آل دوغان

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة، تعود بجذورها إلى الأمراء من العناصر العربيّة والتركية التي أسهمت في فتوحات بلاد الشام وفارس والعراق. وخلافاً للاعتقاد السائد بأن جميع أفراد أسرة دوغان من جذور تركية وألبانية. فقد تبين لي بأن بعض أفراد أسرة دوغان من جذور عربية، وبعضها الآخر من جذور تركية، وبعضها من جذور فارسية، وفقاً لما يلي:

1- دُغان (دوغان) قبيلة عربية اسلامية نسبت إلى جدها الأول المحدث دُغَان المعروف باسم أبي نصر أحمد بن عفو الله بن نصر بن دُغان الشيرازي الدُغاني الكاتب. روى عن المدث الفراث بن سعيد وجعفر بن محمد ابن رمضان، وتوفي بعد عام 34هـ.

2- دُغان (دُغنة) بن عُدثان: قبيلة عربية، بطن من شنوءة من الأزد من القحطانية، وهم بنو دُغنة بن عُدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، ونصر هو شنوءة.

3- الدواغنة احدى العشائر العربيّة التي انتشرت في بلاد الشام وفارس والعراق واندمج أفراد منها مع العناصر التركية.

4- طوغان (دوغان) احدى القبائل التركية القديمة، أطلق اسمها على مجموعة من الأمراء المماليك، وقد استمر اللفظ إلى العهد العثماني، وهو اسم لعائلة معروفة في بيروت وتركيا وألبانيا ويوغوسلافيا وأوروبة الشرقية. وقد استخدمت بصيغتين: طوغان ودوغان بمعنى الصقر الصغير أو الباشف. وهكذا يلاحظ بأن أسرة دوغان المنجذرة في عمق التاريخ العربي والتركي والايراني، قد ارتفع نفوذها لا سيما في العهدين المملوكي والعثماني، وقد تولت حكم الكثير من الولايات العربيّة لا سيما بعد أن نال أجدادها لقب «الأمراء» وقد أثبتوا جدارتهم وقوتهم وجرأتهم في إدارة المقاطعات والولايات التي حكموها، فضلاً عن جرأتهم في المعارك العسكرية، كا تميزوا بمزاجهم الحاد دفاعاً عن الحق والعدل. هذا، وقد توطن فرع من آل دوغان في بيروت المروسة منذ العصور الوسطى (منذ ألف عام )، وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية إلى بعض أجداد الأسرة منهم على سبيل المثال السيد أحمد دوغان. أحد الشهود على عملية بيع وشاء بين الحاج مصطفى والحاج سعد الدين محمد النقاش وبين السيد بن عبد الرحمن القباني وعباس المناصفي في مزرعة المصيطبة في 25ذي القعدة عام 1260هـ. والسيد جمعة دوغان صاحب أملاك في مزرعة المصيطبة. كما ورد في الوثائق والسجلات اسم السيد محمد بن أحمد دوغان وقد التمس مع بعض البيارتة من الحاكم الشرعي في بيروت المحروسة إقامة الشيخ عبد الحميد بن الحاج عمر يموت ناظراً ومتولياً على زواية الشيخ حسن الراعي الكائنة في باطن بيروت بالقراب من باب يعقوب. برز من أسرة دوغان في العهد العثمانب بعض الأمراء والقادة العسكريين، كما برزت الأسرة في الميادين الاقتصادية والاجتماعية، وفي مجال الخدمة العامة، كما تم اختيار العديد من أفرادها في منصب «مختار» منذ العهد العثماني إلى اليوم. عرف من مخاتير الأسرة: الحاج عبد الرحمن دوغان ونجله الأستاذ خليل دوغان (مجاز في الحقوق) والسيد خضر دوغان وسواهم. ومن وجوه بيروت البارزة الحاج راشد دوغان أحد رجالات بيروت البارزين في الميادين البيروتيّة والوطنية والإسلاميّة. تميز بالنخوة والرجولة مع أقرانه، وكان أيضاً مقرباً من روؤساء الوزراء والسياسيين ورجال البر والاحسان، لذا ارتبط اسمه لفترات طويلة ببيروت المحروسة لاسيما بمنقطة الطريق الجديدة. كما برز نجله المرحوم الملازم في