آل صبرا (صبره)

أحد الأجداد منح شارعاً ومخيّماً في الطريق الجديدة إسمه

من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة، كما انتشرت أسرة صبرا الشيعية في جنوب لبنان، وللأسرة فرع مسيحي في بيروت.

وتعود أسرة صبرا بجذورها التاريخية إلى القبائل العربيّة الأولى التي أسهمت في فتوحات مصر وبلاد الشام، ومن ثمّ المغرب العربي والأندلس. وقد انتشرت الأسرة في بيروت والعديد من المناطق اللبنانيّة منذ العصور الوسطى. وفي التاريخ الحديث والمعاصر وصل فرع من آل صبرا من البلاد السورية لا سيّما من اللاذقية وجزيرة أرواد وإدلب وسواها.

وممّا يلاحظ أنّ قبائل صبرا العربيّة انتشرت في مناطق عربية عديدة، لا سيّما بطن من قبيلة الجابري، وبطن من قبيلة جذام، وبطن من البدور وسواها من بطون وقبائل. وقد أطلق العرب قديمًا اسم صبره على العديد من رجالاتهم من بينهم: صبرة بن شيحان من قبائل زهران، وصبره ابن كعب رئيس قبيلة الأزد يوم معركة الجمل. ومن الأهمية بمكان، إني اكتشفت من خلال دراستي لسجل المحاكم الشرعية بأنّ هناك فرعًا من آل صبره هو أحد فروع آل نجا. فقد تضمن السجل(1263-1265ه، ص،(77)) إشارة إلى السيّد ديب صبره نجا، ممّا يؤكّد معلوماتنا المشار إليها.

ويشير العالم الشريف الإدريسي في رحلته المشهورة بأنّ مدينة القيروان في المغرب "كانت مدينتين إحداهما القيروان والثانية صبرة. وصبرة كانت دار الملك، وكان فيها أيام عمارتها ثلاث مائة حمام، وأكثرها للديار، وباقيها مبرز للناس كافة، وصبرة الآن في وقتنا هذا خراب ليس بها ساكن، وعلى ثلاثة أميال منها قصور رقادة الشاهقة... وهي الآن خراب لا ينتظر جيدها ولا يعود خيرها". (الشريف الإدريسي: نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، م1، ص 284).

وأشار في مكان آخر "... ومن قصر الدرق إلى بئر الجمالين ثلاثون ميلًا"، ومنها إلى صبرة أربعة وعشرون ميلًا، ومن قصر صبرة إلى طرابلس رحلة، وكل هذه المنازل التي ذكرناها في هذا الطريق خلاء بلقع قد أتت العرب على عمارتها وطمّت آثارها... فليس بها الآن أنيس قاطن ولا حليف ساكن، وهي مستباحة لقبيلة من العرب تسمّى مرداس ورياح"، (نزهة المشتاق، م1، ص 297).

ولا بدّ من الإشارة، بأنّ منطقة الطريق الجديدة في بيروت شهدت وفادة وتوطن أحد أجداد آل صبرا منذ أوائل القرن العشرين، وكان من أوائل المستوطنين في تلك المنطقة، لهذا أطلق اسم "صبرا" على شارع مهم من شوارع المنطقة الممتد من منطقة السبيل حتى دار العجزة الإسلاميّة. وهو يعتبر من أهم الشوارع والأسواق الشعبية في بيروت فضلًا عن إطلاق اسم على مخيّم هو "مخيّم صبرا" لللاجئين الفلسطينيين. وما تزال أسرة صبرا تقيم في ذلك الشارع مع أسر بيروتية عديدة.

ونظرًا لذياع صيت هذا الشارع في فترة الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982، فقد أطلق اسم شارع صبرا على شوارع عديدة في فلسطين وسوريا ومناطق عربية أخرى.

عرف من الأسرة السادة: الوزير والسفير السابق محمد صبرا (1912-1995) والمفوّض السابق في الشرطة اللبنانيّة الحاج عبد الجليل صبرا، وابنه رجل الأعمال محمد عبد الجليل صبرا، والصحافي اللامع حسن صبرا صاحب مجلة "الشراع" البيروتيّة. ومن الأسرة المسيحية البيروتيّة جرجس بن جبور صبرا، الذي أنجب نسيب صبرا صاحب مطبعة صبرا، ووديع صبرا (1876-1952) أحد كبار الموسيقيين اللامعين في بيروت ولبنان، مؤسّس المعهد الموسيقي الوطني، وملحّن النشيد الوطني اللبناني:

"كلنا للوطن                للعلى للعلم"

كما لحّن أوبرا "الملكين" وسواها من ألحانٍ وأغانٍ مميزة. كما برز الكابتن والحكم الدولي إسماعيل محمد صبره (توفي في بيروت في 26/5/2008) أحد روّاد التحكيم في كرة القدم في بيروت ولبنان، وعرف أشقاؤه السادة: محمود، المرحومون الحاج زكريا، والحاج يحيى، الحاج إبراهيم، كما عرف الطبيب الدكتور وليد صبرا.

كما عرف من أسرة صبرا السادة: إبراهيم، أحمد، إسماعيل، إلياس، أمين، بدر، بلال، جعفر، جمال، جميل، جورج، حبيب، حسن، حسين، حمزة، خالد، حليل، ديب، رامز، رفيق، رمزي، رياض، زكريا، زهير، زين، سعد الدين، سليم، سميح، سمير، صلاح الدين، عاصم، عباس، عبد الجليل، عبد الحفيظ، عبد الرحمن، عبد العزيز، عبد الكريم صبرا، عبد اللطيف، عبد الله، عبد المجيد، عبد الوهاب، عصام، علي، غسان، فاروق، فؤاد، قاسم، كمال، محمد، محمود، محيي الدين، مصطفى، منير، ناجي، نبيل، نقولا، وفيق، وليد، يحيى، يوسف، صبرا وسواهم الكثير.

ومن برز في العالم العربي من آل صبرا المعارض السوري جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري في عام 2013، وأحد أبرز القيادات السورية.

وصبرا لغةً بالألف والتاء المربوطة تعني الرجل شديد الصبر، كما تعني الرجل حارس البلد والمعسكر. ومن جهة ثانية فإنّ صبرا إحدى قبائل ومدن العرب. وترى بعض المصادر العربيّة، بأنّ قبيلة وأسرة صبرا إنّما تنسب إلى مدينة صبره أو سبره بالسين، ويقال لها "سَبرت" أو "صبراتا" (Sabrata) في ليبيا في المغرب العربي، أو أنّ هذه المدينة أطلق عليها هذا الاسم منذ دخول العرب الفينيقيين إليها منذ ما قبل الإسلام أي حوالي الألف الأول ق.م.