آل العبيدي

من الحجاز واليمن تفرّع عنهم بنو سليمان وبنو عطية

 من الأسر الإسلامية البيروتية واللبنانية والعربية، تعود بجذورها إلى قبائل شبه الجزيرة العربية، لا سيما قبيلة العبيدي في الحجاز واليمن، وأسهمت هذه العشائر والقبائل في فتوح مصر والمغرب العربي وبلاد الشام، ومن بينها فلسطين وشرقي الأردن وسوريا والعراق. وقد تفرع منها بني السليمان وبني عطية، وهي قبائل  عربية انتشرت في بيت لحم في فلسطين، والكرك في شرقي الأردن، كما انتشرت في العراق، بدليل أن وزير الدفاع العراقي عام 2006-2007 هو السيد عبد القادر محمد جاسم العبيدي، كما أن أحد قادة الثورة الليبية عام 2010 هو من آل العبيدي.

 ومما يلاحظ بأن فرعاً من العبيديين انتقلوا إلى بيروت في العهد العثماني، ومما يؤكد ذلك، ما أشار إليه السجل 1302-1303هـ، ص (92) وص (172) من سجلات المحكمة الشرعية في بيروت حينما أشار إلى آل العبيدي في بيروت. والأسرة من العائلات الحسينية المنسوبة إلى رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) من خلال سبطه الحسن بن علي (ضي الله عنهما) لهذا تميّزت عبر تاريخها بالعلم والتديّن والاستقامة، وبكثرة العلماء.

هذا، ومن المعروف أن عبيد الله المهدي (المتوفى 322هـ - 934م) هو مؤسس الدولة الفاطمية وأول خليفةٍ عليها (297-322هـ)، (909-934م)، وقد هاجر من مدينة سلمية في سوريا الشمالية، وبنى مدينة المهدية جنوب شرق القيروان عاصمة لدولته التي امتدت فيما بعد إلى مصر. ولا بد من الإشارة أيضاً إلى أنه نُسب للعبيديين دولة عرفت باسم الدولة العبيدية في المغرب العربي، وكان لها نفوذ في مناطق عربية وإسلامية أخرى. وكل من نسب إلى هذه الدولة أو خلفائها أو أمرائها فهو «العبيدي». لهذا فإن أسرة العبيدي البيروتية من أصل مغربي نزح أفرادها إلى العراق وبلاد الشام هرباً من بطش الحاكم الفاطمي عبدالله العبيدي الذي فرض مذهبه وعقيدته على سائر السكان وسائر العلماء. لهذا توجه الكثير من العبيديين إلى شمال أفريقيا والمشرق العربي لا سيما إلى العراق حيث تعتبر قبيلة العبيدي في العراق من أكبر القبائل العراقية اليوم، بحيث تزيد على مليون نسمة. وتعتبر مدينة العبيدي شمال بغداد من أهم المدن التي تتركز فيها عائلة العبيدي. برز منها النائب الدكتور حارث العبيدي الذي اغتيل في 12 حزيران 2009.

ومما يلاحظ أيضاً وجود أسرة العبيدي في القدس الشريف بجوار المسجد الأقصى نظراً لتدينهم وتمسكهم بدينهم الحنيف، وقد برز العديد من علماء آل العبيدي في القدس الشريف. فضلاً عن انتشار العائلة في بلدان الخليج العربي لا سيما في السعودية والكويت ودولة الإمارات، بالإضافة إلى فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وخاصة في بيروت المحروسة.

شهد التاريخ العربي والإسلامي الكثير ممن حملوا اسم «عبيد» منهم على سبيل المثال: الشاعر العربي في عصر الجاهلية عبيد بن الأبرص (ت 554م) والذي قتله الملك المنذر، والمؤرخ عبيد بن شريه الجرهمي (ت نحو 686م) مؤلف مخطوط «تاريخ الملوك وأخبار الماضي» لمعاوية بن أبي سفيان، وعبيد الله بن زياد (ت 686م) عامل الأمويين في العراق، وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر (ت 913م) وهو أمير وأديب وشاعر ومؤرخ، وعبيد الله بن المظفر (1093-1154م) أديب وشاعر وطبيب أندلسي، توفي في دمشق، فضلاً عن عبيد الله المهدي المشار إليه مؤسس الدولة الفاطمية.

 برز من علماء آل العبيدي في بيروت العلامة الزاهد الشيخ محمد أمين بن عبد العزيز العبيدي المغربي الحسيني نزيل مدينة بيروت المحروسة، وهو من مواليد فاس في المغرب عام 1462هـ، وتوفي رحمه الله في بيروت في غرة رجب الخير عام 1346هـ، ودفن في مقبرة السمطية في بيروت. له مؤلفات عديدة، قام حفيده الشيخ خضر العبيدي بتحقيقها لنشرها، غير أنه توفي قبل تحقيق هذا العمل.

  كما برز من أسرة العبيدي في بيروت لا سيما في منطقة الطريق الجديدة في التاريخ الحديث والمعاصر، النائب السابق الدكتور زهير العبيدي عن دورة (1992-1996) وشقيقه الداعية المرحوم الشيخ خضر العبيدي رئيس جمعية البر والتقوى ومحاضر في كلية الدعوة الإسلامية، ومختار المزرعة المرحوم كمال العبيدي. كما عرف نجله مختار المزرعة الحالي عبد الهادي كمال العبيدي، وكما عرف من الأسرة السادة: أحمد سميح، خالد محمد، خليل محمد، سعد الدين إبراهيم، عبد الرحمن، محمد إبراهيم، كما عرف من الأسرة المسحراتي البيروتي الشيخ أنيس العبيدي في الفترة 1940-1950، كما عرف الحاج منير وعبد الهادي وعبد الرحمن، وعبد الله، وتوفيق وسواهم.

ومن علماء الأسرة الشيخ براء زهير العبيدي أحد الدعاة البارزين في لبنان وأوروبا، كما عرف السيد سراج الدين أحد متخرجي الجامعات الفرنسية، وهشام نائب مدير بنك البركة الإسلامي في بيروت، والمهندس سالم العبيدي، والطبيب الدكتور محمد علي العبيدي، والمهندس أحمد العبيدي، والمربية الأستاذة زهيرة العبيدي، والمربية السيدة نازك العبيدي، والمربية السيدة خديجة العبيدي، والداعية المربية آمنة العبيدي وسواهم الكثير من الدعاة والداعيات، ومن المهندسين والأطباء ورجال العلم.

 من جهة ثانية، وبالرغم من أن آل العبيدي اشتهروا بأنهم أسرة إسلامية في بيروت، غير أنه تبين لي، بوجود فرع آخر من الأسرة من الطائفة المسيحية عرف منها السادة: جورج العبيدي، حنا، رياض، عبدو، عيسى، موسى العبيدي، وسواهم، وقد توطن أفراد هذا الفرع في مناطق فرن الشباك والدورة والرابية وانطلياس.

والعبيدي كما أشرنا إحدى القبائل العربية المنتشرة في أرجاء العالم العربي، وهي لغةً مصغر عبدي أو عبدالله، فيقال عبيد أو عبيدي. والأسرة من الأسر المنسوبة، وهي من آل البيت الشريف من خلال الجد والجدة أيضاً.