اطفائية بيروت أبو راشد محمد دوغان الذي تميز بدوره بجرأة ووطنية وقول الحق. وبرز من الأسرة شقيقه المحامي محيي الدين دوغان مرشح الانتخابات النيابية عن بيروت عام 1996، وهو أحد العاملين في الميادين الوطنية والإسلاميّة، وأحد البارزين في منطقة الطريق الجديدة. أصبح عام 2006 عضواً في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى. رئيس وعضو في عدة جمعيات ومؤسسات وهئيات المجتمع المدني والأهلي. وبرز من أسرة دوغان السيد يوسف دوغان النقيب السابق لتجار الخضار في بيروت،وكان أحد العاملين في الميدان الوطني والاسلامي منذ عهد الرئيس رياض الصلح إلى وفاته. أسهم عام 1952 مع السيد عبد الرحمن بكداش العدو النقيب السابق لتجار اللحوم، ومع الحركة الوطنية والمعارضة بإقفال بيروت في أيلول عام 1952 اعتراضاً على الفساد في عهد الرئيس بشارة الخوري، الأمر الذي أدى أخيراً إلى استقالة رئيس الجمهورية. ونظراً لأهمية دور السيد يوسف دوغان والسيد عبد الرحمن بكداش العدو، فقد أشار إليهما الرئيس بشارة الخوري في مذاكرته. ومما قاله في إطار أحداث17أيلول1952: «....فتفتقت الحيلة لبعض اليائسين بأن أشاعوا كذباً،وإمعاناً في الهدم، وخدمة للمطامع اللالبنانية، أن الحكومة خطفت يوسف دوغان نقيب بائعي الخضار، قغضب بعض زملائه وتغاضب الآخرون، وأعلنوا أنهم لا يعودون عن إضرابهم ما لم يظهر رفيقهم الذي أخفاه أصحاب الأغراض لإحداث القلق وايقاظ الفتنة...» وقد أكد عبد الرحمن بكداش العدو، أنه لولا اختفاء زميلهم يوسف دوغان لما كانوا شاركوا في إضراب المعارضة. وبرز من أنجال المرحوم يوسف دوغان المحامي عبد الرزاق دوغان أحد متخرجي الجامعة الأميركية وجامعة بيروت العربيّة. كان أحد رموز الحركة الناصرية في بيروت ولبنان، ترشح للانتخابات النيابية عن دائرة بيروت الثالثة مرتين على التوالي1968،1972، وكاد أن ينجح ويخترق اللوائح الكبرى. اشتهر عن المحامي عبد الرزاق دوغان وزوجته السيدة المحامية إقبال مراد دوغان وأولادها بالاشتغال في الميادين الوطنية والقومية والاجتماعية والتربوية، والدفاع عن قضايا المرأة وقضايا المجتمع. كما برز أنجالهما منهم المحامي مازن عبد الرزاق دوغان. وبرز من أسرة دوغان الإعلامي والصحافي البارز الأستاذ محمد أمين دوغان (1926-2006) أحد رواد الصحافة في لبنان والمشرق العربي. أسس في بيروت عام 1959صحيفة «الشعب» صحيفة يومية سياسية. تميز بمقالاته السياسية والاصلاحية الجرئية، وكان المجتمع البيروتي ينتظر يومياً هذه المقالات ليبني على الشيء مقتضاه، لذا، كان لسنوات مؤشراً أساسياً حول الثضايا الإسلاميّة والوطنية. في9شباط2010 وفي إطار فعاليات مؤتمر «جمعية بيروت للتراث» تم تكريمه مع مجموعة كبرى من الفعاليات والعلماء البيارتة في قصر الأونيسكو. وبرز من أسرة دوغان التربوي الأستاذ حسن دوغان أحد كبار رجال التربية والتعليم في بيروت ولبنان. ولقد كانت له اسهامات كبرى في إطار إصلاح البرامج والمناهج التربوية والتعليمية والإدارية. تولى قبل وفاته بسنوات مدير ثانوية رمل الظريف، وقد عرف بحسن إدارته. كما برز نجله المهندس محيي الدين حسن دوغان الذي لم يتمز في إطار تخصصه الدقيق فحسب. بل تميز أيضاً بتفاعله مع القضايا البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، وهو في الوقت نفسه عضو اتحاد جمعيات العائلات البيروتيّة. وكما برز شقيقه الطبيب الدكتور باسل