهم سليم بك حبيب تقلا (1895 - 1945م)، الذي برز في الميدان السياسي منذ العهد العثماني، وفي عهد الانتداب الفرنسي، وعهد الاستقلال الأول.
درس سليم حبيب تقلا في مدرسة عينطورة، كما درس الحقوق في المعهد الفرنسي، وتدرج في العمل الإداري والقضائي، فعيِّن في عهد الانتداب الفرنسي رئيس كتاب لجنة تفتيش العدلية لمنطقة العلويين، ثم مستنطقاً في العدلية في بيروت عام (1922م)، ومتصرفاً للواء البقاع عام (1923م)، ومحافظاً لبيروت وطرابلس عام (1931م). أسهم في تأسيس الكتلة الدستورية مع الشيخ بشارة الخوري وصبري حمادة والأمير مجيد أرسلان وكميل شمعون وفريد الخازن وميشال زكور، وانتُخب نائباً عن جبل لبنان في دورتي عام (1937م) وعام (1943م).
عُيِّن عام (1937م) وزيراً للأشغال العامة في حكومة الرئيس خير الدين الأحدب، ووزيراً للأشغال العامة ومكلفاً بالشؤون الخارجية في آذار عام (1938م) في حكومة الرئيس خالد شهاب، ووزيراً للخارجية والأشغال العامة في أيلول عام (1943م) في حكومة الرئيس رياض الصلح، ووزيراً للخارجية والأشغال العامة في تموز عام (1944م) في حكومة الرئيس رياض الصلح، ووزيراً للخارجية والعدلية في كانون الثاني عام (1945م) في حكومة الرئيس عبد الحميد كرامي.
شارك سليم تقلا في الحصول على الاستقلال اللبناني، فاعتُقل في (11 تشرين الثاني عام 1943م)، وسُجن في قلعة راشيا إلى جانب الرؤساء: بشارة الخوري، رياض الصلح، كميل شمعون، عادل عسيران، وعبد الحميد كرامي. وكان محور الدبلوماسية اللبنانية في مطلع عهد الاستقلال، كما أسهم في عملية انفتاح لبنان نحو الدول العربية، وفي تأسيس جامعة الدول العربية. تأهل من السيدة زينة قشوع، ولهما: يوسف ومنى. توفي في (11 كانون الثاني عام 1945م) بعد يومين من تعيينه وزيراً، فخلفه شقيقه فيليب تقلا في النيابة، فيما خلفه هنري فرعون في الوزارة.
وبرز من الأسرة شقيقه فيليب حبيب تقلا (1915 - 2006م)، الذي تابع دراسته في مدارس الفرير وعينطورة، وجامعة القديس يوسف في بيروت، فتخرج منها عام (1935م)، حاملاً الإجازة في الحقوق، وشغل رئاسة تحرير مجلة المحاكم اللبنانية السورية.
انتُخب نائباً عن جبل لبنان بديلاً عن شقيقه سليم تقلا في آذار عام (1945م)، وأُعيد انتخابه في دورة عام (1947م)، وانتُخب عام (1951م) عن منطقتي الشوف وعاليه، وعن بعلبك الهرمل في دورة عام (1957م).
عُيِّن وزيراً لأكثر من مرة بين أعوام (1946 - 1975م)، لا سيما وزارة الخارجية والمغتربين متعاوناً مع الرؤساء: سامي الصلح، سعدي المنلا، رياض الصلح، عبد الله اليافي، رشيد كرامي، أحمد الداعوق، صائب سلام، حسين العويني، رشيد الصلح. انقطع عن وزارة الخارجية في أيلول عام (1975م) إبان الحرب الأهلية اللبنانية، وغادر البلاد.
اعتبر فيليب تقلا من مؤيدي الاتجاهات السياسية والإصلاحية والإنمائية للرئيس فؤاد شهاب، ومن خلال وزارة الخارجية اللبنانية استطاع رسم السياسة اللبنانية الخارجية المميزة، سواء مع الدول العربية أو الأجنبية، كما نجح في رسم وجه لبنان الخارجي.
وفضلاً عن تولّيه مناصب نيابية ووزارية، فقد تولى عام (1964م) حاكمية مصرف لبنان، وفي عام (1968م) عُيِّن سفيراً للبنان في باريس، واستمر في هذا المنصب حتى عام (1972م). له عدة محاضرات في الندوة اللبنانية، نال العديد من الأوسمة اللبنانية والأجنبية. تأهل من السيدة أوديت جورج معلوف، ولهما: حبيب وجورج. توفي في (10 تموز عام 2006م).
وبرز من الأسرة حديثاً وزير الدولة يوسف سليم تقلا من مواليد الأشرفية عام (1937م) عُيِّن وزيراً عام (2008م)، في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في أول حكومة في عهد رئيس الجمهورية اللواء ميشال سليمان، وهو نجل الوزير الأسبق سليم تقلا محامٍ لامع، له مؤلفات عديدة.
عُرف من أسرة تقلا في بيروت وجبل لبنان السادة: اسكندر يوسف، إميل يوسف، أنطوان وديع، أنور جورج، إيلي سميح، إيليا يوسف، جوزيف جميل، سلام حنا، سميح جرجس، المحامي سمير يوسف، طانيوس الياس، فؤاد نعيم، مطانيوس اسكندر، وسواهم ممّن يقطنون في شوارع ومناطق الحمراء وكليمنصو وسرسق والعدلية والروضة والجديدة وسواها.
وتقلا بالقاف لغة واصطلاحاً مصطلح عربي من التقل أو الثقل يُطلق على المرأة ذات الحمل الثقيل، أو التي ثقل أو اشتدّ مرضها. كما أن التكلا أو الثكلا بالكاف مصطلح عربي يطلق على المرأة الثكلى الفاقدة ابنها أو سواه، وقد استخدم العرب قديماً «نساء الغزاة مثاكيل».

تقلا من الأسر المسيحيّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي انتشرت في مصر وبلاد الشام والعراق، ومن ثم في بعلبك وحمص وجبل لبنان وأميون والشويفات وكفرشيما وبيروت المحروسة.

اشتغل أجداد الأسرة في الميادين العلميّة والصحافيّة والتجاريّة، وبرز رجالاتها في العهد العثماني، وفي مقدّمتهم الصحافيان البارزان سليم تقلا - 1849/1892م-، وبشارة تقلا - 1852/1901م -، وأصلهما من كفرشيما، عاشا في بيروت، ثم هاجرا إلى مدينة الإسكندريّة وأسّسا فيها صخيفة «الأهرام» عام 1876م، ثم نقلت إلى القاهرة. أصدر بشارة تقلا صحيفة بيراميد «Pyramides» الصادرة باللغة الفرنسيّة عام 1900م، وتوقفت عن الصدور عام 1914م. آلت إدارة وملكية صحيفة «الأهرام» بعد وفاة بشارة تقلا إلى زوجته، فابنه جبرائيل باشا بن بشارة بن خليل تقلا - 1893/1943م - أحد أعمدة الصحافة العربيّة، وقد صرف جهده إلى توسيع وتطوير الصحيفة، وإتقان طباعتها حتى أصبحت من الصحف العالميّة. ونظراً لدوره الريادي في الصحافة المصريّة، فقد أنتُخب نقيباً للصحافة المصريّة عام 1919م.وما تزال أسرة تقلا وأحفادها مقيمة حتى اليوم في مصر وموزعة بين الأسكنديّة والقاهرة، ويُلفظ اسم الأسرة في مصر بصيغة «تكلا».