دوغان. وبرز من الأسرة في العهدين العثماني والمعاصر المرحوم زكريا دوغان وأنجاله المحامي أحمد دوغان، والطبيب الدكتور ابراهيم دوغان، والعميد السابق في الأمن العام الصديق عدنان دوغان. كما برز من هذا الفرع الإعلامية لينا بنت المحامي أحمد دوغان (مجازة من كلية الآداب-جامعة بيروت العربيّة) وشقيقها المحامي محمد أحمد دوغان عضو المجلس البلدي لمدينة بيروت ابتداء من أيار عام 2010. وبرز من أسرة دوغان السادة: سعد الدين عادل دوغان، والمفوض السابق في الأمن العام محيي الدين، وابراهيم. كما برز من الأسرة الفنان المطرب أحمد دوغان ابن المختار عبد الرحمن دوغان، وشقيق مختار منطقة المصيطبة خليل دوغان (مجاز في الحقوق). وبرز من الأسرة قديماً العلامة الشيخ محيي الدين دوغان. كما برز مختار محلة المزرعة المختار خضر أحمد دوغان. وعرف من أسرة دوغان في التاريخ الحديث والمعاصر السادة: أحمد، أحمد خالد، أحمد خضر، أحمد عبد البديع، أحمد عبد الغني، أحمد محمود، أسامة، أمين، بلال بشير، العميد رياض، حبيب عبد الرحمن، حسان عبد الحفيظ حسن محيي الدين، حسين عبد الرزاق، خضر راشد أحمد، راشد محمد، سعد الدين، سعد الدين حسين، سعد الدين محمود، سعد الدين يوسف، سهيل حسين، طارق أحمد، العميد طلال، عادل محمد، عبد الحفيظ خضر، عبد الرحمن عبد الغني، عبد الرزاق، عبد الغني عبد الرحمن، عبد القادر سميح، عبد القادر عفيف، عبد القادر محمد، عبد القادر محمود، عدنان حسين، عدنان عبد الرحمن، عدنان محمد وفيق، عصام محمد، عصام محمد نور، عمر محمود، كمال عبد الغني، محمد، محمد إبراهيم، محمد أحمد، محمد أمين، محمد أمين، محمد أمين عبد الستار، محمد زكريا، محمد زهير، محمد عبد الرحمن، محمد عثمان، محمد علي، محمد مصطفى، محمد نور عبد الرزاق، محمد نور عصام، محيي الدين، محيي الدين محمد نور، مروان عبد الحفيظ، مصطفى، مصطفى عبد الرحمن، وليد عبد القادر، وليد مصطفى، يحي زكريا، يحي محمود، يوسف عبد الرزاق، يوسف عبد الساتر، يوسف معروف، والفنان المبدع فؤاد دوغان وسواهم. والأمر الملاحظ، من خلال اطلاعي على بعض معاملات ووثائق المحكمة الشرعية في بيروت عام 2008، فقد تبين لي وجود أسرة تركية تحمل اسم (دوغان) ماتزال جنسيتها قيد الدرس، لأن هذا الفرع التركي مع العناصر التركية المهاجرة من تركيا إلى بيروت في أواخر القرن العشرين. ولا بد من الإشارة أيضاً، بأن أسرة دوغان ماتزال منتشرة، إلى اليوم في تركيا وألبانيا وبلغاريا وأوروبة الشرقية وسواها. ويعتبر البروفسور أحمد دوغان رئيس حزب العدالة في بلغاريا من الشخصيات الإسلاميّة البلغارية المرموقة، وقد أصبح وزيراً فيما بعد. وبسبب مواقفه الإسلاميّة أقالت الحكومة البلغارية عام 1992 مفتي المسلمين البلغار، التركي الأصل الحاج نديم ابراهيم جنجدين، لاتهامه بالتعاون مع النظام الشيوعي البلغاري السابق. كما عرف من الأسرة العازف العالمي أي تاح دوغان.أما فيما يختص بلقب دوغان، فله عدة معانِ منها:

1-دوغان وطوغان التركية تأتي بمعنى الصقر الصغير أو الباشق، أطلقت على مجموعة من الأمراء المماليك والأتراك.

2-دُغان (دوغان) العربيّة أطلقت على إحدى القبائل العربيّة القديمة، تأتي بمعنى الرجل العصبي، أو الأكول أو المريض من شدة الحر، الذي عرف باسم «دوغة» وقد استخدم العرب في لغتهم الألف والنون في الكثير من المصطلحات والأسماء مثل دوغان، سعفان، سجعان، نعسان، تعبان.........